| الاخيــرة
في هذه الأيام المباركة يشتد تسابق السعوديين وبأقصى طاقاتهم لخدمة ضيوف الرحمن، الذين تعددت مشاربهم، ويوحدهم مشرب زمزم، واختلفت جذورهم، وتوحدهم أرض عرفات المباركة التي لا ينبت فيها الا جذر واحد هو جذر الاسلام الحقيقي الممتد من قلب الأرض الى كبد السماء،
وفي هذه الأيام يضرب السعوديون أعظم الأمثال على الاثرة والتفاني وتسخير الذات في خدمة الجميع ممن دعاهم الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام المباركة ليملؤوا أرض مكة والمدينة وسماءهما تسبيحاً وتهليلاً وتلبية صادقة خالصة، ومن ورائهم ترتفع أكف كل السعوديين تدعو الله العلي القدير ان يحفظ هذه الأرض، وأن يشمل برعايته هذه الأيادي البيضاء التي تزرع الخير ليجنيه عباد الله الخالصون،
وفي هذه الأيام نستذكر جميعا نحن السعوديين تلك السنوات بل العقود التي وقفنا فيها معززين لدين الله مكرمين وفادة عباده لا نبتغي أجراً ولا حمداً، لكننا نسعى بكل قلوبنا، ونبتهل بأعلى نبرات أصواتنا الى الله ان يديم علينا نعمتين بعد كل نعمه، الأولى ،،، نعمة الإسلام في أرض الإسلام مهبط الوحي ومنبت العقيدة، والثانية ،، نعمة الوحدة تحت راية لا إله الا الله، وخلف قيادة مؤمنة حكيمة تبتغي من وراء كل هذا التفاني في رضا الله وتطمع في مرضاته وجناته الخالدين،
وفي هذه الأيام تكبر المملكة العربية السعودية على كبرها ليس في مساحة أرضها، ولكن في مساحات قلوب أبنائها الذين يخلصون للتسامح في أشرق صوره، ويهتفون بالأخوة في أبهى أشكالها، ويطيرون الى العون في أجمل حلله، وهم حين يفعلون ذلك فإنما يتبعون القدوة من هذه العزائم المتميزة، وهذه النفوس الكبيرة بإيمانها، وفخرها بانتمائها لهذه الأمة المجيدة،
وفي هذه الأيام أضحك ملء قلبي حين أذكر تلك الزفرات الهوجاء، والنيات الخبيثة التي تتفجر بين حين وآخر عند حفنة من المغرضين، الذين ينظرون الى مآثر هذا الوطن فلا يجدون بداً من التسليم بفضائله، لكنهم عوضاً عن ذلك يشهرون حراب الظهر ليطعنوا باسم حقوق الانسان تارة والديمقراطية تارة اخرى،
أضحك وأدعو هؤلاء الى المجيء «بأجسادهم بعد أن يتطهروا» ليروا المساواة في أوج معانيها، والإنفاق في أعلى مراتبه، وتكريم الانسان كما أراد الله لهذا الانسان ان يكون كريماً،
ليأتوا ويشهدوا بأم أعينهم قادتنا وهم أول المتبرعين بدمائهم، وأول المنفقين من أموالهم، وأول المقيلين لعثرات الآخرين، وأول الكاشفين لغمة الأمة ،،، وآخر الباحثين عن الحمد والإطراء،
ليأت هؤلاء بكل تقاريرهم المسمومة المغرضة، لا لشيء إلا لكي يلقوا بها وبالنوايا الخبيثة ويعودوا متطهرين تائبين علهم لا يعودون لمثل ما كانوا عليه،
الى ان يأتي هؤلاء او يبرؤوا مما اقترفته أقلامهم لا أملك الا أن أقول لهم ،،، وتاليتها؟!
|
|
|
|
|