| منوعـات
* تقول بنت الشاطئ: "إنه مضى وقت طويل قبل أن اجرؤ على الوقوف مرة ثانية أقرأ على الأستاذ الخولي في قاعة الدرس، بتهيب وخشوع فصلاً من "مقدمة ابن الصلاح" في علوم الحديث.. عن ضوابط المنهج النقلي للرواية".
* وانتهت المرحلة الجامعية الأولى للطالبة عائشة عبدالرحمن ولم يبق لها من زهو الطموح إلا ادراكها لحاجتها إلى التعلم والتطلع إلى ان تظل ما عاشت تلميذة لهذا الأستاذ الذي علمها كيف تقرأ، وتعلن أنه لم يعد لها ما تتطلع إليه في مجال التنافس العلمي مع زملائها من الطلاب.. إلا أن تباهي بما تعلم من قصورها عن بلوغ مدى الأستاذ الخولي.
* ويتم زواج بنت الشاطئ من الأستاذ أمين الخولي.. وهو يكبرها بسنوات كثيرة، ولعل ثم دوافع شدتها إلى أستاذها.. منها: رجولته واعتداده بنفسه وعلمه الغزير، وهو قد اختارها، ولا تفاصيل أخرى باح بها هو أو هي.. ولعل اعجاب كل منهما بصاحبه هو ما ربط بينهما ليكونا زوجين، اختارا عن قناعة ورضا وندرك من الكلمات التي فاهت بها بعد رحيله.. أنه كان يمثل في حياتها شيئاً كثيراً فقالت: "على الجسر ما بين الحياة والموت في متاهة الحيرة والضياع لا أكف عن رصد حركاتي واحصاء انفاس مستغرقة في تأمل هذا المشهد الغريب من قصتنا مرددة مع كل نفس: كيف مضى وبقيت.. اسفاه كل الذي كان في حياتنا معاً انتقل إلى منطقة الأحلام والذكريات".
* اصدرت الكاتبة أول كتاب لها عام 1936م عن الريف المصري، وكان عملها صحفية بجريدة الأهرام وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية واختيرت معيدة بهذا القسم.. في عام 1939م. وبعد عامين تحصلت على الماجستير 1941م بامتياز، وفي عام 1944 أصبحت أما لثلاثة أبناء وفي هذه السنة نفسها.. تستقيل من الجامعة.. حيث رأت أن أبناءها احوج إليها من الجامعة وهي التي كانت بالأمس تتحدى إرادة أبيها وتكمل تعليمها بدون علمه.
تقول الكاتبة عن بنت الشاطئ: ولكنها لم تعشق المناصب والألقاب ويهمها أن تحصّل العلم، وهي قادرة عليه وكفيلة به ولكن لا يهمها أن تكون مدرساً أو أستاذاً بالجامعة.. فهذه أشياء يقدر عليها من هم دونها وهذا يقود إلى أن العلم عند بنت الشاطئ هدف وليس وسيلة.. وهذا متاح لها سواء أكانت في الجامعة أم بعيدة عنها.
* وتتقدم في عام 1950 لنيل درجة الدكتوراه حيث أصبحت - كما تقول الكاتبة - حديث الصحف والمجلات وكان المشرف على رسالتها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وزير المعارف يومئذ، الذي قال عند امتحان الدكتورة بنت الشاطئ وعنوان الرسالة: "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري.. التي استغرق انجازها تسع سنين، قال الدكتور طه حسين بعد أن قدمت الطالبة ملخصاً لرسالتها وجهودها في تحقيقها: "سيدتي ليس من شك في أن العمل الذي تقدمينه اليوم عمل خطير خليق بالإكبار وخليق بالتقدير" ومضى الدكتور طه في خطابه.. في الثناء على الرسالة ومجهود الأستاذة.. حتى قال: "وانت في هذا تقدمين نصاً جديراً بأن يقدمه عالم متخصص إلى علماء متخصصين".. إلى أن قال: "ولست أدري ماذا أتيت تنشدين هنا؟ إن جئت تلتمسين الموافقة على جهدك فانت وافقت عليه مقدما.. وان كنت تلتمسين التشجيع فقد شجعت نفسك أكثر مما نستطيع.. فإن كنت تلتمسين الثناء.. فقد اثنيت على نفسك ثناء فيه اسراف قارب الغرور!!".
* وكانت لجنة الامتحان مكونة من:
1- الدكتور طه حسين بك - مشرفاً.
2- الدكتور زكي محمد حسن - رئيساً بحكم منصبه.
3- الأستاذ إبراهيم مصطفى بك.
4- الدكتور فؤاد حسنين.
5- الأستاذ مصطفى السقا.
وأثنى أعضاء لجنة الامتحان على الرسالة وصاحبتها.. التي نالت درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز.
* بعد نيل الدكتوراه.. عملت بنت الشاطئ رئيساً لقسم الأدب العربي بجامعة عين شمس في عام 1958م ثم أستاذ كرسي إلى عمادة كلية الآداب.
ولقد اتجهت الكاتبة إلى القضايا الإسلامية، ودخلت بعد ذلك في معاركها مع الأستاذ الكبير.. عباس محمود العقاد وأحمد عبدالغفور عطار، ومصطفى محمود، وكانت عنيفة في تلك المعارك، لذلك هابها الكثيرون فلم يدخلوا معها في جدل لأنها كانت متخصصة فيما أثير حوله من معارك، وكانت تملك الحجة والدليل، لذلك فهي لم تهزم فيما خاضت من معارك.. مع الذين انتقدتهم أو تحرشوا بها.
|
|
|
|
|