| الاقتصادية
القادم من شرق الرياض الذي يقف عند اشارة المرور فوق مخرج 15 يشاهد لوحة إرشادية عن اتجاه مطار الملك خالد الدولي وسيلاحظ أن اللوحة معلقة بشكل بدائي على عمود الإنارة كما سيلاحظ ان الاتجاه الذي تحدده اللوحة للمطار ليس صحيحا فالسهم الى الأمام في حين ان المطار الى اليمين ومن يتبع السهم سيجد نفسه في وسط الرياض ولن يصل الى المطار إلا وتكون الطائرة التي سوف يستقلها قد حطت في مطار آخر.
هذه اللوحة نموذج لما تعاني منه معظم مدن المملكة وعلى رأسها العاصمة من اخطاء ارشادية ولوحات معلقة هنا وهناك بل ان مدينة سياحية كالدمام تفتقد للوحات الارشادية لدرجة ان من يكون في وسط المدينة سيحتاج الى الكثير من الوقت والجهد اذا أراد الخروج منها سواء الى الرياض او الى غيرها.
وتظل مدينة جدة هي الافضل في هذا الجانب رغم وجود بعض السلبيات.
وأكثر ما يعيب اللوحات الارشادية في مدن المملكة ليس فقط افتقادها للمسة الجمالية او وجود بعض الأخطاء فيها وانما ايضا بعدها عن موقع الاتجاه او قربها منه وهي بذلك لا تؤدي دورها وتسبب ارباكا للحركة المرورية فان كانت بعيدة لم يفطن لها المستفيد وان فطن فان المسافة الطويلة بينها وبين الموقع تجعله ينسى وان كانت قريبة شكلت مفاجأة قد يصعب على المستفيد تداركها وان فعل تسبب بارباك الحركة ان لم يتسبب لا قدر الله بحادث.
والحل العملي ان تكون اللوحة الارشادية في الوسط فتجعل المستفيد يستعد في وقت مناسب لاخذ الاتجاه الذي يريده.
هذا الموضوع له أهميته التي قد لا يراها البعض ولكن اهم عوامل الجذب السياحي سهولة التعرف على المدينة والتحرك فيها ولن يتحقق ذلك إلا من خلال لوحات ارشادية صحيحة وجميلة وفي الموقع المناسب.ولذلك فإننا ونحن مقبلون على اختبار سياحي مطالبون بأن نهتم بهذا الجانب ونعيد النظر في هذه اللوحات التي شوّهت مدننا السياحية واربكت الحركة فيها وجعلت الزائر لها يهدر الكثير من الوقت وهو يبحث عن الاتجاه الصحيح الذي يريده وكأنه في ليل صحراء لا نجوم فيه.ان السياحة بحاجة الى دليل ودليلها الأول الحركة الصحيحة الميسرة فاذا بقيت مدننا على ما هي عليه فإن السياحة السعودية ستظل بلا دليل وهل هناك في العالم سياحة من غير دليل؟
|
|
|
|
|