| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
اخشى ان تكون الحوادث المؤسفة والاليمة للمعلمات هي مرض العصر حيث اصبح ذلك هاجساً مذهلاً يطرق باب كل بيت آمن، وأخشى ومع مرور الأيام ان نجد انفسنا نسمع ونشاهد ونقرأ عبر الصحف تواصلاً مثل تلك الحوادث النازفة وقد اصبح شيئاً معتاداً عليه فلا تهتز مشاعرنا حينها ولا ترجف القلوب وهذا مانخشاه,.
لقد عاشت منطقة حائل خلال الايام القليلة الماضية حالة من الحزن عاشها الكثير من المواطنين رجالاً ونساء كباراً وصغار بعد الحادث المفجع للمعلمات ال8 والذي نتج عنه وفاة سائق السيارة واحدى المعلمات,, نسأل الله لهما المغفرة والرحمة ولأهلهم الاحتساب والسلوان ولأولادهم الحفظ والصلاح وبمجهود خيرية من المواطنين وجمعية الهلال الاحمر ثم نقل باقي المعلمات الى المستشفى والله نسأل لهن الشفاء العاجل والدعاء بالأجر والمثوبة من الله للمتطوعين في عملية نقلهن في ذلك الصباح الشاحب المغبر الذي اختلطت فيه كل الصور,, فتلك متوفية واخرى مصابة يحيط,, بالجميع سواد ذلك اليوم كسواد تلك العباءات المتطائرة في موقع الحادث.
وقد طالعنا الخبر بتفاصيل اكثر في صحيفة الجزيرة بقلم الاستاذ عبدالعزيز العيادة وذلك يوم الاثنين 18/11/1421ه والذي من خلاله طمأن الجميع بسلامة باقي المعلمات,ونحن هنا وعندما يطالب احد المواطنين بوضع حد لمثل تلك الحوادث لانعترض على قدر الله ولانحمل الرئاسة مسؤولية ذلك كله وفي نفس الوقت لانبرئ الرئاسة مما يحدث فكثيراً ما نقرأ عن اقتراحات وآراء وافكار من المواطن تجاههم ولا مصير لتلك المطالبات الا التهميش !
ان مسؤولية الرئاسة متشعبة يقوم بها العديد من الجهات الرسمية وليست حكراً عليها فقط فوزارة الداخلية ووزارة المواصلات وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر جميعها تتحمل مع الرئاسة العامة للبنات مسؤولية رعاية المعلمات والاشراف على عملية نقلهن الى خارج المدن من قبل متعهدي النقل سواءً كانت افرادا او مؤسسات وذلك ما اكده مدير عام الشؤون المالية والإدارية بالرئاسة العامة لتعليم البنات الاستاذ عبدالله بن سعد الضياف من ان خدمة نقل المعلمات الىمدارسهن خارج المدن تحظى برعاية وعناية خاصة من الجهات الرسمية السابق ذكرها وقد طالعنا ذلك الخبر في صفحة الشؤون المحلية بالجزيرة يوم الاحد 26 من جمادى الآخرة 1421ه العدد 10223.
وقد بين الاستاذ الضياف ان ذلك النظام الجديد تم وضعه بحيث يضع حداً لاساليب النقل العشوائي وانه سيتم توزيع التراخيص على المتعهدين بتلك العملية وتوفير وسائل السلامة، ويتم وضع ملصقات واضحة على سيارات النقل عند مطابقتها للشروط والاخير مسؤولية وزارة المواصلات اما هيئة الامر بالمعروف فدورها مراقبة اي مخالفات قد تعرض سلامة وكرامة المعلمات ويكون دور الرئاسة توزيع المنشورات على المعلمات باهمية واختيار السائق الأفضل سمعة وتسليمهن استمارات لتسجيل الملاحظات على السائقين إن ماصرح به الاستاذ عبدالله عن تلك الخدمة شيء رائع وخطوة جبارة ولكن هل سيتم تنفيذ ذلك فعلاً؟؟ خصوصاً والغموض يكتنف عمل بعض الجهات كهئية الامر بالمعروف ودورها في ذلك التنظيم فهل ستكون بمعية كل سيارة نقل سيارة اخرى للهيئة!؟ لمتابعتها مثلاً ام ان الهيئة سيكون دورها في نفس مراكزها حتى حدوث مايستدعي تدخلها؟ اذا كان الجواب بنعم فهذا في الاساس يعتبر عملاً من اعمال الهيئة سواءً المسألة نقل معلمات او غير معلمات!! ولن ترفض الهيئة اية حالة تردها بحجة انها غير معلمة,, إن الأولى هنا هو التأكيد على اهمية التنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة المواصلات لتنظيم عملية القيادة لنقل تلك المعلمات بدلاً من توزيع المنشورات والمطبوعات والمطويات الروتين النظري الممل فهل جعلت الرئاسة هذا فقط هو دورها!!؟ ,, توزيع المنشورات على المعلمات! وكأننا نرى هذه المنشورات وقد تزينت بأغلب صفحاتها الإعلانات التجارية عن مساحيق وأواني وعروض خاصة,, وإلا,, ماذا ستحتويه تلك المطبوعات من جديد في عملية اختيار المعلمة للناقل المتعهد المناسب!؟ انسينا انهن معلمات قبل كونههن معلمات,,؟
الم يكن هناك اطروحات وافكار لوضع استراتيجيات مسبقة للقضاء على مشكلة تلك الحوادث؟مثل التنسيق من قبل الرئاسة مع وزارتي الداخلية والمواصلات لتنظيم حركة السير على الطرق الطويلة كما تطرقت لذلك في كتابة سابقة ليتم منع سير الشاحنات الكبيرة وناقلات المحروقات وغيرها من ذات السير البطيء وذلك المنع يكون خلال اوقات الذروة فقط.
وبالامكان ايضاً منع السائقين من تجاوز السرعة 120كم ويكون ذلك بتدخل من الورش الصناعية لمنع السيارة من تجاوز تلك السرعة بإضافة ميكانيكية مطورة تفرض على المركبة عدم السرعة إلا المحددة.
ان الحلول كثيرة والافكار والمعطيات اكثر واكثر,, فالمقترحات من العديد من المواطنين تعد اكثر من تلك الحوادث المفجعة!!
على الرغم من كثرتها ولكن لازلنا نتطلع بامل كبير الى ان نرى هذا التنظيم في حائل وغيرها والمتمثل في الناقل الرسمي المتعهد للمعلمات باسرع وقت ليتم بمشيئة الله القضاء على تلك المفجعات وارجو ان لايكون حال معلماتنا مع وسائل النقل وفقدان الامل كما قال ابو العتاهية فيما جمعه وأعده الاستاذ القدير نزار رفيق في عدد سابق:
وا بلائي من دعاوي امل
كلما قلت تدانى بعدا
كم امني بغدٍ بعد غدٍ
ينفد العمر ولا ألقى غدا |
حمود بن مطلق اللحيدان
حائل
|
|
|
|
|