أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th February,2001 العدد:10366الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

قيمة العمل والرؤية الإسلامية
لقد قدس الإسلام العمل وكرم العاملين والمنتجين واعتبره شرفا وجهاداً وصورة معبرة عن ذات الإنسان واستعداداته فبالعمل يؤدي الانسان رسالته الاعمارية في هذه الارض وبالعمل يتطابق مع دعوة القرآن إلى الاعمار والاصلاح في هذه الارض قال تعالى: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) هود:61، وانطلاقا من هذه الدعوة، راح الاسلام يحث على العمل ويحارب الكسل والاتكالية، ويدعو إلى الجد وبذل الجهد من أجل تحصيل الرزق والانتفاع بطيبات الحياة، واعمار الارض واصلاحها.
وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه أروع الأمثلة في الجد، وممارسة العمل والنزول إلى ميدان الحياة، فلم يستخفوا بالعمل، ولم يحتقروا العاملين بل كرموا العمل والعاملين، واستنكروا الخمول والاتكالية والكسل لأن العمل في عرف الإسلام هو بذل الجهد من أجل اشباع حاجة انسانية محللة، وهو ضرب من ضروب العبادة وتحقيق لإرادة الله وحكمته في الارض والسعي لبناء الحياة وفق مشيئته تبارك وتعالى، ولكي يحقق الاسلام فكرته هذه جعل اشباع الحاجات الشخصية واجباً من حيث الاساس على الإنسان نفسه لكيلا يتوانى عن الكسب ومباشرة العمل بنفسه فإن هو عجز عن توفير حاجاته كاملة انتقلت مسؤولية اشباع هذه الحاجات إلى الداخلين معه في علاقات النفقة والتكافل كالآباء والأبناء فإذا تعذر النهوض بمسؤولية الكفالة هذه واشباع الحاجات الضرورية انتقلت المسؤولية إلى المجتمع والدولة الاسلامية, ولكي يتجلى للقارئ اهتمام الاسلام بالعمل والإنتاج، نستعرض جملة من النصوص والمواقف التي تؤكد حرص الاسلام عليهما، وحثه على تنمية الثروة لاعمار الأرض وانماء الحضارة والاستمتاع بطيبات الحياة واسعاد الإنسان وربط كل ذلك برباط الايمان والتوجه الشكور إلى الله سبحانه قال تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) سورة الجمعة:10، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان اصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم رجل يدعو على والديه، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه، ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله عز وجل تخلية سبيلها بيده، ورجل يقعد في بيته ويقول رب ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عز وجل له عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد اعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع امري لكيلا تكون كلا على أهلك فإن شئت رزقتك وان شئت قترت عليك وانت غير معذور عندي.
جعفر عبدالكريم الخابوري
صحفي بحريني

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved