|
| تحقيقات
* تحقيق مبارك أبو دجين
تزداد في هذه الايام حمى اعلانات حملات الحج وذلك لاجتذاب اكبر عدد من الحجاج وتختلف اعلانات الخدمات المقدمة في كل حملة حيث تعلن تلك الحملة عن تميزها بتجهيز الخيام المفروشة والمكيفة واخرى بتوفير الباصات الراقية للتنقل بين المشاعر المقدسة وثالثة وجود مسؤولي التوجيه والارشاد وكذلك يرافق الحملة فريق طبي لتقديم الاسعافات الاولية عند الحاجة كما تحرص بعض الحملات على توفير خدمة هاتفية ومكالمات مجانيه وتقديم وجبات رئيسية على نظام بوفيه مفتوح والمشروبات الباردة والساخنة على مدار الساعة.
كل ذا وذاك في مضمار التنافس بين تلك الحملات ولكن في الوقت نفسه نتساءل عن الخدمات المقدمة هل هي تقدم للحجاج في مكة المكرمة كاملة وبشكل صحيح وهل الاسعار التي تفرضها الحملة تناسب وتوافق الخدمات؟ عن ذلك كانت لقاءاتنا بعدد من المواطنين ممن سبق لهم الحج مع تلك الحملات في سنوات مضت .. ولقاءات اخرى بأصحاب الحملات انفسهم فماذا قالوا عن هذا الموضوع:
بداية تحدث المواطن سعد الضياف قائلا: كان همنا في الحج الماضي ومع احدى الحملات هو تصرفات اصحاب الحملة هداهم الله التي اتعبتنا نحن الحجاج من تقصير واضح بالخدمات ومن ذلك ما يسمى )بوفيه مفتوح( حيث كانوا يقدمون لنا في وجبة الافطار )طحينية وجبن مالح( فقط وللمشروبات كذلك لا يقدمون سوى عصير تانج في ترامس كبيرة.
اما خدمة الهاتف المجاني فهي موجودة ولكن هذا الهاتف لا يعمل في اليوم سوى )10 دقائق( فقط.
الشيء الاخر ان سعر الفرد الواحد في الحملة هو ما يقارب 3200 ريال ولكن اختلف الوضع في آخر الايام حيث استقبلت الحملة حجاجا وبنفس المميزات ولكن بسعر آخر وهو ما يقارب 180 ريالا اما عن الاسعار فهي على ضوء الخدمة التي قدمت لنا كثيرة جدا ومبالغ فيها.
موقع الجمرات
كما تحدث لنا ابراهيم الثنيان فقال:
ان بعض الحملات تتبع سياسة الاستغفال وخصوصا في قولهم ان موقع المخيم يبعد عن الجمرات 250 مترا والصحيح ان المسافة لا تقل عن 3 كيلومترات.
وكذلك المشرف الديني للرجال هو في الاساس من احدى الجنسيات العربية ومدرس لغة عربية والآخر تربية دينية والمشرفات على النساء هن زوجات المشرفين على الرجال فأصبحت العملية وللاسف ضحك على الناس.
مكان النوم
تقول المواطنة )م. الدوس( ان مكان الاقامة في حجنا مع احدى الحملات لا يسع العدد الهائل من الحجاج حيث لا نجد مكانا للنوم ونستيقظ دائما بقدم تصدم في الوجه وأخرىِ في الرجل ونعاني ايضا من انقطاع الماء عن دورات المياه الذي كان سببا في تأخيرنا عن اداء الصلاة في وقتها.
اما عن عبارة البوفيه المفتوح.. فهي جيدة وجذابة ولكنها مغلقة لعدم التفرغ وأخيراً نقول: كانت تكلفة الحملة خمسة آلاف ريال ولو كانت الف ريال لاصبحت كثيرة عليهم ايضا وذلك لسوء الخدمة.
الحملة مميزة
بينما امتدح ماجد الصقيعان الحملة التي سبق وان حج معها حيث قال: قدمت الحملة جميع الخدمات وبكل امانة وصدق غير انهم قالوا انه سيسلم لكل حاج جهاز مناداة لاسلكي لتسهيل الاتصال بينه وبين عائلته ولكن لم نشاهد هذا الجهاز الا في العودة الى الرياض فأصبح بمثابة هدية تقديرية ويقول انا ارى ان سعر الحملة مناسب وموافق للخدمات المقدمة.
الحج ليس ترفا
وأوضحت المواطنة )ف.ع( ان سعر الحملة التي حجت معها مناسب وجميع ما ذكر في النشرات قدم وطبق بشكل مرض فنشكر صاحب الحملة على ما قدمه لنا ولكن الكمال لله سبحانه فهناك هفوات قليلة ومن ذلك سوء التخطيط من المسؤولين في قيادة الحافلات فتجدهم ينتقلون من مكان الى آخر دون ان يأخذوا العدد المخصص للحافلة والتأخير في النفور من المشاعر.
وتقول أود ان اقف عند مسألة مهمة وهي ان بعض الحجاج لا تعجبه الحملة ولا حتى خدماتها لانهم يريدون رفاهية اكثر وهؤلاء وكما لا حظنا انهم لم يدركوا ان الحج ليس رحلة للترفيه عن النفس وانما شعائر لابد ان تؤدى على أكمل وجه ويحتسب الانسان في كل ما يواجه الاجر والمثوبة من الله سبحانه.
الدقة في المواعيد
ويقول سدحان السدحان ان جميع الخدمات قدمت ولكن ينقصها شيء بسيط وهي عملية الدقة في المواعيد واقصد بذلك حضور الباصات كما تحتاج الحملة الى سائقين اصحاب خبرات بالطرق في مكة المكرمة حيث استغرق الانصراف من عرفة الى مزدلفة من الغروب الى منتصف الليل حيث لم يتهيأ لنا الجلوس بمزدلفة كغيرنا من الحملات الاخرى.
نقطة اخيرة وهي انني ألاحظ ان الاسعار مرتفعة ومبالغ فيها ولا تناسب جميع الطبقات من الناس.
أين تذهب حقوقنا
كما شدد المواطن حسن العتي على ان بعض الحملات لا تطبق ما ينشر عندهم ويقول: قمت بالحج مع احدى الحملات ورأيت الخدمات تتقلص يوما بعد يوم من وصولنا منى وحتى عودتنا الى الرياض واعول ذلك الى اسباب كثيرة اهمها انه كان المتوقع والمرسوم ان يكون عدد الحجاج في الحملة 200 حاج وفجأة وعند وصولنا لمقر الحملة وجدنا عدد الحجاج تزايد الى 35 حاجا.
ولاشك ان هذه الزيادة على حساب الخدمات والهدف من ذلك ايضا ان الحملة تسعى الى زيادة الدخل المادي بغض النظر عما تقدمه لعملائها ولكن السؤال كيف نضمن حقوقنا المالية كحجاج حيث ان الحاج يدفع جميع رسوم الحملة كاملة قبل التحاقه بالحملة ولا يمكن استرداد اي جزء من المبلغ لو وجد أي تقصير وكذلك ارى انه لا توجد معايير للخدمات مقارنة بالرسوم بل توضع بشكل غير دقيق ولكن في الخانة الربحية طبعا لمالك الحملة.
التماسات كهربائية
وقد اكتفت المواطنة )أم زياد( قائلة لابئس بالحملة من خدمات واسعار ولكن هناك امران هما:
الاول: ان الحملة هيأت لنا في قسم النساء غسالة ملابس للاستفادة منها ولكن المشكلة هي انها واحدة وعدد الحجاج ما يقارب 500 حاج رغم ان سعر الفرد في الحملة هو 6000 ريال.
الثاني: لم نسلم نحن النساء من بعض التماسات التيارات الكهربائية داخل موقع الحملة وهذا يعود الى سوء التوزيع الكهربائي.
فالامر ليس بسهل لو قدر الله اي مكروه.
