| محليــات
في الأيام القادمة يبدأ موسم الحج وهو من المواسم التي لا تأخذ طابع الاعتيادية، بل التجديدية,,, ذلك يرتبط بمعناه ومضمونه، وطالما أن الإنسان يحيا في هذه الدنيا وهو إنسان، فإنَّ ثمة مايرتبط به من ذاته بوصفه بشراً خطَّاءً,,,، موصوفاً بالنسيان كلَّما تاب أذنب,,,، وكلَّما أذنب ترقَّب المواسم الكبرى كي يضع كافة ذنوبه بين يدي خالقه ليبرأ منها بعفوه، وجميل صنعه، ولطيف رحمته، وهو ركن الإسلام الخامس,,.
من أتاه للمرة الأولى، فإنه يأتي بشوق,,, وبآمال,,, وبكثير من الرغبة في أن يؤدي مناسكه كاملة وعلى أكمل وجه,,.
ولقد عهد في المسلمين أنهم معلمون ,,, يعلِّمون الناس أمور دينهم ليس الفكرية، ولا التعاملية فقط، وإنما أيضاً الأدائية ، فأداء المناسك، يشابه أداء الصلاة، يشابه استخدام الجوارح,,, كلها يحتاج الإنسان إلى تعليم، فتدريب,,, كي تتم بصورها الصحيحة,,.
ولقد لوحظ عند زيارة المسجدين المقدسين في مكة وفي المدينة أن الناس من غير الناطقين بالعربية، بل ممن ينطقونها وليسوا على معرفة بكيفية أداء الصلاة، وما يتعلق بها من توحيد الصفوف وضبطها أن ثمة ما يدعو بإلحاح لأن تكون هناك لجان توعية وإرشاد وتعليم وتوجيه,,.
ولعل الحدَّة في الحاجة تزداد في المواسم الكبرى ذلك لأن أيسر أمور التحلل من الإحرام يجهلها من الناس من هم من الداخل فكيف من يأتون من كل فج عميق؟,,.
خُيل إليّ أن يكون من الجميل أن تتولى الشابات في مكة والمدينة المنورة والسيدات الداعيات الملمَّات بأصول العبادات وطريقة أداء الصلاة، وبمناسك الحج أن يتشكلن في مجموعات تقوم بشكل دوري بالانغماس داخل الصفوف، وبين الحاجَّات،وكذلك يفعل الشباب لتوعية مباشرة لهن ولهم.
وإلا كيف يغط الزائر والحاج في نوم عميق ثم يفيق ليؤدي الصلاة دون وضوء؟
وكيف تتكوَّن للصفوف ناقصة وتقوم أخرى على نفر أو ثلاثة فيما البقية لم تكتمل؟
وكيف يجلس المصلي أو المصلية على أطراف قدميه وجسده كله متجه إلى الأمام دون معرفة كيفية الجلوس للصلاة، وكيف تتخطى الصفوف وتتزاحم المناكب في سعة من الصفوف تسابقاً على الأولية؟,,, وكيف يرفع المصلي رأسه قبل الإمام أو يدخل الصلاة غير مقتد بالإمام في أول دخوله للصلاة؟,,, وكيف تصلي امرأة وهي في الحيض؟ وكيف وكيف من أمور تشاهد على المعتمرات والحاجات ممن يقدمن لأداء هذه المناسك وهن وهم لا علم لهم إلا ترديد بعض المكتوب في لغاتهم دون معرفة لمعناه ولا معرفة لتطبيقه؟,, وخير ما يؤكد ذلك ما يردد على ألسنتهم في الطواف وفي السعي,,.
إن الجهود التي تُبذل من أجل ضيوف الرحمن جهود جبارة وتستحق التقدير بلا ريب,,.
لكنها تظل في أمور الإعداد الذي يُهيء المساحة والموقع والسكن والتغذية والمواصلات والإقامة والتحرك في راحة ويسر، كما أن هناك جهوداً في التوعية والتعريف غير أنها لاتزال تحتاج إلى برامج مكثفة ومدروسة وتتناسب وحاجة القادمين,, كما تتطلب استقطاب جهود وإمكانات كافة شرائح المجتمع,,.
أولا يمكن الاستفادة من الأجيال التي تعودت هدر الوقت في غير ما يفيد,,, لقسرها على الانخراط فيما يفيد,,, بتدريبها أولاً في برامج مستمرة طيلة العام، ثم غرسها في المواقع المناسبة عند المواسم؟,,.
تبقى مهمة جديدة لضيافة ضيوف الرحمن تُضاف إلى ما يُقدم كي يتكامل الأداء,,.
وتُقرُّ عين رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأمة,,.
كما يمكن أيضاً أن تعمل هذه المجموعات في لجان تبدأ في التعليم والتوعية قبل الموسم ومنذ بدء وصول الحجاج إلى الوطن,.
لجان ميدانية، لا ينتهي عملها إلا بانتهاء موسم الحج,,.
بينما تظل في تبادلها العمل طيلة العام.
هي مجرد مقترحات انبثقت من رؤية مباشرة داخل المسجدين لجهل تام لأغلب المصليات والمعتمرات والحاجَّات.
فأقرضوا الله قرضاً حسناً,,.
يُضاعف الله لكم الأجر برحمته تعالى,
|
|
|