| مقـالات
تعليقي هذا يأتي صدى أو تفاعلا لما تطرق له بعض الكتاب وأخص منهم الدكتور حافظ المدلج.. بشأن ضرورة محاصرة هذه الظاهرة الخطيرة وسلبياتها الضارة على النشء والأطفال.. ولعل ما يكشف خطورتها ان تركيا ورغم نظامها العلماني الذي تتبناه.. حظرت وحذرت بشدة من بث أفلام البوكيمون في التلفزيون التركي وقنواتها الفضائية..!
وأعتقد أن لعبة البوكيمون وانتشارها بين الناشئة يذكرني بانتشار لعبة العكوس قبل ربع قرن.. ولكن العكوس كانت فكرتها بسيطة وسطحية نسبياً.. لأن هدفها تعلية الشخصية الغربية عموماً والممثلين و الكاوبوي خصوصاً.. إلا أن البوكيمون لعبة مركبة ومعقدة الفكرة وتتنوع طرق ممارستها..
ويبدو أن جذورها وفلسفتها ومنطلقاتها وثنية..
وكما يعرف فالبوكيمون هي فكرة يابانية الأصل.. وخلال هذا المقال بجزأيه سأتحدث عن هذه اللعبة من خلال تجربتي مع أبنائي الصغار الذين أدمنوا تلك العبة إلى أن تمكنت من تخليصهم منها بفضل الله.. فقد كنت أستمع لهم وهم يلعبونها يرددون كلمات غريبة وأسماء غير مألوفة كلما رمى أحدهم قطعة دائرية الشكل.. وكنت أعتقد أنها كلمة أو كلمتان لازمة لممارسة اللعبة.. ولكن يا للعجب وجدت ان كل قطعة لها اسم غريب وغير مألوف.. ويحفظون أسماءها بدقة مدهشة رغم العدد الهائل من تلك القطع!؟..
وأعتقد ان فكرة اللعبة هي محاكاة للفكر الوثني بتعدد الآلهة المزعومة لدى الاغريق قديما.. فهؤلاء الوثنيون وحسب معتقداتهم الباطلة كان عندهم اله الحرب و اله الحب و اله النماء و اله الخير و اله الشر و اله النور .. الخ تعالى الله عن افكهم وشركهم علواً كبيراً
وقد تفحصت بعض القطع والرسوم والكتابات التي عليها والتي هي أشبه بالالغاز.. فهذه القطع لها أسماء غريبة.. مثل بوكاتشو.. كابوتو.. ماجنيمايت.. فينونات.. آش.. ماتشوب.. الخ.. وتحمل صوراً لاشكال بشعة ومشوهة.. ولكل منها قوة فهذه قوة قاهرة وتلك قوة لا تهزم وأخرى قوة غير طبيعة وهذه قوة رهيبة.. وقوة صخر.. وقوة ماء.. وهكذا.. وكل منها تختص بهزيمة وقهر شيء ما. فهذه او تلك تقهر ملحا أو عشبا أو حشرة أو ماء أو ثلجا أو معادن وهكذا.
وقد ذكر الأخ محمد العدوي في عزيزتي الجزيرة ان الياباني يعتقد بوجود هذه الخلوقات المحسوسة الغريبة في أماكن معينة أكثر غرابة..!
واحدى المرات سمعت ابني سبع سنوات ولم يكن معه لعبة بوكيمون.. يقول فجأة.. شانتو تعال إذن خطورتها انها تضرب في عمق عقيدة التوحيد والاعتقاد الصافي.. فإذا تشربها الطفل الساذج اعتقد ان هذه البوكيمونات لها قوة خارقة للعادة.. عند الحاجة يستدعيها فتأتي.
قال تعالى: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء.... الآية ..
وكنت أحذر أبنائي من شراء بطاطس شيبس لضرره الصحي.. وضبطتهم في احدى المرات يشترون نوعا منه يدعى ليبيز فلما أردت تويبخهم قالوا متعذرين انا لا نأكل البطاطس بل نرميه.. ولكن نريد البوكيمون..! الموجود في الكيس..! تصوروا أنهم يشترون هذه النعمة ويرمونها للحصول على هذه القطع الشيطانية.
إذن يوجد استغلال تجاري لتلك الظاهرة.. وابتزاز لبراءة الأطفال وعدم تحمل للمسؤولية من بعض هؤلاء التجار تجاه المجتمع.. ولا يعون خطورة الإثراء على حساب عقيدته وقيمه وثوابته..
والآن هل نقف مكتوفي الايدي ونقول ان مسؤولية محاربة هذه الظاهرة تقع على الجهات الرسمية..؟
فمن الضروري التكاتف شعبيا ورسميا للتصدي لهذا الغزو الفكري والعقائدي ولابد من وجود مبادرات شعبية للقضاء على ال«بوكيمون».. وهو ما يبدو أنه بدأ الآن.
ولدي اقتراح وطريقة بسيطة قد تساعد في محاصرة تلك الظاهرة وتخفيف الغلواء تجاهها.. وخشية الاطالة نؤجل الحديث عنها إلى المقال القادم بإذن الله.
ALHENAKY@YAHOO.COM
ص.ب 28729 الرياض 11681
|
|
|
|
|