| مقـالات
«كل نفس ذائقة الموت»، وهذه هي السنة الأبدية التي أرادها الله تعالى لعباده، «وماتدري نفس بأي أرض تموت»، ويتبع حالة الموت عملية غسيل الميت ودفنه، وعملية الدفن بالتالي هي حالة يومية،
نصادفها في كل البلاد الاسلامية، وهي تطال الغني والفقير والكبير والصغير والذكر والانثى، ولعملية الدفن والمتوفى بحد ذاته رهبة وامور يجب مراعاتها امتثالا لامرالشرع قبل كل شيء، واحتراما للمتوفى وذويه، فهذه اللحظات التي لاتتجاوز الساعتين هي لحظات عصيبة على الاهل والاقارب والاصدقاء وحتى على عموم المسلمين.
أذكر ذلك لأنه لفت نظري بعض السلوكيات والتصرفات التي اعتبرها خاطئة، ولاتنم عن انتماء اصيل للاسلام والمسلمين، فقد يحدث من البعض عن قصد او غير قصد ان تظهر منهم اعمال غير مقبولة بلحظات كهذه، فبعضهم يبيع، ويشتري خلال هذه اللحظات الاليمة،
وبعضهم يتحدث بهموم وقضايا الدنيا، وبعضهم يشغله حديث المطاعم والاسفار والرحلات وجولات العمل، وبعضهم يتحدث عن فرص العمل وما شابه، وبعضهم لا يذكر الا البورصة وصعود وهبوط الذهب ..!!
بالله عليكم هل هذا مقبول؟ وهل هكذا يكون المشي في الجنازة؟ وهل هكذا نواجه ذوي المتوفى، وهم بالتأكيد او على الاقل بعضهم يرى مثل هذه التصرفات غير المقبولة؟ وايضا لا يفوتني ان اذكر بأن بعض اقارب المتوفى يبدؤون الحديث عن اقتسام الإرث، وعن امور مشابهة، والمتوفى لايزال بعيدا عن قبره، وهنا الطامة اكبر.
ان لهذه الامور حرمتها في الاسلام ، ولها آدابها التي يجب مراعاتها، لانها تمثل الذوق السليم والعمل الصالح، وقبل كل شيء التنفيذ الاسلامي الصحيح للحالة الاسلامية التي أرادنا الله تعالى ان نمتثل لها.
وبعيدا عن كل ذلك ارجو الله ألا يريني في حياتي منظر رجل يدخن، وهو في عزاء، لان في هذا كل الاستهتار والاستخفاف وسوء السلوك.
إن تشييع الجنازة واجب ديني، وسلوك إنساني حضاري، ويتبعه بالتأكيد عملية مواساة اهل المتوفى، وتعزيتهم بالشكل اللائق والدعوة للاموات بالمغفرة والرضوان والرحمة ولذويهم بالصبر والسلوان، ولا اقول في الختام الا «انا لله وانا اليه راجعون» «وانكم السابقون ، ونحن اللاحقون» وحسبنا الله ونعم الوكيل.
alomaril420@Yahoo,com
|
|
|
|
|