| مقـالات
** أفزعني ذلك التقرير الذي نشرته الصحف قبل فترة عن عدد المطلقات لدينا خلال عام واحد.
لقد كان الرقم كبيرا ومؤلما جدا
ولن أتطرق هنا إلى أسباب ومسببات الطلاق من تقاطع العلاقة بين المرأة والرجل أو ظروف العصر ومتطلباته الصعبة والعسيرة.
لكنني أتوقف عند أمر أزعجني بقدر ما أفزعني رقم المطلقات المهول ذلك هو تعليق كاتب في إحدى المجلات على هذه الأعداد من المطلقات وتركيزه على ان السبب الرئيسي للطلاق هو (المرأة)!
عجيب جدا هذا الفهم
ان المرأة هي الأضعف والرجل هو الذي بيده أمر الطلاق فكيف تكون المرأة السبب الرئيسي ؟!
إن المجتمع يظلم المطلقات كثيرا بهذا الفهم المغلوط,, بل بهذا الظلم المفرط.
إنني أذكر أنني كتبت قبل فترة عن موضوع الطلاق واتهام بعض فئات المجتمع المرأة بأنها هي السبب، وقد اعترضت على رمي المرأة بهذه التهمة من خلال حقائق الواقع، وأوضحت ان المرأة تظلم كثيرا عندما نجعلها هي سبب الطلاق وحدها، متناسين دور الطرف الآخر الأهم, وأذكر وقتها أنني تلقيت أصداء كثيرة لهذا الموضوع الذي حاولت أن أنصف فيه المرأة المطلقة، وقد اتضحت لي من خلال ما تلقيته من أصداء مظالم كثيرة وقعت على المرأة المطلقة من بعض (الذكور المطلقين) بل ومن بعض فئات المجتمع بسبب كونها مطلقة ليس إلا,,!
وكأن الطلاق جرم من المرأة وفضيلة مطلقة للرجل.
لقد قلت في مقالي الآنف الذي نشرته في (المجلة العربية) الى (أنني رأيت حالات كثيرة من الطلاق تمت لأن الرجل أو بالأحرى (الذكر) كان مدمن شراب ومن هنا تعيش المرأة معه في جحيم، فهو عندما يفقد عقله - بسبب الشراب - يعتدي ويضرب ويسيء, فمن المجني عليه هنا؟
هل المرأة مرتكبة الخطأ أم الرجل؟
هل نلوم المرأة عندما تطلب الخلاص من هذا الرجل الذي باع عقله ولم يرع ضميرا أو يرع بيتا؟
وهناك حالات طلاق أخرى تجيء لأن الرجل يهمل بيته وأسرته ماديا ومعنويا ويكون همه إما السفر أو الأصحاب أو شؤون الدنيا، فتجد المرأة نفسها وحيدة تأكلها الهموم والأحزان ورجلها في عالم آخر فهل يلومها المجتمع عندما تطلب الخلاص؟
وهناك حالات يكون السبب الرئيسي فيها سوء معاملة الرجل وعدم اتصاف تعامله بأدنى حد من الإنسانية,, فهو يعنف لأدنى سبب ويغضب لأتفه سبب ويرمي زوجته بأقسى الكلمات لأقل سبب, ومن هنا ترى المرأة ان ورقة الطلاق هي ورقة خلاصها من هذا الجحيم,!
بل إن إحدى المطلقات قالت في لقاء في الإذاعة السعودية أنها فرحت بورقة الطلاق أكثر من فرحتها بورقة الشهادة الجامعية,!
حقا إن (المطلقة) مظلومة في كثير من الأحيان والحالات,, فكثير من أفراد المجتمع يحملها الخطأ في تصدع بيت الزوجية رغم أن الحقائق والإحصائيات وتقارير المحاكم تؤكد خلاف ذلك، والواقع - أيضا - يؤكد خلاف ذلك، فكم من مطلقة لم توفق في تجربتها الأولى، وانضمت الى شركة زواج أخرى فنجحت وأنجبت وعمَّرت بيتا سعيدا,,!!
إن حديثي هذا لا ينفي وجود حالات طلاق تمت بسبب المرأة أو بسبب عدم توافق الشريكين وإن كان الرجل على قدر كبير من الدين والأخلاق والمرأة على قدر كبير من الجمال والشيم وليس الطلاق مؤلما إذا لم يوفق الله بينهما لكن المؤلم حقا ان المرأة تتهم دائما من قبل بعضهم بأنها سبب تصدع بيت الزوجية وتلام لأنها لم تصبر مع أن الصبر قد يكون شكا من صبرها!
