|
| مقـالات
لا أعتقد ان هناك خلافاً على ان مجتمعنا السعودي المسلم يتعرض لهجمة خارجية شرسة.. متعددة الاتجاهات.. ومختلفة التوجهات.. متنوعة الاهداف المرحلية.. تنتهي بهدف استراتيجي واحد.. وهو تدمير هذا المجتمع وخلخلته وتفكيكه بسلخه عن عقيدته وقيمه واخلاقياته.. وهدم ثوابته وركائزه ومسلماته الاساسية..
وهذه الهجمة من ناحية المضمون هي غزو عقائدي وفكري وثقافي.. تتخذ من الفضاء أو من خلال الأرض طريقاً للوصول للمجتمع.. والغزو الفضائي يتسلل بنعومة وليونة مغلفاً باشكال واساليب براقة ومغرية.. وحلقة الاتصال به السماع والمشاهدة.. فينتشر ويسري في المجتمع سريان السم في جسم الانسان..
اما الغزو الارضي فهو غزو ملموس ومحسوس.. وهو غزو له مسارب ومداخل شتى للوصول الى قلب وصميم المجتمع..
ومن اهم طرق الغزو الارضي.. بل اهمها.. هو الذي يتم من خلال التبادل التجاري.. والنشاطات التجارية واستيراد السلع الاجنبية.. فهذا النوع من الغزو «ركائبه ورواحله» السلع والبضائع والمنتجات والمصنوعات الاجنبية والمستوردة من الخارج..
وبمناسبة حديثنا عن التجارة والتجار.. فقد اخرج الاصبهاني في الترغيب عن انس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «التاجر الصدوق في ظل العرش يوم القيامة»..
ونحن نتحدث هنا عن جميع صنوف التجار والباعة.. من الوكيل التجاري الى صاحب البقالة و«المبسط».
فأقول لاخواننا التجار «ونخص بعضهم» اننا عندما نذهب للسوق نفاجأ بما يحزن ويقلق.. مما نشاهده من سلع ومنتجات اجنبية مشبوهة.. ونخشى العقوبة علينا وعلى من يروجها ويسهل انتشارها في المجتمع..
والملاحظ ان التركيز من المصانع الاجنبية هو على النساء والاطفال.. وهذا من خبثهم ومكرهم.. ومما يشاهد ويلاحظ في الاسواق ويثير الاستياء والألم..
* في سوق الملبوسات النسائية.. نجد عباءات التبرج وليس التحجب.. فنجد ما يسمى ب«العباءة الفرنسية» و«العباءة العمانية» و«العباءة المخصرة» و«عباءة البنطلون» و«العباءات المزركشة».. و«الانقبة» غير الشرعية.. والملابس التي عليها صور الفنانين والممثلين الغربيين.. وعبارات ساقطة وبعضها عبارات تدعو للرذيلة... والملابس التي تكشف كثيرا من اجزاء جسم المرأة... الخ
* وإذا ذهبت لملابس الأطفال.. الأطفال الأبرياء الأنقياء.. تجد ملابسهم ملوثة بالأشكال
والصور المعبرة عن الثقافة الغربية.. ومشوهة بالعبارات الانجليزية والكتابات المشبوهة..
* والأخطر هو ما يلاحظ من ترويج للمنتجات الاجنبية التي تحارب من خلالها العقيدة الصافية وتروج للمعتقدات الفاسدة والمنحرفة.. كترويج المنتجات الخاصة بعيد رأس السنة «الكريسمس» وما يسمى عيد الحب «فالنتاين» وترويج الالعاب المشبوهة كال«بوكيمون»..
* بيع الدخان والمعسل والجراك والشيشة.. وهي دمار على المال والصحة ويوجد فتوى بتحريمها.. لانها من الخبائث...
* ترويج المجلات الخليعة والتي رأس مالها صور النساء الكاسيات العاريات.. وبيع الاشرطة الغنائية ذات الكلمات الهابطة والماجنة.. وترويج افلام الحب والغرام والمناظر الساقطة..
* المساهمة بترويج وتوزيع الاغذية الجاهزة التي ثبت علميا انها غير صحية وتسبب الامراض الخطيرة.. لما تحتويه من كيماويات ومواد حافظة وملونة.. ما سبق عينة مما يقلقنا ويسوءنا وجوده في اسواقنا المحلية.. ان ماتحدثه مثل تلك السلع من مضاعفات سلبية وآثار سيئة.. كتحريض المرأة على التبرج والسفور.. أو سلبياتها على عقيدة الطفل.. او احراق اموال الرجل وصحته.. إلخ.. كل هذا سيجعل على التاجر الذي ساهم باستيرادها وبيعها وترويجها نصيبه من الوزر بل ان الاثم عليه قد يكون اكبر من الاثم الذي يلحق من استخدم تلك السلع فيما يضره.. لان التاجر فعله متعدٍ.. بمساهمته في ترويج مئات او آلاف او عشرات الآلاف من هذه المنتجات المشبوهة.. فيكون عليه من كل سلعة نصيب من الاثم.. نسأل الله السلامة..
فيا معشر التجار.. الله الله في المسلمين.. فلا تكونوا الثغرة التي يصل من خلالها اعداؤنا واعداء الاسلام الى قلب مجتمعنا المسلم الآمن المطمئن.. فاحذروا من الاثراء وتكديس الاموال على حساب قيم المجتمع واخلاقياته وثوابته الدينية وهويته الاسلامية وعروبته الاصيلة..
فإن الله يمحق هذا المال ولا يباركه.. وقد يعود وبالا على صاحبه في الدنيا والآخرة..
فتنازلوا عن قليل من الارباح لله سبحانه وتعالى.. فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه.. وهو سبحانه يبارك هذا المال ويزكيه..
وقد قال تعالى «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب»..
وعن صفوان بن امية قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اعلم ان عون الله مع صالحي التجار».. فكن يا اخي التاجر من هؤلاء الصالحين..
alhenaky@yahoo.com
ص ب 28729 الرياض 11681
|
|
|
|
|
