| القرية الالكترونية
أعلنت شبكة سعودي نت أمس الأول دخولها لسوق الانترنت السعودي رغم انها بدأت بتقديم الخدمة نهاية العام الماضي الميلادي ومع ذلك الاعلان بدأ يتزايد الهمس والتصريح أحيانا من جديد هل ستكون الفترة المقبلة للشبكة السعودية فترة للاندماجات فيما بين 30 شركة محلية تقدم خدمات الانترنت وهو عدد في تقدير الكثير من المتابعين والمراقبين لشؤون الانترنت كبير للغاية.
ولكن باقتحام شركة الاتصالات السعودية للمجال عن طريق شبكة سعودي نت يطرح السؤال من جديد وهو هل سيعاد التفكير مجددا بدراسة الوضع الحالي لسوق الانترنت السعودي الذي يعد الاكبر ربما في الشرق الأوسط بحجم استثماراته وعدد مشتركيه والتوقعات الكبيرة لتطوره السريع ونموه خاصة مع مشروع حوسبة المدارس الحالي وطني واتجاه الكثير من القطاعات الاقتصادية والأهلية والحكومية السعودية نحو النت.
تشاؤم وتفاؤل
ولعل دخول شركة الاتصالات السعودية للسوق السعودية خلال العام الثالث من الانترنت المحلية وهو ما لم تفعله الشركة خلال تلك الفترة والذي يرى فيه بعض المراقبين انه مدعاة للتشاؤم حول مستقبل الانترنت لان تلك الشبكة التي تتبع في النهاية لأكبر شركة اتصالات في الشرق الأوسط ستحتكر السوق السعودية لأنها تبيع الخدمة وتقدمها للشركات الأخرى وفي نفس الوقت تنافس الشركات الأخرى في تقديم الخدمة للمستفيد النهائي قد يكون مفيداً في الجانب الآخر غير المنظور
كما قد يكون ذلك الأمر مدعاة لاعادة النظر في حال تلك الشركات التي ربما سيكون من الواجب عليها في النهاية التسليم بان بقاءها في السوق يعني التفكير جديا في ضرورة دمج الشركات التي لن تضمن البقاء وهذا الدمج ليس صعبا على تلك الشركات التي سبق لبعضها ان اندمجت مع بدء التشغيل التجريبي للخدمة في العام 1999م لتشكل احدى كبرى الشركات المحلية العاملة حاليا كما ان تلك الاندماجات ستصبح ضرورة اقتصادية بحتة لبقائها في المنافسة بغض النظر عن أية ظروف أخرى.
ومما يؤكد ان الحقبة القادمة بدخول سعودي نت الذي لا يشك أي مراقب مطلقا انها ستؤثر حتما على الشركات الأخرى سيكون بمثابة اعادة تصحيح الأوضاع للشركات الأقل أهمية لأن السوق السعودية سوق تنافسية
ولن تكون حسبما يتمناه الكثيرون سوقا احتكارية وفي حالة وجود اندماجات قادمة فان المستخدم السعودي سيرى فائدته في تلك التحالفات حتى بوجود شركة قوية كشركة سعودي نت لان وجود عدد معقول من الشركات التي تتمتع بقوة مالية كبيرة حتى ولو تقلصت الخيارات عدد الشركات الحالية سيكون في صالح المستخدم الذي اصبح ينادي حاليا كما تنادي وحدة الانترنت بالتوسع في شراء سعات الاتصال الخارجي BANDWIDTHE لتحسين قدرة التصفح التي تعد ضعيفة حاليا وهو الأمر الذي لا تقدر حتى كبرى الشركات المحلية حاليا على الاقدام عليه نتيجة لحسابات مالية خاصة بها تقدر ان التوسع في السعة سيكون مكلفا لها في ظل اسعار تلك السعات الخارجية التي رغم تخفيضها في الفترة الماضية تظل مكلفة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
الاندماج ضرورة
وبتلك النظرة الاقتصادية البحتة التي ستفرضها طبيعة المنافسة التي من المتوقع ان تكون شرسة مع دخول شركة سعودي نت الجديدة والتي لن تقف عند الحدود المالية لقدرة تلك الشركة بل ربما تتعداها الى تعرفها المسبق ومن دون عناء يذكر على حجم وطبيعة المنافسين الآخرين
بل ومعرفتها ا لأكيدة بأسماء المشتركين وقدرتها على الوصول الى اي مستخدم لخدمات شركة الاتصالات السعودية الأخرى وخاصة الهاتف الثابت عن طريق فواتيرهم الهاتفية مما يعني انها لن تجد صعوبة في النفاذ الى السوق عبر مشتركي الهاتف الحاليين والذين سيكونون مشتركين فعليين في المستقبل القريب.
وتلك النقطة بالذات التي يمكن تسميتها بالعدالة والمساواة في التعامل ستفرض على شركة الاتصالات السعودية أن تكون محايدة في طبيعة المعلومات التي يمكن لشبكة سعودي نت الحصول عليها ولان الحياد خاصة في الامور التجارية والاقتصادية سيكون صعبا خاصة عندما يكون الأمر متعلقا بشركة ضمن مجموعة شركات الاتصالات السعودية فانه من الضروري تدخل جهة محايدة رسمية اخرى مثل وحدة الانترنت بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتكون بمثابة صمام الأمان لمنع انفجار المنافسات غير الشريفة التي سبق لها لعب ذلك الدور فيما بين الشركات الثلاثين في الفترة الماضية والتي من المؤكد انها ستكون عملية صعبة حتى على المدينة.
وكان عدد من الشركات المقدمة لخدمة الانترنت المحلية قد اشتكت مرارا من ان دخول شركة الاتصالات السعودية سيكون مقدمة لطردها من السوق لانها لن تستطيع المنافسة خاصة في ظل تواضع مداخليها التي يذهب جلها في النهاية الى جيب شركة الاتصالات السعودية كرسوم على خطوط ارتباطها بالخدمة عن طريق مدينة الملك عبدالعزيز.
مدينة العلوم مطالبة بدراسة الوضع الحالي
ويعتقد بعض المراقبين للانترنت المحلية ان مدينة الملك عبدالعزيز مطالبة حاليا باعادة النظر من جديد من خلال دراسة اقتصادية بحتة تقوم على أسس اقتصادية وتجارية لدراسة وضع السوق المحلية خاصة مع دخول شبكة سعودي نت وشركة الاتصالات السعودية لتقديم الانترنت للمستفيد النهائي لتضع النقاط فوق الحروف ولتساهم في اعادة تصحيح السوق السعودية التي تعاني حاليا من ركود مالي ناجم عن تقلص مداخيل وأرباح الشركات في ظل التنافس الكبير لتسويق وبيع الخدمة ولكي تكون تلك الدراسة في حال انها تمت بمثابة التحذير من الوضع القادم للخدمة المحلية.
كما يمكن ان تقدم تلك الدراسة المقترحة توصيفا وتحديدا للمجالات التي يمكن للشركات الصغيرة المقدمة للخدمة ان تقوم بها أو استكشاف سبل جديدة للمزيد من التخصص لتلك الشركات اذ ليس من المعقول مثلا ان تحتكر السوق المحلية شركتين او اكثر لتسويق وانشاء المواقع بينما يقتصر عمل جل الشركات حاليا على بيع الخدمة النهائي فقط!
كما ان المدينة مطالبة ايضا بتخصيص المجالات التي يمكن للشركات الصغيرة العمل فيها طالما انها لن تقدر على المنافسة في تقديم الخدمة في ظل وجود شركات عملاقة اخرى منافسة لتعمل بها في ظل التوسع الهائل في متطلبات الشبكة المحلية.
ويبقى السؤال الأهم بعد كل ذلك وهو هل خان التوقيت شبكة سعودي نت للدخول للسوق السعودية خاصة في ظل الظروف الحالية للشبكة؟
الجواب بالتأكيد لن يكون قاطعا وسيحتمل الكثير من التفسيرات والاجابات التي لن يمكن الاجابة عليها حاليا ويبقى الحكم للمستخدم السعودي للانترنت؟
badrani2000@suhuf.net.sa
|
|
|
|
|