|
| الريـاضيـة
لقاء: خالد الدوس
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والاجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة واسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل اسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت )الجزيرة( على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والاسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الاسبوع حارس فريق اهلي الرياض )الرياض حاليا( والمنتخب سابقا طارق التميمي.. احد نجوم مدرسة الوسطى في عصرها الذهبي وممن حظوا بوسام النجومية في وقت مبكر من عمره الرياضي.. إذ عاصر النادي الأحمر فترة طويلة امتدت لاكثر من )13 عاما( وعاش ايام عز مجده وشهرته وذلك في حقبة الثمانينات وتبعا لذلك ظل طارق التميمي الحارس الوحيد من ابناء جيله الذين مثلوا اندية الوسطى الاربعة الكبيرة ضد بعض الفرق والمنتخبات الزائرة آنذاك في مباريات ودية وحبية الامر الذي يؤكد مدى شهرته الواسعة ونجوميته اللامعة )فنيا وسلوكيا( على مستوى المنطقة الوسطى..
في حين بدأت شهرته كحارس مرمى يشار له بالبنان على مستوى المملكة مع منتخب الوسطى بدورة المصيف في الطائف التي كانت تضم منتخبات المناطق حيث قاده تألقه الكبير في تلك البطولة للانضمام للمنتخب الوطني الاول وشارك معه في دورتي الخليج الاولى بالبحرين عام 1970 والثانية بالرياض عام 1972م.
وعقب اعتزاله في اواخر الحقبة التسعينية اقامت له المدرسة حفلا تكريميا كأول لاعب في تاريخ نادي الرياض ينال هذا الشرف المستحق..
استضفناه على بساط الذكريات ليحدثنا عن ايامه الرياضية المنقضية بحلوها ومرها.. واليوم وعبر الحلقة الاولى نقلب مع )أبو أمين( شيئا من صفحات تاريخه الحافل بالانتصارات والانجازات المتعددة واليكم ما قاله ضيفنا الكريم..!!.
البطاقة الشخصية
الاسم : طارق محمد التميمي
تارخ الميلاد: القاهرة عام 1949م.
الحالة الاجتماعية:متزوج وله ولدانأ آمين 25 سنة وأحمد 11 سنة .وبنتان ندى 20 سنة وبسمة 15 سنة.
المهنة : رجل أعمال
البداية في أرض الكنانة
بدايتي الرياضية كانت في خارج المملكة وتحديدا في مصر حيث ولادتي ونشأتي في احد احياء الاسكندرية.. فشرعت في مزاولة رياضتي المفضلة )كرة القدم( مع ابناء الحارة عبر نادي الحي )اوائل الستينات الميلادية( طبعا كانت هناك اندية في كل حارة من حواري مصر.. والتي كانت تمثل النواة الاولى التي دعمت اندية المحترفين بالمواهب والنجوم الواعدة.. والحقيقة اعتبر تلك الفكرة من الاساسيات التي جعلت الكرة المصرية تتقدم كثيرا وتتفوق على الصعيد العربي والقاري آنذاك.
انضممت لنادي الاتحاد الاسكندري المصري ومثلته في درجة الاشبال ولكن لم استمر طويلا نظرا لانتقال والدي الى المملكة العربية السعودية عام 1966م.
معهد الأنجال
وعقب مجيء اسرتي.. للرياض عام 1966م التحقت بالدراسة في معهد الانجال )العاصمة حاليا( حيث تعرفت على عدد من زملائي اللاعبين بالمعهد ومنهم مبارك الناصر ونادر العيد ونبيل الرواف وزياد شعث وغيرهم من اللاعبين واشتركت في دوري المدارس ومثلت المعهد حارسا اساسيا.. طبعا استفدت بالتأكيد من الامكانات المتوفرة به لتعزيز قدراتي الفنية وصقل موهبتي.
تجاهل هلالي!!
اتذكر جيدا انني ذهبت برفقة زميلي اللاعب نبيل الرواف للتدريب مع الفريق الهلالي في الملز بجوار ملعب الصايغ.. وحين شرعت في مزاولة التمارين مع المجموعة الزرقاء لم اجد الاهتمام منهم نظرا لوجود حراس جيدين آنذاك كعبدالله سوا )يرحمه الله( وناصر موزان ففضلت الانقطاع عن تدريبهم.
الانضمام لمدرسة الوسطى
وجاء انضمامي لفريق اهلي الرياض )الرياض حاليا( بتأثير قوي ومباشر من رئيسه آنذاك الشيخ محمد الصايغ )يرحمه الله( الذي كان يحرص اشد الحرص على متابعة دوري منتخبات المدارس بالمعهد المهم شاهد مستواي وصغر سني واقنعني بالتسجيل في كشوفات اهلي الرياض بعد ان وجدت منه كل الاهتمام والحرص على مستقبلي الدراسي رغم معارضة والدي لتلك الفكرة لولا اقناعه من قبل ابوعبدالله الصايغ.
تأثرت بالأسطورة )ياشين(!!
مثلت مدرسة الوسطى في مركز حراسة المرمى الذي عشقته منذ نعومة اظفاري لاسيما وانني كنت من اشد المتأثرين بالحارس المصري العملاق )الزوبي( طبعا بجانب الحارس العالمي الاسطورة )ياشين( حارس المنتخب الروسي في عقد الخمسينات الميلادية.
لعبت في البداية على مستوى الناشئين موسما واحدا ثم لعبت في الدرجة الثانية )درجة الشباب حاليا( ودخلت بعد ذلك مع زميلي الحارس الاكبر جوهر السعيد في صراع حول اثبات الذات والوجود وكسبت الجولة بجدارة مطلقة.
أنا وجوهر السعيد
عندما التحقت بصفوف المدرسة.. اتذكر جيدا اول مباراة امثل بها الفريق الاول كان لقاء وديا جمع منتخب الوسطى بفريق اهلي الرياض حيث لعبت حارسا للنادي.. وبالمقابل لعب زميلي جوهر السعيد حارسا لمنتخب الوسطى طبعا تألقت في تلك المباراة على نحو لافت للانظار فتم استدعائي مباشرة للانضمام للمنتخب في اواخر عام 1386ه واصبح مركز الحراسة حكرا بيني وبين زميلي الحارس جوهر السعيد.
جيل العمالقة
بلاشك اعتز كثيرا بانني شققت طريق النجومية من بين جيل العمالقة وانا في السادسة عشرة من عمري.. جيل المدرسة الذهبي زيد وراشد بن مطرف وعبود الرويجح ومبارك الناصر وعبدالعزيز بن حمد وناصر بن سيف وغيرهم من الاسماء الرنانة.. وهؤلاء بالتأكيد استفدت منهم ومن وجودهم داخل ميدان النجومية.
حسب الله أبرزهم!
الحقيقة جميع المدربين الذين اشرفوا على تدريب اهلي الرياض استفدت منهم ومن قدراتهم الفنية ولكن يظل المدرب السوداني آنذاك )محمد حسب الله( الافضل نظرا لحرصه الشديد على زيادة حصة تدريب الحراس بصورة اطول تحت اشرافه الفني.
الشيخ محمد الصايغ
لا احد ينكر فضل الشيخ الراحل محمد الصايغ )يرحمه الله( على الرياضة بالمنطقة الوسطى على وجه التحديد فهو احد رجال الحركة التأسيسية للرياضة بالمنطقة الاوفياء وابرز روادها الافذاذ الذين كرسوا جهدهم وضحوا بوقتهم ومالهم في سبيل دعم هذه المسيرة وهي في مهدها وانا شخصيا ادين لأبي عبدالله بالشيء الكثير فقد عرف عنه يرحمه الله وقوفه الدائم ومساعدته للاعبين وهم في احلك الظروف بل انه قدم العديد من المساعدات لبعض الاندية بالمنطقة حتى انه سمح لبعضهم باقامة معسكراتهم على ملعبه في صورة تكشف طيب معدن أبي عبدالله وحبه للرياضة بالمنطقة الوسطى قاطبة.
خطورة الغراب والنور
لعبت ضد العديد من ابرز مهاجمي حقبة الثمانينات ولكن يظل مهاجما فريق الاتحاد سعيد غراب والنور موسى )يرحمه الله( الاصعب وممن كنت احسب لهما الف حساب، الاول كان يمتاز بالقدرة التهديفية وامتلاكه لقدم قوية يستطيع احراز الاهداف من مسافات بعيدة وبالمقابل امتاز النور موسى بالقوة الجسمانية الرهيبة مع سرعته التي خلالها يستطيع خلخلة الدفاعات وازعاج الحراس بانطلاقاته واختراقاته المخيفة.
