| أفاق اسلامية
* نيوزيلندة تقرير خاص ب«الجزيرة»:
يعود تاريخ دخول الدين الإسلامي الحنيف إلى نيوزيلندة التي تتكون من جزيرتين شمالية وجنوبية وتقعان في جنوب المحيط الهادي على بعد عشرة آلاف وخمسمائة كيلو متر جنوب شرقي أستراليا إلى أواخر القرن التاسع عشرالميلادي، وأوائل القرن العشرين، عندما اضطرت زرافات المسلمين للهجرة إليها من مواطنها الأصلية طلباً لتحسين مستويات معيشتهم أو بحثاً عن الأمن والسلامة والاستقرار فيها، لانعدامها في بلادهم الأصلية.
وينتمي المسلمون في نيوزيلندة الذي يرتكز تواجد ثلاثة أرباعهم في مدينة «أوكلاند»، ويبلغ عددهم حاليا حوالي )40( ألفاً إلى جماعات عرقية، منها: الفيجيون، والأوروبيون، والأفغان، والأتراك، والهنود، والعرب، ويمثل معظمهم فئة الشباب تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسين عاماً، والغالبية العظمى منهم متزوجون ولهم أطفال، وتختلف مهنهم بين الطب والهندسة، والمحاماة، وبعض الحرف الأخرى بالإضافة إلى التحاقهم بوظائف في مختلف الشركات.
وبجهود ذاتية من المسلمين في نيوزيلندة، استطاعوا إعمار عدد يسير من المساجد المتواضعة التي لايزيد عددها عن عدد أصابع اليدين في مختلف المدن النيوزيلندية حسب تواجدهم فيها، حيث يوجد مسجد من الفئة الأولى في مدينة «ولينجتون» العاصمة، وآخر في مدينة «كرايستشيرش»، ومثله في مدينة «دينيدن»، أما المساجد من الفئة الثانية، فهناك مسجد «بونسونبي» ويوجد في وسط مدينة «أوكلاند»، وتلقى فيه الخطب باللغة العربية، وتتوفر فيه قاعات مخصصة للنساء، ومسجد «مونت روسكل» الذي تتولى الجالية الهندية إدارته، وتتم معظم مناشطه الدينية باللغة الأوردية والإنجليزية، ولا يسمح بدخول النساء، ومسجد «بليكهاوس بي» الذي افتتح حديثاً، وشهد جميع المناشط التي نظمتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي بتعاون مع الإخوة في وقف المنار، وتتوفر فيه قاعة للنساء، وهناك أيضاً مسجد )رانوي( الذي يقع في أقصى غرب مدينة «أوكلاند».
وبالنسبة للمراكز الإسلامية في نيوزيلندة التي يبلغ عدد سكانها )6.3( ملايين نسمة، وهي تابعة للتاج البريطاني ضمن اتحاد الكومنويلث، فهناك أربعة مراكز إسلامية موزعة على مختلف المدن، الأول مركز الفاروق الإسلامي الذي تقتصر أنشطته على اللغة الأوردية، والإنجليزية، والثاني المركز الإسلامي لشمال «أوكلاند» الذي افتتح مؤخراً ولديه مناشط إسلامية جيدة، ويضم مدرسة عربية تعمل في عطلة نهاية الأسبوع، والثالث المركز الإسلامي لجنوب «أوكلاند» الذي شهد مؤخراً توسعاً في تنفيذ المناشط الدعوية، وكذلك هناك المركز الرابع وهو مركز بابا كورا الإسلامي الذي يقع في قاعات معسكر بابا كورا، ويعمل به عدد من المسلمين العرب وغيرهم، وتلقى به الخطب باللغتين العربية والإنجليزية.
كما يوجد في نيوزيلندة التي تشتهر بالطبيعة الخضراء الخلابة، وامتلاكها أكبر ثروة حيوانية في العالم، )60( مليون رأس من الماشية خمس مدارس إسلامية، وهي: مدرسة أوقاف المنار الإسلامية، وتقوم بتدريس القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربية صباح يوم الأحد من كل أسبوع باستثناء أيام العطل، ومدرسة المدينة التي تدرس التربية الإسلامية إضافة إلى المنهج الدراسي النيوزيلندي، ومدرسة زايد للبنات التي افتتحت مؤخراً، وستبدأ الدراسة فيها من بداية الفصل القادم، والمدرسة العربية التي تشرف عليها الحسينية في قاعات إحدى المدارس في «باكورانكا»، وأخيراً مدرسة قاعة الحسينية الجعفرية «وقف أهل البيت» التي لها نشاط كثيف مدعومة جداً من عدة جهات داخل وخارج نيوزيلندة، وتنظم دروساً وفاعليات أخرى على مدار السنة.وفي نيوزيلندة التي تعتبر اللغة الإنجليزية لغتها الرسمية هناك العديد من الجمعيات والاتحادات الإسلامية تأسست لتلبية حاجات الجاليات المسلمة الموزعة في أغلب المدن الرئيسية في نيوزيلندة، هناك أيضاً العديد من الأوقاف الإسلامية التي تقوم على العمل التطوعي لتلبية حاجات الجاليات المسلمة، وكذا هناك الاتحاد الفيدرالي للجمعيات الإسلامية بنيوزيلندة الذي يضم أغلب الاتحادات والجمعيات الإسلامية.ويتطلع المسلمون في نيوزلندة التي ينقسم أهلها إلى ثلاث فئات رئيسية هم المهاجرون الأولون والمستوطنون الأوروبيون، والمهاجرون الآخرون إلى مساعدة المسلمين، وذلك بإمدادهم بالمصحف الشريف وترجمات معانيه، الكتب الدينية، إضافة إلى إيفاد الأئمة والخطباء والدعاة، وعقد الدورات الشرعية وتنظيم الملتقيات الإسلامية من قبل المؤسسات الإسلامية المعتبرة، وذلك للتعريف بالإسلام، ونشر تعاليمه السمحة.
|
|
|
|
|