أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th February,2001 العدد:10366الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,ذو القعدة 1421

العالم اليوم

أضواء
المال يشتري الرجال في الغرب,, والشرق معاً
جاسر عبدالعزيز الجاسر
في الماضي كان الجواسيس يحاولون بشتى السبل التخفي، والكثير منهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة ولا يعرف احد عنهم حتى زوجاتهم وابنائهم، وكثير من العائلات وبالذات في امريكا واوروبا بشطريها الغربي والشرقي يفاجَؤون تماماً حينما يقبض على احد افراد العائلة بعد اكتشاف خيانته لوطنه وقيامه بأحقر مهنة عرفها التاريخ بعد مهنة المومس والقوادة.
هكذا كان حال الجواسيس متسترين بعد ان اوقعهم حب المال في الخيانة إلا ان الوضع الآن تغير، مثلما تغير العديد من القيم في الغرب والشرق معاً، فبالنسبة لمهنة التجسس التي كانت مصيبة قبل عقد من الزمن، أصبحت الآن وعلى الاقل في امريكا وبريطانيا مهنة محترمة الى الحد الذي دفعت وكالة السي,آي,إيه وكالة المخابرات الامريكية المركزية الى نشر اعلانات في كبريات الصحف في امريكا وخارجها تطلب جواسيس,, مثلما تطلب أي شركة أو مؤسسة موظفين للعمل بها، وكذلك فعلت الإم,آي البريطانية بنشرها اعلانا تطلب توظيف ستة عملاء وفق شروط اوضحها الاعلان.
هذا الاعتراف بهذه المهنة، وسقوط حواجز الخوف بعد سقوط الحرب الباردة بين الامريكان والروس جعل الجواسيس السابقين يكشفون عن هوياتهم، بل وحتى يستثمرون افعالهم الحقيرة السابقة,, ولأن الجاسوس الذي باع وطنه,, وخان الأمانة,, ونقل اسرار بلاده لعدوه سعياً وراء المكسب والمال,, والمتع الرخيصة,, دائما هدفه المال فقد وجد بضعة جواسيس أنهم يستطيعون كسب المال بسهولة بالحديث عن خياناتهم فقد شهدت العاصمة الامريكية مؤخراً تعاونا بين الجواسيس الروس والامريكان وتقديم نوع جديد من السياحة لزوار واشنطن، وتصف الBBC عمل هؤلاء الجواسيس الذين تحولوا كمرشدين سياحيين,, ولكن للكشف عن العالم السري للجواسيس وصائديهم في شوارع واشنطن حيث ينظمون رحلات بالحافلات عبر شوارع العاصمة الامريكية يتولى من خلالها احد الجواسيس السابقين تقديم المعلومات.
ومن بين المشاركين في هذه الرحلة اليومية أوليج كالوجين ضابط الاستخبارات السابق في جهاز كي,جي,بي السوفييتي الذي عمل كدبلوماسي في واشنطن، وديفيد ميجور الذي كان معنياً بمكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وقد جاءت هذه الرحلة الغريبة لتجمع العدوين القديمين معا.
وقد روى الخبيران أثناء الرحلة السياحية القصة السرية لصفقات الجاسوسية والتعامل المزدوج في شوارع واشنطن بدءا من جواسيس مثل إلجر هيس في الأربعينيات من القرن الماضي وحتى جوناثان بولارد في الوقت الراهن، ودوافعهم كالمال والجنس والانتماء الحزبي.
وروى العميلان السابقان قصة شهيرة في عالم الجاسوسية هي قصة الجاسوس الروسي الذي انشق إلى الولايات المتحدة في عام خمسة وثمانين وهو فيتالي يوريشنكا وفي نفس المكان الذي وقعت فيه الحادثة تكشفت التفاصيل لأول مرة عن كيفية تراجع يوريشنكا عن قرار انشقاقه إلى المخابرات الأمريكية عندما دعي إلى العشاء في حانة بمنطقة جورج تاون وتسلل خارجا عبر مطبخ الحانة في اللحظة الأخيرة.
وقد اعتبرت هذه الحادثة الأكثر إحراجا في تاريخ الجاسوسية الأمريكية.
ومن بين الحوادث الأخرى التي مرت الرحلة عبر تفاصيلها المكانية، حادثة الدريش إيمز رجل المخابرات الامريكية السابق الذي ظل يبيع اسرار الجهاز وعملائه إلى السوفييت لمدة عشر سنوات، ففي مطعم تشادويكس في واشنطن وعلى دعوة للغداء بعد ظهر احد الايام، ضحى إيمز بالأسرار وبحياة عشرة اشخاص من عملاء السي,آى,إيه ومكتب التحقيقات الفدرالية في صفقة كانت مرضية لجميع من شاركوا فيها، ثمنها المال والجنس,, نفس الثمن الذي يجعل جواسيس الأمس يكشفون عن أنفسهم ويتحدثون عن افعالهم.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved