| مقـالات
أمامك ضغوط عمل يومية تقودك الى الارق، والعصبية، وربما الانقطاع عن الناس بحكم كثرة الالتزامات والمواعيد الرسمية، ومشكلات العمل.
وفي المنزل مسؤوليات اخرى مهمة جداً اهمها مسؤولية التربية ومن اهم عناصرها ايجاد علاقة بينك وبين اطفالك تتيح لك فرصة مشاركتهم في طعامهم واحاديثهم والعابهم.
ولكن ضغط العمل لا يسمح لك بذلك، فاذا تذكرنا شريكة الحياة، فانك امام مسؤوليات جسيمة لانها بكل بساطة شريكة معك في حياتك فهل يجوز او هل تستطيع ان تحرمها هذه الشراكة.. ماذا تفعل؟.
هل أنصحك بوضع برنامج لإدارة الوقت وهي نصيحة مملة ومكررة وربما غير مجدية؟.
هل انصحك بالسفر او بالزيارات العائلية او ممارسة رياضة المشي، او السباحة؟.
هل أنصحك بالاجازة والبقاء مع اسرتك؟.
هل أنصحك بالقراءة؟ بعيداً عن الصحف واخبار السياسة!!
هل انصحك بتفويض الصلاحيات والاعتماد على المساعدين؟.
في الواقع انني لن انصحك بشئ لان ما يصلح للآخرين قد لا يصلح لك فانت شخصية مستقلة، لها سماتها وطباعها التي تميزك عن بقية الناس.
اذاً ماهي النصيحة وكيف يمكن التغلب على ضغوط العمل ومشكلاته؟.
ثم ماذا عن الشخص غير المتزوج الذي ليس لديه مسؤوليات تربوية ولا مسؤوليات زوجية؟.
ألم نقل ان النصيحة غير مطلوبة؟.
مرة اخرى. ماهو الحل؟.
انني اكاد اقول لك يجب ويجب ويجب فأمارس عليك النصح والتوجيه المباشر دون ان ادري، ولذلك لن استجيب لاغراء قذف النصائح، فكيف اختم هذا الموضوع الذي تورطت فيه دون ان اهدي لك توصية تساعدك على تحديد مشكلتك في العمل؟!
سأقول لك اذهب الى المرآة وانظر فيها جيداً ثم احكم بنفسك وقرر خطوتك القادمة.
ولكن هل تدري من هي المرآة؟.
انها جمهور العاملين معك زملاء العمل بكافة مستوياتهم، اجتمع بهم واستمع اليهم بإنصات وسعة صدر وبعد ذلك يمكنك حل مشكلتك بنفسك او الاستمرار فيها فالقرار لك.
الهروب من النقد:
كنت اقرأ في النصائح التي قدمها وزير الدفاع الامريكي الجديد ونشرتها جريدة الشرق الاوسط نقلاً عن جريدة )وول ستريت جورنال( واستوقفني بعض العبارات ومن اهمها قوله:
) اذا لم تتعرض للانتقاد فربما يعني ذلك انك لا تؤدي عملك على الوجه الكافي(.
فهل يعني هذا انك اذا تعرضت للانتقاد فإنك تؤدي عملك على الوجه الكافي؟
الذي افهمه من هذه المقولة ان من يعمل لابد ان يتعرض للنقد، وان من يريد السلامة عليه الركون الى الاعمال العادية المسالمة التي لا تقدم ولا تؤخر وهو بهذا النمط من الاعمال لا يتعرض للنقد لانه يؤدي عمله )العادي جداً( على خير ما يرام!!
ونسمع في هذا النطاق عبارة سائدة تقول )النائم لا يتعثر( وترجمة ذلك في ميدان العمل ان المتفرجين على هامش الميدان، لا يتعرضون للخطأ، وبالتالي يسلمون من النقد، اما الذين يعملون، ويبادرون، ويقتحمون المجهول، ويخرجون عن النص فهم عرضة لحديث الناس، وللنقد الى درجة قد تصل الى السخرية!
اذا كنت تؤدي عملك كما يجب، اي حسب متطلبات العمل، وتنفيذاً للمسؤوليات المناطة بك فانك بالتأكيد سوف تعمل على حل المشكلات القائمة والعمل وفق رؤى مستقبلية تقود الى اتخاذ خطوات تحدث تغييراً وتأثيراً لا يمكن ان تؤدي نتائجها الى رضا الجميع، رغم ان التغيير الذي تقوم به هو مسؤولية من اهم المسؤوليات التي ترتبط بأداء الوظيفة.
واذا كنت تحلم بأن تقوم بعملك دون ان تتعرض للنقد فهذا حلم لن يتحقق، لان محاولتك الابتعاد عن النقد يعني انك تحاول ارضاء الجميع وهذا غاية لا تدرك.
وفي المحصلة النهائية قم بعملك ومسؤولياتك كما يجب وانتظر النقد ورحب به وتفاعل معه، واستثمره لمصلحة العمل، ولكن اذا حاولت الهرب منه فانك تهرب من اداء العمل، )المسؤولية(!!
من اجل التشخيص:
النجاح في العمل يتوقف على ثلاثة عناصر هي المعرفة، والمهارة، والاتجاهات.
اما المعرفة فهي المعلومات، والمفاهيم، والنظريات، وهذا العنصر هو المفتاح الاول او الخطوة الاولى لدخول ميدان العمل، فاذا قال لك المرشح للعمل «انا اعرف» فهو بذلك تجاوز الاختبار الاول.
اما المهارة فهي القدرة على العمل وهي ترجمة المعرفة الى تطبيق، ولذلك يقاس النجاح دائماً بالتطبيق والممارسة ولكن المهارة عنصر يرتبط بما قبله.
اما الاتجاهات فهي الميل،
والرغبة، وتوفر عنصر الحماس، فليس للمعرفة ولا للمهارة فائدة اذا كان الشخص لا يريد استثمار ذلك في العمل.
في الادب الاداري الغربي يترجمون تلك العناصر الى ما يلي:
المعرفة I Know
المهارة I am able to do
الاتجاهات I am willng to do
الآن.. ما الفائدة من عرض هذه الافكار المتفق عليها على القراء.
وفق اجتهادي الخاص اعتقد ان هذه العناصر التي نتفق عليها تساعدنا في تشخيص مشكلاتنا الادارية والاجتماعية سواء على مستوى الافراد او على مستوى المجتمع.
لو اخذنا قضية )السعودة( على سبيل المثال فيمكن استخدام هذه العناصر الثلاث لبحث هذه القضية بحثاً علمياً يساعد على تحديد اسباب البطء في تنفيذ سياسة السعودة وعدم تحققها اهدافها بنسبة مرضية.
نعم..نستطيع باستخدام عنصر المعرفة تقييم ما يقدم في برامج ومناهج التعليم، ومن خلال عنصر المهارة نستطيع ايضاً معرفة نوعية المهارة المكتسبة والتي تم تدريب الافراد عليها وهل هي مناسبة للاحتياجات ومستوى الجامعات والمعاهد التي يتم اكتساب المهاراة فيها.
اما العنصر الثالث فنستطيع تقييم مدى حماس الفرد للعمل وتوفر الاتجاهات الايجابية لديه تجاه الاعمال المختلفة ومدى ايمانه بالدور الذي يمكن ان يساهم به في بناء مجتمعه.
يساعدنا هذا العنصر على تقييم ما يقدم في المؤسسات التعليمية في مجال الاتجاهات وما تقدمه المؤسسات الاعلامية من برامج وفعاليات للمساهمة في التوعية وحفز المواطن على العمل وتقدير اهميته في كافة الميادين.
افعل التفضيل:
ماهو اغزل بيت قالته العرب؟
قول جرير:
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا |
وامدح بيت:
قول جرير:
الستم خير من ركب المطايا
واندى العالمين بطون راح |
واهجى بيت
قول جرير ايضا
فغض الطرف انك من نمير
فلا كعباً بلغت ولا كلابا |
اذن فنحن العرب منذ عصر جرير وحتى الان لم نتمكن ونحن اصحاب اللغة الجميلة من التفوق على جرير في غزله ومدحه وهجائه.
تصور معي لو انسحب هذا الفكر النقدي على المجالات الاخرى غير الشعر مثل: الادارة، الاقتصاد، والسياسة، والهندسة، والطب وغيرها.
معنى ذلك ان نتوقف عن العمل ونتفرج على شاشة الماضي الذي يخصنا، وعلى شاشة المستقبل التي تخص غيرنا!! فنكون في الوسط لا الى هؤلاء والى هؤلاء مشدوين مندهشين، لا ندخل الى ساحة اللعب، وانما نكتفي بالفرجة فقط.
بعد الاخبار:
يقول الخبر ان نصف مليون عربي من العلماء والباحثين يعيشون في امريكا، وان اسرائيل تأتي في المرتبة الثانية بعد امريكا من حيث تقديم الحوافز للعلماء لجذبهم للعيش في الارض الفلسطينية المحتلة.
موضوع هجرة العقول العربية الى خارج الحدود العربية موضوع يستحق ان يطرح عل طاولة القمة العربية لان التفوق العلمي والاقتصادي يتطلب قيام دراسات وبحوث علمية منتظمة، واذا كان القادرون على اجراء هذه الدراسات والبحوث يجدون البيئة المناسبة خارج الحدود فان معنى ذلك ان بحوثنا ودراساتنا تقتصر على موضوعات نظرية وجدلية ليس لنتائجها اي تأثير على مستقبل الوطن العربي.
ان تخصيص ميزانيات ضخمة لدعم المشاريع البحثية ودعم العلماء امر يستحق ان تتحمس له مؤسسات البحث العلمي والجامعات والمعاهد المتخصصة في العالم العربي.
|
|
|
|
|