| عزيزتـي الجزيرة
الطلاق! وما أدراك ما الطلاق؟! شرخ خطير يهدد الأسر ومرض عضال يفتك بالمجتمعات الاسلامية وقد أنزل الله تعالى سورة كاملة تسمى سورة «الطلاق» وأنزل آيات بينات تضبط ذلك الطلاق وتبين الأهداف السامية من ذلك الطلاق وتحذر الرجل الذي أعطاه الله هذه الصفة من التلاعب والتهاون في أمر الطلاق كي يحفظ للمرأة حقها وكيلا تكون عرضة للظلم والعدوان فقال الله تعالى في كتابه الكريم: «الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ..»
وجاءت السنة النبوية المطهرة موضحة أمور الطلاق.
ولكن ماذا بعد الطلاق؟! وماذا يصيب الأولاد والأسرة؟!
لاشك أنها سلبيات عظيمة وأمور جسيمة تدب في قلب الأسرة وتهز كيانها فما بالك بأسرة تفرق شملها وانفرط عقدها وتأثر كلا الزوجين بفراق زوجه، والخطر العظيم يهدد الأولاد حيث يصيبهم التمزق الأسري والعاطفي والاجتماعي فيعيشون مشردين ما بين الوالد والوالدة والأقارب ويذهبون يسرة ويمنة ويقل الاهتمام بهؤلاء الأولاد ويعيشون مرحلة التشرد والضياع والتي تؤثر على التربية والسلوك لدى الأطفال ويكونون عرضة للانحراف في الحياة إذ أن والدهم في واد وأمهم في وادٍ آخر والضحية التي تدمي القلب وتدمع العين هم الاولاد فلذات الأكباد الذين قال فيهم الشاعر:
وإنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على أحدهم لا متنعت عيني عن الغمض
والآخر يقول:
إن اليتيم هو من تلقى له
أما تخلت أو أباً مشغولا
فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما
وبحسن تربية الزمان بديلا |
وقد يربي الزمان الأولاد التربية السيئة فينحرف الأولاد وينساقون خلف رفاق السوء والخنا ثم يقبعون خلف قضبان السجون فالطلاق له آثار سيئة كثيرة فما أصعب البناء وأيسرالهدم وما بناه الانسان في سنوات يستطيع هدمه في لحظات.
عبدالعزيز حمد السلامة
أوثال القصيم
|
|
|
|
|