| عزيزتـي الجزيرة
الأخ خالد بن حمد المالك,, المحترم
رئيس تحرير جريدة الجزيرة
تحية أخوية طيبة
لدى مطالعتي العدد رقم 10354 الصادر عن جريدتكم الموقرة بتاريخ 8 من ذي القعدة لعام 1421ه والموافق 2/2/2001 فلقد ورد في الصفحة الثالثة عشرة من العدد المذكور مقالة للاخ خالد المرشود تتعلق بمداخل ومفترقات الطرق القادمة الى مدينة الدمام.
إنني بحكم اختصاصي الهندسي في اعمال الطرق والعقد الطرقية وخبرتي في تنفيذ هذه الاعمال فإنني أود الاشارة لما ورد في مقالة الاخ خالد المرشود إلى الامور التالية:
1 تتم دراسات الطرقات خارج المدن على اعتبار انها مسارات طرقية مستقيمة (معادلتها الهندسية من الدرجة الاولى) وتتخلل هذه الطرقات المستقيمة ما بين حين وآخر بعض المنعطفات الدائرية التي تفرضها طبيعة الواقع.
2 تتم دراسة المنعطفات الدائرية (معادلتها الهندسية من الدرجة الثانية) وفقاً للسرعة التي يتم تحديدها لكل طريق على حدة وبموجب دساتير وقوانين هندسية خاصة بذلك، فإذا ما كانت سرعة السيارة التي تجتاز هذا المنعطف الدائري اقل من السرعة التي تم بموجبها حساب عناصر المنعطف الدائري فإن السائق لن يشعر بأن انزعاج, اما إذا كانت سرعة السيارة التي تجتاز هذا المنعطف الدائري اكبر من السرعة التي تم بموجبها حساب عناصر المنعطف الدائري فإن السائق سيشعر بأن زمام قيادة السيارة يكاد يفلت من بين يديه ضمن هذا المنعطف الدائري وبشكل قد يؤدي احيانا الى خروج السيارة بفعل القوى النابذة التي تشد السيارة الى خارج حرم الطريق.
3 تعتمد الدراسات الطرقية في حالة الطرقات ذات السرعات الكبيرة الى الاستعاضة عن المنعطفات الدائرية بالمنعطفات الكلوتونيدية (معادلتها الهندسية من الدرجة الثالثة) والتي تتيح للسيارات زيادة سرعتها براحة وأمان, ولقد تبين أن سائق السيارة خلال سفره على الطرقات المستقيمة والطويلة يرى نقطة التقاء طريقه الذي يسير عليه مع خط الافق امامه عبارة عن نقطة سوداء لا تتغير مهما طال زمن قيادته للسيارة، مما يؤدي به في معظم الاحيان الى النعاس وفقدان السيطرة على قيادة السيارة بشكل آمن, لذلك تقوم الدراسات الطرقية بوضع بعض المنعطفات الكلوتونيدية خلال دراسات الطرقات المستقيمة بهدف إحداث ردة فعل نفسية بسيطة لدى سائقي السيارات وجعلهم متيقظين بشكل دائم لانه كلما اقتربت السيارة من هذه المنعطفات الكلوتونيدية كلما كبرت امام سائقي السيارات هذه النقطة السوداء البعيدة مع خط الافق رويداً رويداً لتتحول الى خط اسود يزداد كبره كلما تم الاقتراب من هذا المنعطف الكلوتونيدي مؤدية بذلك الى حدوث انعكاسات نفسية بسيطة لدى سائقي السيارات فتجعلهم متيقظين لتفادي الحوادث.
4 ان عناصر المنعطفات الطرقية في الطرقات القديمة تمت دراستها وفق سرعات اخفض نسبياً من سرعة سيارات اليوم والتي توصلت إليها التكنولوجيا الحديثة في وقتنا الحالي، لذلك فإنه من الافضل لتفادي وقوع الاضطرابات النفسية لدى سائقي السيارات خلال عبورهم المنعطفات الدائرية القديمة ومنعا لوقوع الحوادث اتباع بعض الحلول الهندسية.
أ تعديل عناصر المنعطفات الدائرية للطرقات القديمة وفقا للسرعات الحالية للسيارات التي تجتازها وذلك فيما إذا كانت المنطقة المحيطة بهذه المنعطفات الدائرية تسمح بذلك.
ب تنفيذ حارة طرقية (طولها = 1,5 x سرعة السيارة القادمة) لتهدئة سرعة هذه السيارات قبل دخولها الى المنعطفات الدائرية مع ضرورة وضع الشواخص الطرقية قبلها والتي تبين للسائق السرعة المسموح له بقيادة سيارته بها خلال اجتيازه هذه المنعطفات الدائرية وذلك إذا كانت المنطقة المحيطة بهذه المنعطفات الدائرية لا تسمح بتعديل عناصرها الطرقية.
5 يوجد في المنعطفات الدائرية المتلاحقة حالتان:
أ منعطفان دائريان مسارهما باتجاه واحد: حيث ليس هناك ضرورة لوجود قطعة طريق مستقيمة تفصل بينهما.
ب منعطفان دائريان مسارهما باتجاه مختلف (كما في صورة الجريدة): لابد آنذاك من تنفيذ قطعة طريق مستقيمة تفصل بينهما (طولها = 1,5 x سرعة السيارة).
ويمكننا القول بشكل عام بأنه خلال دراسات الطرق والعقد الطرقية فإن الموقع العام والوضع الطبوغرافي والجيولوجي هو الذي يفرض الحل الهندسي الطرقي الاقتصادي كما ان الحلول التي ذكرتها اعلاه تساعد على حل العديد من مشاكل المفترقات الطرقية بحسب مواقعها والمعطيات التي حولها,, والله ولي التوفيق.
م, كامل وليد آل بنود
ماجستير في الإنشاءات ومباني المواصلات
مهندس راي في الطرق والعقد الطرقية
|
|
|
|
|