| مقـالات
وأنا )أجير( هذا الاقتراح النبيل الى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وإلى معالي وزير الصحة وأثق أنهم الأحرص على الوفاء لقادة هذا الوطن وإبقاء ذكرهم وبخاصة في تلك المنجزات التي كانوا وراءها مثل هذا المستشفى الذي كان الفضل لله ثم للملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله في إنشائه منذ حوالي نصف قرن ولا يزال يقوم بأداء الخدمات الصحية لسكان الرياض وأبنائها على قدر إمكاناته ف)ما هناك معين( ولا أحسب أن ساكنا أو مقيما بالرياض وبخاصة من تجاوز العشرين من عمره واحتاج الي علاج إلا وراجع هذا المستشفى وعولج فيه.
إنه أبو المستشفيات وعميدها عمرا وخدمات.
يبدو أن أجمل كلمة تلخص وتختصر الموضوع الذي أود الحديث عنه، هي كلمة ذكرتها صديقة )بصدد تحضير رسالة الدكتوراه في علم الاجتماع( حيث تقول يبدو من المجحف والمؤلم ان يكون تقدير درجاتنا نحن الإناث والذكور في مادة )الإحصاء( يرجع الى سلم درجات موحد فعلى حين ان الطلبة الذكور يتلقون المادة بصورة مباشرة وبتفاعل فوري بينهم وبين الأستاذ نجد نحن الطالبات أنفسنا خلف الشاشة، وبحالة قلق وتوتر ومتابعة مرتبكة للأرقام والمسائل على الشاشة التي لا تمتلك الوضوح كله، ومن ثم في النهاية فإن أوراقنا تصحح سويا وتقيم تحت نفس سلم الدرجات ونطالب بنفس النتائج والمستوى!!
وقد ألقت د. )سعاد المانع( محاضرة قيمة الأسبوع الماضي في مكتبة الملك عبدالعزيز تدور حول نفس هذا الموضوع وكانت بعنوان المرأة والبحث والإبداع والمعوقات. ذكرت فيها جل المعوقات التي تترصد بالمرأة كباحثة وأكاديمية ومبدعة.
فذكرت د. سعاد في محاضرتها أن طالبات الدكتوراه في المنطقة الوسطى والغربية بلغن )574( طالبة، وطالبات الماجستير للمناطق السابقة إضافة الى المنطقة الشرقية بلغن )2456 طالبة، للعام )1420ه/1421ه( فقط!!
وان كانت د. سعاد في محاضرتها تلك قد حصرت معظم المعوقات التي تعترض المرأة كباحثة هو ضعف المادة العلمية المقدمة وغلبة الطابع الإنشائي عليها بينما مست المعوقات الأخرى التي تعترض طريق المرأة الباحثة مسا خفيفا سريعا وحذرا ولعل هذا يعود الى الاختصار الذي يتطلبه وقت المحاضرة التي من الممكن ان نبرز بعضاً منها من خلال هذه الشهادات الحية لزميلات من قلب الميدان!! أحببن ان تصل أصواتهن بكل الوسائل المتاحة والممكنة عن مفارقات غريبة تتعرض لها طالبات الدراسات العليا.
فتذكر إحدى طالبات الدراسات العليا في قسم التاريخ بأن مكتبة )الملك فهد( كانت مغلقة دونها على الرغم من كونها مكتبة عامة وللجميع، وكانت تضطر ان تذهب هناك في أيام الخميس وبتصريح خاص للحصول على بغيتها من المراجع الناقصة!! ولولا أن تهيأ لهذه الطالبة عائلة داعمة ومساعدة ترافقها في رحلات سفرها وطوافها بحثا عن المراجع، لسقطت دراساتها أسيرة السطحية والمحدودية التي تحدثت عنها د. سعاد في السابق.
وتشير زميلة أخرى تحضر دراساتها العليا في مجال علم الاجتماع، أن معرض الكتاب قد حجب في سنة من السنين للمرأة خلال يوم الخميس فقط من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا، فإذا فاتها هذا الموعد لسبب أو لآخر فعليها الانتظار أسبوعا كاملا حتى الخميس القادم.
وهناك تشبيه جميل لزميلة عزيزة تحضر دراساتها العليا في قسم اللغة العربية قالت )لو أن أنبوب نفط قد انفجر وتسرب النفط منه لقامت الدنيا ولم تقعد لأجله!! بينما طاقة الأكاديمي المستنزفة المهدرة لا يلتفت إليها وحتى لو كلف ب )24( ساعة مراقبة في فترة الاختبارات.
يطالب غالبية الأساتذة من طالبات الدكتوراه التمكن من الإنجليزية والإنترنت، ولن تصبح بأي حال من الأحول المساحة المتاحة للرجل موازية لتلك التي للمرأة في هذا المجال، وعلى الرغم من هذا نعود ونقول ان سلم الدرجات واحد!!
وللإحاطة الشكوى السابقة تعبر عن وجهة نظر صويحباتها ، ولكنها بالتأكيد تستحق الالتفات والمناقشة من قبل الجهات المعنية.
للتواصلEmail:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|