ماذا قال اصحاب الحملات
وفي حديث مع اصحاب الحملات تحدث الاستاذ بدر جميل القرشي حيث اطلعنا على عدة جوانب تهم الحاج الذي يرافق تلك الحملات قائلا:
ان جميع الخدمات التي اعرضها في حملتي اقدمها وبشكل صحيح والحمد لله وذلك لامرين هامين:
الناحية الدينية وهي مخافة الله في كل شيء وبالخصوص في بيته الحرام.
ومن ناحية اقتصادية فاننا نوفر الخدمات بكل وجه يمكن وبصورة اكبر من التي رسمها الحاج في خياله عن الحملة لان ذلك يهمنا في استمرار عملنا واستمرار الحملة.
ومن جانب آخر هناك ضوابط وضعتها وزارة الحج لتصنيف هذه الخدمات على حجاج الداخل فقد صنفت الي ثلاث درجات وكل درجة لها حد ادنى من الخدمات التي لو نقصت يحاسب عليها صاحب الحملة وقد اخذت على هذه التصنيفات خانات استخدمتها هذا العام للخدمات فعلى سبيل المثال تكون المساحة المخصصة للحاج الواحد في الدرجة الاولى هي 28/2 مترمربع اما المساحة المخصصة للحاج في الدرجة الثالثة هي 60،1 مترمربع وهكذا.
وكذلك المشروبات والعصيرات في الدرجة الاولى على مدار الساعة بينما تكون في الدرجات الاخرى فقط مع الوجبات وكذلك عملية التنقل وموديلات الحافلات وكما هو الحال مع الفرش المخصصة للحاج في المخيم.
وقد تم تغير العقد الموحد بين الحاج وصاحب الحملة وأضيف اليه درجة التصنيف وفئة المخيم.
* واما بالنسبة للأسعار فهناك عوامل مهمة تحكم ذلك وهي:
اسعار الخيام وهي مرتفعة جدا وذلك من وزارة الحج وهي عبارة عن:
فئة )أ( 7500 ريال خيمة.
فئة )ب( 6250 ريال.
فئة )ج( 5000 ريال.
فئة )د( 3750 ريال.
فئة )ه( 2500 ريال.
كذلك درجة تصنيف الخدمة وهي التي يلتزم بها صاحب الحملة.
وجميع الخدمات التي تقدمها الحملة تتوفر بأسعار موسمية حيث كلما ارتفعت الاسعار ارتفع سعر الحملة ومن ذلك )الطيران الطعام العمالة.. وغيرها(.
في النهاية قال القرشي انني وفي كل عام وأنا ان شاء الله صادق اقول انني مستعد لارجاع اي مبلغ لا استحقه ولو كان كل قيمة العقد مع الحاج كما ادعو وزارة الحج بأن تقوم بتوعية المواطن بتصنيف الخدمات والفئات عبر وسائل الاعلام ليتمكنوا من معرفة النظام والضوابط.
أسعارنا قليلة
كما بين الاستاذ عبد اللطيف ابراهيم الصفيان ان الخدمات التي يقدمها في الحج مفروضة لا يمكن التلاعب بها لانه سوف تنكشف امام الحجاج في مكة المكرمة وبالتالي اعرض نفسي للمساءلة امام اللجنة المتابعة لوزارة الحج.
ونحن في الحملة لا نكثر من الاعلانات الموزعة في الاماكن العامة بل نثبت ذلك بمكة المكرمة عمليا وعلي هذا فيكون الحاج دعاية لنا في الحملة للسنوات القادمة.
أما الذين لا يطبقون الخدمات التي يعرضونها هم عادة المقيمون انفسهم الذين يستأجرون تصاريح للحج وللاسف نحن )السعوديين( الذين نساعدهم على ذلك وهدفهم الربح والحاجة المادية فقط.
وبالنسبة للاسعار التي نفرضها في الحملة فأرى انها قليلة جدا مقارنة بالخدمات المقدمة حيث انني اتحمل أشياء اخرى غير الخدمات ومنها ايجار المكاتب الفرعية للحملة وكذلك الموظفون والباصات.
والاهم في ذلك عدم تجاوب وزارة الحج مع الحملات في اسعار المخيمات لانها تعتبر مرتفعة لنا كحجاج الداخل وعكسه تماما لحجاج الخارج رغم ان خيامهم مجاورة لخيامنا.
