| وَرّاق الجزيرة
من الأمور المعروفة لدى الجميع أن مجتمعنا يحفل بالكثير من الأسر العلمية والثقافية التي توارثت العلم على مدى قرون عديدة، ولست بصدد التسمية، لكن حسب الباحث أن ينظر في تاريخ بعض الأسر في مكة المكرمة والمدينة المنورة والاحساء والرياض والطائف سيجد الأدلة الكثيرة على صحة هذا الأمر، وليس هذا مجال تأكيد هذه المعلومة.
وإنما الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو السؤال عن مصير المكتبات الخاصة لهذه الاسر العلمية ما موقعها وهل احتفظ بها الأبناء بعد الآباء أم أن عوادي الزمن قد أثرت فيها لاشك أن هذا سؤال يحتاج إلى إجابة وبخاصة أن بعض المكتبات لها تاريخ حافل مثل المكتبات الحجازية التي يعود عمرها إلى قرون مديدة .
كان للدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد المحاضر بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام ومدير التحرير بمجلة الدرعية مشروع يحوي تاريخ المكتبات الخاصة في المملكة العربية السعودية وشرع في بدايته في وقت سابق، لكن كثرة المشاغل أعاقته عن إكماله كما حدثني، وشرعت جامعة أم القرى قبل أكثر من عقدين في فهرسة المخطوطات في بعض المكتبات الخاصة في منطقة القصيم ومنطقة حائل، ونشر بعض الشيء في هذا الصدد، وقبل ذلك زارت المملكةبعثة من جامعة الدول العربية بصدد تسجيل بعض المخطوطات في المكتبات الخاصة ونشر شيء من ذلك في مجلة المعهد .
كل هذه الأمور تدل على أن المكتبات الخاصة في بلادنا الغالية تحوي دررا تستحق التسجيل وأن بعض المكتبات الخاصة تفوق بعض المكتبات العامة إذا ما تحدثنا عن الكيف وليس الكم، وهذا أمر مؤكد بدون شك .
وهنا يدور في خلدي مقترح متواضع أرجو أن يحظى بالقبول أو المناقشة وهو أليس من المهم أن تفهرس هذه المكتبات ومحتوياتها وتنشر هذه الفهارس بين الناس ليعرف الباحث محتويات هذه المكتبات من التراث الخطي على وجه الخصوص حتى يكون ذلك ادعى للاستفادة منها؟
وقد عمل بعضهم بهذا الأمر فكان عملاً مشكوراً استفاد منه الكثير من الباحثين في كل مكان .
لعل القيام بهذا العمل هو جزء من الواجب تجاه الباحثين في وطننا، ولا شك أنه رغبة كبيرة لدى الآباء والأجداد الذين بذلوا الكثير في نسخ المخطوطات من اجل نشر العلم والثقافة لا أن تكون هذه المخطوطات حبيسة الأدراج والرفوف !
|
|
|
|
|