لقد دخلنا الآن السنة الثانية من الانتظار وكلنا أمل من المسؤولين في وزارة المعارف والمسؤولين بعد ان تم فتح مراكز الموهوبين وتكريس الكثير من الندوات للحديث عن الموهبة وفي ظل الدعاية الضخمة لوسائل الاعلام المقروءة منها والمسموعة والمرئية والمقالات عن الموهوبين ورعايتهم بان نجد الاهتمام ولو صغيرا بخريجي الموهبة والابتكار بجامعة الملك سعود بالرياض.
ان حجم مشكلتنا وقضيتنا هذه تكاد تكون أكبر من مشكلة زملائنا الخريجين كالتربية البدنية والتاريخ والجغرافيا وغيرهم حيث إنهم لا يجدون العمل بسبب اكتفاء المدارس من هذه الوظائف، وغير ذلك انهم معترف بهم في الوزارة وزارة الخدمة المدنية، وأما نحن بالمقابل رغم وجود المجال الوظيفي والادارة الخاصة المتفرغة لهذا المجال بالوزارة ورغم انها بحاجة الى اخصائي موهبة وتفوق وهم مستمرون في تفريغ المدرسين غير الاخصائيين أخصائيين لهذا المجال لدورات تأهيلية مدتها شهر واحد، وبدأوا في الآونة الأخيرة تفريغ مدرسين من معاهد الأمل للصم والبكم لكي يصبحوا اخصائيين للموهبة، ونحن الذين شاركناهم في مقاعد الدراسة أحق منهم بهذا العمل.
وحيث إن الوزارة ما زالت تفتح مباني ومراكز للموهوبين في جميع أنحاء المملكة نرجو من هذه الادارة عدم تجاهلنا وتجاهل مجال التفوق والموهبة في التربية الخاصة في الوقت الذي كنا قد تخصصنا وتخرجنا من مجال الموهبة كانت زهرة الموهبة تتفتح في المملكة. وكنا قد طبقنا لمدة ثلاثة أشهر في مجمع الملك سعود القسم الابتدائي وعملنا على تطبيق ما درسناه في هذا المجال واستخدمنا استراتيجيات في اكتشاف الموهوبين في جميع المواد العلمية والأدبية وقد عملنا معرضا على مستوى جامعة الملك سعود بالرياض وندوة بتعريف الموهبة واكتشاف الموهوبين ورعايتهم واشتمل المعرض على الكثير من النماذج الإبداعية للطلبة واشتمل كذلك على المخترعات واللوحات التشكيلية والمجسمات وغير ذلك ، وحيث تشهد بذلك ادارة المجمع وادارة الكلية بجهودنا أعتقد ان هذا يؤكد أننا مؤهلون للعمل في هذا المجال وفي نفس الوقت ما زلنا ننتظر من ينصفنا نحن الخريجين مع ان عددنا في ازدياد من 69 الى 114 خريج.
إن مجالنا هذا ذو اتجاه واحد فقط وهو التعليم وهذا الشيء ينطوي تحت وزارة المعارف فقط ولا يقدر شهادتنا اي جهة أخرى حتى انه أصبحت الشهادة الثانوية أفضل بكثير من هذا المؤهل عند تقدمنا للعمل في وظيفة ما في جهات صناعية او ادارية.
ان عدم التنظيم الاداري الواضح في فتح مسار ما وعدم تخطيط مستقبل وظيفي للطلاب مع الوزارات او الجهات المعنية بهم ينتج عنها مساوئ لا تحمد عقباها وعدم اعلام الوزارة بهذا المجال والتنسيق معها كذلك يؤدي الى نفس النتيجة.
لمن نذهب ولمن نرجع؟ حيث ذهبنا للاستفسار عن مصيرنا في الوزارة عشرات المرات وقابلنا المسؤولين وكأن الأمر ليس بيدهم وتحت امرتهم حتى آل الأمر الى تعطيل المعاملة لعدة شهور ونحن هنا نكرر الرجاء ان تقوم وزارة المعارف وخاصة ادارة الموهوبين بالأمانة العامة للتربية الخاصة بتقدير مؤهلنا التربوي حيث إننا قد درسنا تحت ظلها اربع سنوات، فلماذا لا تأخذنا تحت جناحها بالتعاون مع ادارة الموهوبين بالوزارة حيث إننا لا نختلف عن بعض المسارات الأخرى الا في عشر ساعات فقط من مجموع 128 ساعة.
وما نراه هذه الأيام من أشياء وأحداث تحطمنا نفسيا من تفريغ مدرسين عاديين ومن حديثي التخرج للعمل في مجال التربية الخاصة التي ينطوي تحتها التربية الفكرية ومعاهد الأمل ومعاهد النور وذوو صعوبات التعلم. نرجو ان تكون قصتنا هذه عظة لكل طالب علم يفكر ان يدخل مجالا جديدا مهما كان حجم الوعود بالوظائف والمستقبل المشرق كما حصل لنا عندما تحيرنا في اختيار احد مسارات التربية الخاصة فقد وعدونا من قبل الإقدام على هذا المجال المرموق بسعة مجاله الوظيفي في الساحة التعليمية ومستقبله الباهر، وظلوا يملون علينا الوعود الكاذبة التي سوف تفتح أبواب الخير علينا اذا تخرجنا..
ولكن ها نحن نعاني لأكثر من سنة من عدم قبولنا والاعتراف بنا والاستفادة من خبراتنا.
ها نحن نناشد سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه الرجل الأول وقائد الموهبة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأبقاه. كما نناشد وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد أبو التربية ان ينظروا الينا بعين الرأفة وان يولوا قضيتنا الاهتمام الكبير في وقت انسدت فيه جميع الطرق والأبواب بوجهنا.
ياسر حبيب الهديبي - رضا علي احمد الغزال - مؤيد عبد العزيز المرزوق
حسين علي المهنا - محمد البحر - علي عبد الله آل قاسم - مرتضى الزاير
زكي علوي الحسين - محمود المرزوق - سلمان عبد الكريم الصايغ
خريجو مسار التفوق العقلي - المنطقة الشرقية - السعودية
