| محليــات
بسم الله والحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وللّه ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بحسبان.
أما بعد، فقد فُجعت قبل أيام بنبأ وفاة الاستاذ الفاضل )علي محمد مناع( الرجل الثاني في سفارة مولاي خادم الحرمين الشريفين في باريس الذي اختطفته يد المنون على حين فجأة تاركاً اللوعة والاسى في قلوب محبيه وعارفيه على كثرة تعدادهم واختلاف أجناسهم، وعزاؤنا ان الموت حق وأن الآجال إلى انتهاء امضاءً لسنة الله في خلقه وتدبيره في ملكه.
ولقد أثارت في النفس، هذه الفاجعة، شريطاً من الذكريات وكثيراً من التداعيات عن هذا الإنسان الذي عرفته عن قرب، ولمست جوانب نبيلة في شخصيته، كانت محل التقدير والثناء ممن عرفه أو تعامل معه ولا أنسى وقفته المشرّفة في الصيف الماضي حينما قدّر لشقيقتي ان تُصاب بما كتبه الله على سائر خلقه من الادواء والأسقام، حينما كانت في فرنسا، فهبّ رحمه الله فور علمه بالنبأ، إلى تقديم كل مساعدة ممكنة وبذل الكثير من وقته وجهده من أجل هذه الغاية يحدوه في ذلك استشعاره الكبير للمسؤولية ونخوته الأصيلة، وتركت هذه المواقف وامثالها تأثيراً بالغاً في النفوس، وثناءً عطراً على الألسن.
ولقد دأب على هذا النهج في تعامله مع سائر مواطنيه، فما قصده قاصد أو طرق بابه طارق الا لبّى واجاب سيان عنده أكان الوقت ليلاً أو نهاراً، فعكس بذلك صورة مشرقة لوفاء أبناء بلادنا الكريمة فكان حقاً علينا ان نقابل الوفاء بمثله، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
نسأل الله أن يجزيه على ما قدم وأن يفيض عليه من واسع رحمته وعظيم مغفرته انه سميع مجيب.
|
|
|
|
|