|
| العالم اليوم
* كامب ديفيد أ.ف.ب فيليب دوبوشيه:
حرص الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال لقائهما الأول في منتجع كامب ديفيد )شرق( على لغة الحزم نفسها إزاء العراق وكذلك على وضع أسس متينة للعلاقات الشخصية بينهما.
لكن اذا كان بوش سعى الى تبديد التحفظات الاميركية بشأن قوة التدخل السريع الاوروبية فان بلير حرص من جانبه على الا يأخذ على عاتقه اي التزام بشأن منظومة الدفاع الصاروخية الاميركية المعروفة بالدرع الصاروخي التي لا تزال تثير مخاوف معظم القادة الاوروبيين.
وهذه هي المرة الاولى منذ وصوله الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي يلتقي فيها بوش زعيما اوروبيا. وقد خص بلير وزوجته باستقبال حار في مقر اقامته الريفي في كامب ديفيد على بعد 80 كيلو مترا شمال غرب واشنطن.
وبدا واضحا ان الزعيمين حرصا على اضفاء الطابع غير الرسمي فاستغنيا عن ربطات العنق والبذلات الرسمية واكتفيا بألبسة اكثر انفتاحا: كنزة زرقاء لبلير وسترة طيار من الجلد البني لبوش. كما حرص الرجلان في المؤتمر الصحفي الذي عقداه على ابراز متانة العلاقات بين بلديهما. وشددا على استمرار التصدي للرئيس العراقي صدام حسين وعلى تحسين فاعلية العقوبات المفروضة على العراق منذ اكثر من عشر سنوات.
وقال بوش )سنعمل معا لايجاد وسيلة لجعلها اكثر فعالية( واضاف ان المهم ان )يتوصل الحلفاء الى اجماع في المنطقة ( بشأن السياسة حيال بغداد.
وكرر بوش وبلير تحذيرهما للرئيس العراقي صدام حسين من اي محاولة لتطوير اسلحة الدمار الشامل وتهديد جيرانه، واكدا انهما سيتخذان كل الاجراءات اللازمة للحيلولة دون ذلك. وعرض الرئيسان ايضا وبشكل مستفيض مسألة العلاقات الاميركية الاوروبية والمشروع الاميركي المثير للجدل بشأن منظومة الدفاع الصاروخية الاميركية التي تعارضها معظم الدول الاوروبية.
وحرص بوش على تبديد التحفظات الاميركية التي اثارها وزير دفاعه دونالد رامسفلد بشأن القوة الاوروبية للتدخل السريع التي بدأ العمل على تشكيلها.
وقال بوش )ان رئيس الوزراء وانا خصصنا وقتا كثيرا لبحث هذا الموضوع وانا ادعم وجهة نظره. لقد اكد لي ان حلف شمال الاطلسي سيكون الوسيلة الاولى للحفاظ على السلام في اوروبا. واكدت له ان الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بفاعلية في الحلف الاطلسي وفي اوروبا مع حلفائنا(.
وشدد بلير من جانبه ان قوة التدخل السريع الاوروبية لن تكون جيشا في حد ذاتها.. وقال )لن نقوم بأي شى للتخلي عن الحلف الاطلسي( مشيرا الى ان مثل هذا الوضع لن يشمل سوى عمليات حفظ السلام او العمليات الانسانية. ويفترض ان تكون قوة الرد السريع التي انشأها الاوروبيون جاهزة ابتداء من هذه السنة للقيام بمهمات صغيرة، وبحلول العام 2003 يمكن ان يصبح عديدها الاجمالي 60 الف رجل. لكن بلير بدا حذرا ازاء المنظومة الصاروخية الاميركية وحرص على الا يقف في مواجهة شركائه الاوروبيين مع اعترافه بانه يشارك واشنطن قلقها ازاء مخاطر الصواريخ الطويلة المدى لدى دول مثل كوريا الشمالية. وقال بلير )من المهم جدا في هذا الاطار ان ندرس كل الخيارات المتاحة دفاعا وهجوما لمواجهة هذا الخطر وهو خطر حقيقي قائم(.
وردا على سؤال حول النقاط المشتركة التي اكتشفها بينه وبين بلير فضل بوش اللجوء ال المزاح فقال مبتسما )اننا نستعمل معجون الاسنان نفسه( ما دفع بلير الى التعليق فورا: الصحافيون )سيتساءلون حتما كيف عرفت ذلك يا جورج(.
|
|
|
|
|
