المقارنة بين شعراء الرعيل الأول وشعراء هذا العصر عمل لايخلو من الإجحاف بحق شعراء اليوم طبعاً. لأن شعراء الرعيل الأول رجال يعون مايقولون.. ويعبرون في قصائدهم عن هموم مجتمعهم.. ويسخرون مواهبهم للارتقاء بالشعر ولهذا فقد خلد من يستحق الخلود منهم وهم أكثر من أن تكفي هذه الصفحة بأكملها لسرد أسمائهم.أما شعراء هذا العصر فمعظمهم شباب لايبحثون إلا عن النشر وإبراز صورهم بأي شكل.
أما الشعراء وهم قلة فقد فضلوا الانزواء في الظل واكتفوا بتداول روائعهم بينهم معزين أنفسهم بأن لا بقاء إلا للأصلح وإن طال الأمد!
ومن حاول النشر من الشعراء الحقيقيين صدم بجهل معظم المحررين الفاضح بأصول الشعر الشعبي وألوانه ذلك الجهل الذي استفاد منه الأدعياء والدخلاء على شعرنا ومجتمعنا.. وقد نوهنا أكثر من مرة بالتلميح تارة وبالتصريح أخرى عن أولئك.. لكن «لاحياة لمن تنادي».. وسيظل الأمر هكذا إلي أن يقتنع القارئ الواعي بعدم جدوى ماينشر من شعرنا الشعبي وينصرف إلى المجالس حيث الإبداع والتذوق السليم والنقد البناء.. الذي حرمت منه صحافة الشعر الشعبي في السنوات الأخيرة!
فاصلة:
الحديث عن تعاقب الأجيال الأدبية والخلاف في وجهات النظر بينها يحتاج إلى حيز أكبر.
ووجهات نظر أساتذة في هذا المجال. لكن ما أشرت إليه آنفاً هو مجرد إشارة لجزء من أدبنا السعودي هو الأدب الشعبي أو الشعر الشعبي تحديداً.وأتمنى لو أن أحد المهتمين بهذا اللون من الأدب تناول هذه القضية بتوسع لتعم الفائدة.
آخر الكلام: