| عزيزتـي الجزيرة
الله خلق البشر وتعهد برزقهم، وأوجب عليهم السعي لذلك، إلا أن بعض الشباب هداهم الله لا يريد أن يبحث عن العمل والرزق الا عن طريق الوظيفة فقط يبقى في حالة انتظار حتى تأتي هذه الوظيفة أولاتأتي...
وفي الأيام الماضية قابلت أحد الشباب حديثي التخرج ودار بيننا الحديث التالي: قلت له: لم لا تدرس. قال: أنهيت دراستي منذ سنة. قلت له: إذا لم لا تعمل قال: لم أجد وظيفة قدمت على ديوان الخدمة المدنية فلم يوظفوني. قلت له: والقطاع الخاص؟ قال لي: يريدون خبرة ولغة وكمبيوتر وواسطة. قلت: إلى متى ستبقى على هذه الحال سهر في الليل ونوم في النهار؟ والأدهى والأمر أنه قال: لا أدري.
هذا الحديث الذي دار بيني وبين أحد الشباب دليل واضح على سطحية التفكير لدى البعض منهم سهر في الليل ونوم في النهار ينتظر الوظيفة..
ولو كان حال آبائنا وأجدادنا هكذا لما ربونا أحسن تربية وأوجدوا لنا المسكن وأطعمونا وبعد ذلك زوجونا...
فإن كثيراً من آبائنا لم يعتمدوا على ديوان الخدمة المدنية أو القطاع الخاص في البحث عن رزقهم بل عملوا بكل عمل شريف يحقق لهم الكسب الحلال حتى أصبح بعضهم من أرباب الملايين قال تعالى: )قل إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين(. ولن تجد رجلا قد ركب سيارة فارهة أو سكن في مسكن فخم من راتب الوظيفة. لأن الراتب قد لايقضي في بعض الأحيان بعض المستلزمات الضرورية.
والذي يرى العمالة الوافدة إلينا كيف تعمل وتثابر في كل مهنة وتكسب ومن ثم تحول الملايين بل المليارات من الريالات من اقتصادنا إلى اقتصاد بلادهم لايجد عذرا لأبنائنا في عدم وجود عمل، فهذه البلاد أعزها الله مليئة بفرص العمل والكسب الحلال ولكن يجب على الشباب أن يجتهد ويبحث عن كل مصدر عمل يحقق له الرزق ويقيه الحاجة إلى الناس ولايكون مع أولئك الشباب الذين يريدون وظيفة تتناسب مع متطلباتهم وترفهم.
وقفة:
أحد أصحاب المباسط في أسواق الخضار يقول: دخلي من المبسط ما بين 5000 إلى 7000 شهرياً.
وآخر من أصحاب التموينات يقول ان صافي دخلي الشهري مابين 7000 إلى 8000 ريال وهذه أعلى من راتب أي جامعي.
عبدالله بن ناصر عبدالله العبودي
الرياض
|
|
|
|
|