| الثقافية
والأفراد هم قوام الجماعة، والجماعة قوام الرعية التي تتطلب قيام دولة تقوم بالتشريع والإصلاح وحراسة القانون وحماية الفرد.
يقول الشاعر الشيخ محمد الخضر حسين بن علي بن عمر شيخ الجامع الأزهر المولود عام 1292ه والمتوفى عام 1377ه من قصيدة له:
وإنما الشعب أفراد مؤلفة
في هيئة الفرد ذو قلب وذو جسد |
وائتلاف الأفراد يشكل بطبيعة الحال قوة تشكل دولة عظيمة مرهوبة الجانب. وإلى ذلك أشار الشيخ محمد الخضر في نفس القصيدة بقوله:
والعز في الدولة العظمى إذا بُنيت
على أساس من الأحكام مطرد |
وحماية الفرد الذي تكونت منه الدولة ملقى على عاتق الدولة نفسها فلا تجعل لأحد على أحد سلطة غير نظامية، بل تقف بكل حزم وصرامة إلى جانب التشريع الذي لا يسمح لأحد أن يعتدي. على ان تنصر الحق وتلزم الناس باتباعه. يقول الخضر في نفس القصيدة:
تحمي حقوق بني الإنسان قاطبة
لا يعتدي أحد منهم على أحد |
وإذا كانت السلطة والرعاية قائمة بالتماسك مع الرعية والحكومة فإن استمرارية الدولة كسلطة تنفيذية يبقى ويقوى إذا كان الرأي شورى والتكامل المادي قائم، يقول الخضر من القصيدة نفسها:
إن الرعية أعضاء مساعدة
للملك بالرأي والأموال والحشد |
ومن حكمة الحكومة أن تجعل من أعيان الرعية وأفاضلها مجلساً للشورى تعمد إليه في الأمور التي تتمشكل ويتطلب حلها توحيد الرأي السليم.. يقول الخضر في قصيدته
كذا المشاكل لا تجلو غوامضها
إلا بمحلس شورى راسخ العُمُد |
والمشكلة التي تصادف ويُلقى بها إلى مجلس الشورى تكون في حد ذاتها وحينما تتعاورها الآراء شبيهة بالكرة التي تتقاذفها الأقدام حتى تستقر في المرمى.. يقول الخضر في قصيدته:
فمن تصادم أفكار الرجال يُرى
برق الحقيقة وضاحاً لذي رصد |
والدولة التي تجعل من الرعية سنداً لا تألو جهداً في سبيل رفع مستوى الكتاب والسياسيين.. يقول الخضر في قصيدته:
والقابضون على أمر السياسة لا
يسرهم ان تُرى الأقلام في صفد |
لأن المسؤولين في الدولة يدركون ان المحافظة على النظام والمساعدة على تطبيقه لابد أن يلقى على الرعية جزء منه حتى لا تكون الرعية بمثابة الجاهل الذي لا يعرف معنى للنظام أو البهيمة التي لا تدرك من الأمر شيئاً.. يقول الشيخ الخضر في نفس القصيدة:
يسمو بهم شرف الوجدان ان يضعوا
نظامهم بمكان العير والوتد |
هذه قطوف من قصيدة الشيخ الخضر التي تبلغ 21 بيتاً وقد تضمنها ديوانه )خواطر الحياة(.
|
|
|
|
|