ضريبة النجومية
من المباريات التي لا انساها ولا تزال عالقة في ذهني.. لقاء جمعنا بفريق الهلال في ملعب الصايغ عام 1387ه ضمن لقاءات دوري المنطقة وكسبناه بنتيجة كبيرة )4/صفر( حيث قدمت في تلك المباراة مستوى ونجاحا كبيرا وتصديت للعديد من الكرات الخطرة.. واتذكر ان الجماهير الهلالية الكبيرة آنذاك والتي جاءت لمؤازرة فريقها اخذت توجه لي انواع )السب والشتم( وهي تشاهد تألقي وصمودي امام محاولات مهاجميهم. وما صدر من بعض الجماهير اعتبره بلاشك )ضريبة النجومية( التي اظهرتها في تلك المباراة.
منتخب المملكة
وجاء تألقي مع منتخب الوسطى في دورة المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف عام 1386 1387ه ليعزز شهرتي كرويا على مستوى المملكة حيث تم اختياري مباشرة للانضمام لصفوف المنتخب الاول وشاركت في العديد من اللقاءات الودية والحبية ضد بعض الفرق والمنتخبات الزائرة آنذاك )طبعا لم تكن هناك مشاركات رسمية بالنسبة للمنتخب(.
وفي عام 1390ه اخترت ضمن البعثة المشاركة لتمثيل منتخب الوسطى في دورة الخليج الاولى بالبحرين وكذا شاركت في دورة الخليج الثانية بالرياض عام 1392ه وكنت احتياطيا للحارس الاول )احمد عيد(.. ثم قدمت اعتذاري عن مواصلة مشواري مع المنتخب نظرا لظروفي العملية في )سيتي بنك( البنك السعودي الامريكي والتي كانت تتضارب مع ارتباطات ومعسكرات المنتخب الطويلة.
الثقة المفرطة
في دورة الخليج الاولى دخلنا تلك البطولة بثقة مفرطة وشعور مثقل بالغرور باننا ابطال الخليج قبل انطلاقتها.. وامام المنتخب الكويتي الشقيق لعبنا المباراة الاولى وخسرنا امامه )3/1( لتقلب بتلك الهزيمة الموازين وبالتالي افقدتنا فرصة الفوز بالكأس الذهبية والحقيقة أعتبر تلك المباراة الاصعب في حياتي الرياضية نظرا لحساسيتها واهميتها.
فخر واعتزاز
ينتابني شعور بالفخر والاعتزاز لكوني الحارس الوحيد الذي مثل اندية الوسطى الكبيرة من خلال مشاركتهم في لقاءات حبية وودية ضد بعض الفرق الزائرة فقد مثلت فريق الهلال امام نادي الهلال السوداني ثم امام الوحدة السوداني كما مثلت فريق النصر في مباراتهم امام منتخب تونس في اسبوع الاخاء السعودي التونسي.
في حين مثلت فريق الشباب امام فريق العروبة من الامارات كما مثلت شيخ الاندية في مباراتهم امام منتخب شباب البرازيل في النصف الثاني من عقد الثمانينات الهجرية.
طموح رفيع
بالتأكيد كانت طموحاتي الرياضية ان اكون حارسا عالميا غير ان ظروف الزمن آنذاك لم تساعدني على تحقيق هذا الحلم الذي ظل يراودني حينا من الدهر رغم العروض التي تلقيتها عقب مشاركاتي مع اندية الوسطى في تلك اللقاءات الودية كما اشرت آنفا.
مقومات النجاح
تميزت وبدون غرور بالقدرة على التصدي للكرات الجانبية والتوقيت المناسب لحظة الخروج لالتقاط الكرات الهوائية وكذا التركيز الذهني الجيد داخل ارض الملعب فضلا عن الهدوء التام الذي اعتبره بلا ريب احد اسرار تفوقي ونجاحي القوي ميدانيا.
الأمير خالد الفيصل
ثمة موقف لا انساه حين قام صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل مدير عام رعاية الشباب سابقا بزيارة لمقر نادي اهلي الرياض )اواخر عقد الثمانينات( بعد وفاة أبي عبدالله الصايغ يرحمه الله اثر حادث مروري اليم فعشنا حالة نفسية صعبة برحيله فقد كان لهذه الزيارة الاثر الايجابي على نفوسنا كلاعبين حيث تفقد يحفظه الله احوال النادي وساهم في تذليل الصعوبات والعراقيل التي تركها رحيل أبي عبدالله الصايغ رحمه الله قبل ان يتولى الشيخ ناصر بن عمير )اطال الله عمره( رئاسة المدرسة خلفا لادارة الصايغ.
يتبع
|
|
|
|
|
