| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, أما بعد:
إن المتأمل في ابناء الاجيال السابق يجد انهم قد وصلوا إلى درجات عالية من التربية والثقافة والعلم والمستوى الادبي، وليست تلك الاجيال إلا هم ابناء النهضة التي تشهدها هذه البلاد والتي قامت على اكتافهم في جميع المجالات والقطاعات، ولكن فيما بعد فقد راينا من أبناء جيلنا المعاصر من الشباب وممن هم أتراب لنا ومن صغار السن أموراً وتصرفات غير لائقة وغير تربوية، أموراً لم يكن الكبار في السابق يجترئون على فعلها او على عملها فما بالك بالصغار فتجدنا اليوم في المدارس نشاهد بعض تصرفات الصغار التي تحز في النفوس ولا نستطيع تجاهها سوى السكوت والحزن بسببها، وما تلك الا لانهم أمنوا العقوبة من جانب القائمين عليهم فكما قيل من أمن العقوبة اساء الادب وكما يعلم الجميع بأن المدرس في السابق مثل الأب في المقام فعندما يخطئ الطالب فإنه يستخدم معه النصح والارشاد والتوجيه تبعا للوسائل التربوية المتوفرة التي في معظمها تكون جيدة وتؤتي ثمارها طيبة، فنحن نؤمن بجدواها ومنفعتها كامل الايمان فإن لم تصلح ولم تؤد مطلبها فلا ننسى طرق التربية التقليدية التي من ضمنها الضرب إذا لم يستقم الطالب وفقا للوسائل الحديثة، فإنه يوجهه ويضربه بحد المعقول حتى يعلم انه تصرف تصرفا خاطئ، ثم يوجهه للصواب مرة أخرى ليدرك ذلك وليعلم ان المعلم أدرى بمصلحته وتعديل وجهته للصراط السوي، فالطالب يدرك ان المعلم لم يضربه لعداوة وهذا لا يحصل البتة وإنما فعل به ذلك لانه مخطئ، فعندما يهم بفعلة ثانية فإنه يتذكر العقاب الناتج عن ذلك، وبهذا يكون المعلم قد استطاع ان يقوم الطالب بطريقة تربوية غير كلامية ألا وهي الضرب لانه في هذا المقام اجدى من الكلام، إذاً فلنعلم ان الضرب له مصلحة دينية تقوِّم الطالب وتوجهه التوجيه الحسن، ولا نقصد من الضرب الضرب المبرح او ان يكون المعلم كالجلاد على كل شيء يضرب وعلى كل خطأ يعاقب، وإنما يكون ذلك لألح الحاجة وأقصى الضرورة ثم لنعلم ان الضرب وسيلة إسلامية فقد ورد عن النبي انه قال: أأمروهم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع فقد أمر بالتعليم في البداية والتوجيه للعمل، فإن تقدم به السن قليلا ولم ينفذ ما امر به فإنه يتقدم معه الضرب حتى يقوم بالعمل المطلوب منه,كما ان منع الضرب في المدارس قد أذهب كثيرا من هيبة المعلم وشخصيته وكذلك احترام المعلم فلا يخفى على ذي عين واقع مدارسنا في الوقت الراهن فكم سمعنا بطالب قد ضرب معلماً وكم قرأنا في الصحف من تلك الرزايا الكبيرة والمصائب التي لم نعتدها.
فمن هذا المنطلق فإننا نناشد المسؤولين في وزارة المعارف لاعادة النظر في قرار منع الضرب في المدارس، لما يرون ويسمعون ويقرءون من الشكاوى حول منع الضرب، ولما للضرب من أهمية كبرى ونقترح على المسؤولين في الوزارة بأن يوجهوا قسائم واستمارات استفتاء إلى المدارس حول هذا الموضوع ثم لينظروا إلى غالبية الأصوات، فأنا أراهن بأنهم سوف يجدون نتيجة ساحقة للراغبين في اعادة الضرب.
عبدالعزيز بن خليف الحجاج الشمري
جامعة الإمام القصيم قسم اللغة العربية
|
|
|
|
|