ولينظر هؤلاء اللائمون الى كثير من المطلقات كيف نجحن وملأن بيوت أزواجهن - في تجربتهن الثانية - هناء وسعادة ولعل التجربة الأولى تجعلهن يحرصن على نجاح تجربتهن الثانية وبالأخص إذا كان أزواجهن السابقون ليسوا أهلا لإقامة بيوت سعيدة,!
إن المطلقات من هن على قدر كبير من الأخلاق والعلم والجمال ولكن المجتمع يظلم الكثير منهن,!
وأحيانا تظلم المطلقة نفسها عندما ترى أنها هي سبب فشل التجربة أو أنها فشلت في حياتها ولو فكرت لأدركت أن ما تم فعلا تجربة وإذا ما فشلت فأمامها تجربة أخرى لتنجح فيها، وربما لا يكون الخلل فيها بل في الرجل الذي ارتبطت به).
* * *
* * مسألة أخرى ومهمة
تلك هي الظلم الذي يوقعه بعض الرجال أو بالأحرى (الذكور) على زوجاتهم اللواتي عشن لهم ومن أجلهم عندما لا يوفق الله بينهما فيذرها كالمعلقة,, بل معلقة,, فلا هو يقوم بحقوقها كزوجة وشريكة حياة، ولا هو يفارقها ويمضي عنها,, إنه لظلم كبير جدا لامرأة كان بينهما حياة ومشاعر وحقوق وواجبات,, وما أفدح هذا الظلم,!
انه لو كان رجلا يخاف الله لما تعامل مع من عاش معها بهذا الأسلوب فإما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان كما جاء في القرآن الكريم.
***
** نمط ثالث من الظلم يقع على المرأة من قبل الرجل
ذلك ما يحدث عندما يتزوج الرجل على زوجته، وهذا من حقه إذا كان لذلك ما يبرره والأهم ان يعدل لكن - بكل أسف - نجد البعض من الرجال عندما يتزوج أخرى يجعل الأولى كمَّا مهملا فيقصر أو يلغي حقوقها، ونراه يقتر في الانفاق عليها وعلى أولادها رغم (عشرة العمر) التي كانت بينهما، بل قد يحصل أكثر من ذلك فيقدم على طلاقها بحجة أنه لا يرغب الجمع بين زوجتين أو لا يستطيع الانفاق على بيتين، وهو - في الحقيقة - يرغب التخلص من شريكته الأولى بأية طريقة وعن أي طريق حتى عن طريق الظلم وإلا إذا كان ليس بقادر على التعدد فلماذا يعدد؟!
وما أكثر هذا النمط الثالث من الظلم.
إن أقل حقوق الزوجة الأولى شرعا وأخلاقا هو الوفاء لها ولعشرتها، وأداء حقوقها وحقوق أولاده منها إنفاقا ومبيتا ورعاية واهتماما.
لكن - مرة أخرى - ما أظلم بعض الرجال أو بالأحرى (الذكور)!
ختاما : يا بعض الرجال:
مطلوب شيء من الإنصاف وعدم الظلم للمرأة,, وهي التي تجسد الجانب الأرق والأضعف في الحياة,,!
وما أقسى الظلم على الجانب الأحنى في هذه الحياة,,!
(وقَد خَابَ مَن حَمَلَ ظلماً)
* * *
**خالد الفيصل الجانب الآخر,,!**
* * ما التقيت بالأمير خالد الفيصل في جلسة أو حوار إلا وخرجت منه بما يثري عقلي ووجداني,,!
الكثيرون يعرفون عن خالد الفيصل جانب الشاعر المبدع، أو الإداري الناجح، وهما الجانبان اللذان اشتهر بهما,,!
لكن هناك جوانب رائعة لا تقل عن هذين الجانبين إدهاشا وإبداعا كجانب الثقافة الواسعة، والإحاطة الشاملة في كثير من مجالات الحياة والثقافة,,!
إنك تتحاور مع الأمير خالد في الجانب الثقافي فتجده يطرح رؤى ثقافية فيها سعة الثقافة وعمق الرؤية، وتتمنى لو تنتشر آراؤه بين الناس والمثقفين بخاصة لإثراء وخدمة ثقافة بلادنا.
بل تتمنى لو دون وكتب هذه الآراء
وكم أتمنى لو حظيت إحدى مجلاتنا أو صحفنا ليكتب فيها خالد الفيصل نثرا لن يقل إبداعا عن شعره.
أما إذا ما دخلت مع الأمير خالد في حوار في جوانب الحياة التي مارسها وعاشها معايشة الإنسان المتأمل السابر لأغوارها فإنك تجد لديه الرأي السديد، والنظرة الرشيدة.
وكل من عرف سمو الأمير خالد وجلس إليه خرج بهذا الانطباع.
إن مجالسه الخاصة ندوات ثقافية، واجتماعية بالغة الإفادة والامتاع.
كم استشرف أن يستفيد الآخرون مما يطرح فيها من آراء ورؤى في مختلف الجوانب التي تهم هذا الوطن وأبناءه، هذا الوطن الذي يسكن خافق خالد الفيصل حبا ورأيا وتفانيا.
* * *
** هيئة تطوير مكة والآمال المنتظرة**
** سعدنا بل سعد كل مسلم بقيام الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة,, والأمل كبير ان شاء الله ان تجعل هذه الهيئة - بدعم الدولة - مكة المكرمة من أرقى مدن العالم تخطيطا وتنظيما وسكنا,, والأمل كبير في تحقق هذه الأهداف النبيلة، وبخاصة ان رئيس هذه الهيئة هو سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز المسؤول الذي عرفنا فيه جديته ومنجزاته وحسبنا ما رأينا في المدينة المنورة وفي المنطقة المركزية - على وجه الخصوص - والتي استطاع سموه - بدعم القيادة - ان يجعلها على هذا المستوى تخطيطا وبناء.
إن المنطقة المركزية حول بيت الله الحرام تنتظر إن شاء الله استكمال تنظيمها وتطويرها سواء من نواحي ساحاتها أو مبانيها أو شوارعها.
ويبقى دور القطاع الخاص للمبادرة في العمل والانجاز على غرار مشروع شركة مكة للانشاء والتعمير,, ونحن بانتظار مشروعها الثاني في (جبل عمر) الذي سوف يكون منجزا حضاريا وعمرانيا شامخا يخدم الملايين من زوار البيت العتيق.
وإنني أتفق مع الأستاذ الكريم محمد صلاح الدين في سرعة تنفيذ هذا المشروع وأرى ان تبادر الهيئة العليا الى سرعة الموافقة عليه لأن الحاجة الى مساكن لائقة للملايين من قاصدي البيت الحرام أصبحت ملحة جدا.
إن الذي نأمله ان تبادر الهيئة العليا الى دعم هذه المشروعات العملاقة التي تحتاج اليها المنطقة المركزية وان تذلل كل الصعوبات التي تواجهها، فالقطاع الخاص هو المعول عليه في تنفيذ أهداف الهيئة العليا في تطوير المنطقة المركزية.
وفق الله كل مخلص لخدمة هذا الوطن,, ووفق الله سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز لخدمة البلد الأمين الذي يهفو اليه أكثر من مليار مسلم في هذا العالم.
* * *
** تصحيح **
** ورد خطأ مطبعي في البيتين اللذين استشهدت بهما في مقالتي الأحد الماضي للشاعر بدوي الجبل حيث جاء حرف القافية مرفوعا مع أنه منصوب مثل البيت الذي قبله,,, قاتل الله الأخطاء المطبعية كم تشوه الأشياء الجميلة حتى الشعر ولغة الضاد,,!
* * *
** شم الحسن بعين عاشق!**
** صورة شعرية متفردة لم تمر علي فيما اطلعت عليه في تراثنا الشعري العذب.
هذه الصورة جعل فيها الشاعر: عز الدين سليمان (عينه) هي التي تشم عبق المحبوب وأريجه.
اقرؤوا هذه الصورة الباذخة الجمال، والطاغية بالأحساس بالحبيب حتى ولو عبر (طيف)
فتحت شبابيك الدوالي على المدى
أضم خفاياها أشم وأعصر
وأبصرت طيباً يا لَطيف يزورني
فأدركت أني الآن بالشمِّ أُبصر |
أرأيتم
شماً بالبصر,,!
ما أبهى هذه الصورة الأخاذة، وهذا الحب النقي.
ولعل الأوفر بهاء هو هذه المحبوبة
التي لفرط حسنها، وعبق أنوثتها |
جعلت عاشقها وشاعرها يرى ويشم ذلك من خلال زيارة طيفها,!
|
|
|
|
|