اما قضية ان الحملة تحدد عددا معينا ثم تزيد عليه اعداد ثانية فهذا لا يخرج عن امرين:
الاول: الطمع والجشع.
الثاني: انه عند التسليم الفعلي للخيام تزيد نسبة الحملة في الخيام مثلا من 50% الى 70% فيضطر الى الزيادة من الحجاج.
كذلك تفاوت الاسعار في بداية التسجيل اول الايام عن آخرها لا أرى ان في ذلك مشكلة لان هذا لا يحصل الا في ايام الخامس والسادس من شهر ذي الحجة وهو بسبب كثرة الخيام وقلة الحجاج في الحملة فهنا يسعى صاحب الحملة الى عدم الخسارة او مضاعفة الخسارة.
وقد يتساءل البعض ويقول ما ذنب الذين دفعوا في السابق المبلغ الكامل لاشك ان العملية تدخل في مسألة الحظ كذلك لو أتاني حاج ودفع 3500 قيمة عقد للحج في أول الايام وفي آخرها تجددت اشياء الخدمات وكان هناك اقبال من الناس على الحملة فرفعت السعر الى 4000 كقيمة عقد انا هنا لا أطالب الحاج السابق بدفع الزيادة لانه لا دخل له في هذه التغيرات.
وهذه المشاكل لا تحصل الا في الحملات التي ليس لها سمعة في السوق.
واضاف الصفيان: اما عن خدمة الهاتف المجاني فهو متواجد في الحملة وهي بواقع ساعتان للرجال وساعتان للنساء وهكذا.
ولكن المشكلة في الحجاج أنفسهم حيث انهم لا يحسنون التصرف مع الخدمة التي تقدم لهم وعلى هذا اذكر موقف كفيل عن الحديث في الهاتف وهو ان واحد من الحجاج وفي يوم من الايام وبعد ان استحم جيدا واخذ مكانه في الفراش سحب معه الهاتف وفتح )النوتة( فهرس الهاتف الخاصة به واخذ يحادث اقاربه واصدقاءه وغيرهم وعندما رأيته قلت له: يا احي ما وضع الهاتف من اجل هذا وانما للاطمئنان على الاهل وللضروريات فما كان منه الا ان تذمر وعبس بوجه ولم يعجبه الكلام والغريب انه كان يحمل في ذلك الوقت هاتفا نقالا ولكن لم يستعمله.
وفي النهاية اود ان اقول ان اللوم لا يكون على كاهل الحملة وانما يتحمل بعض الحجاج تلك التصرفات حيث يوجد من الحجاج اناس لا يجيدون التصرف مع كل ما يقدم لهم.
ومن جانبه أوضح الشيخ منصور محمد الثاري مدير المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بالشفاء: قائلا:
في هذه الفرصة الثمينة لعل من المناسب ان تذكر القائمين على هذه الحملات ببعض الامور والقضايا التي نحسبها لا تغيب عن أذهانهم ولكن من باب الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين والتي منها:
أولا: الا يكون الهدف من قيام هذه الحملات هو الربح المادي فقط بحيث تكون الاسعار فيها مبالغة وتزيد عن امكانات المسلم متوسط الحال وانما تكون بأسعار معتدلة لنعطي اكبر عدد من المسلمين الذين لم يحجوا فرصة اداء هذا النسك ثم لا بأس ان يحصل اصحاب تلك الحملات على جزء معقول من الربح مقابل التعب والجهد الذي يبذلونه.
ثانيا: حسن التعامل مع الحجاج واحترامهم وتقديرهم وبث روح الاخوة الاسلامية فيما بينهم وبين من معهم بغض النظر عن الفوارق المادية او الشكلية او الوطن او اللغة وهذا هدف كبير من اهداف الحج فالقائمون على هذه الحملات من الضروري ان يكونوا قدوة كبرى في هذا الجانب اذ ان المسؤول يستطيع بموقف آخر أن يسيء اليه اساءة لا ينساها طوال عمره.
ثالثا: الحرص على اداء هذا النسك على الوجه الشرعي في اوقاته المعينة وأمكنته المحددة وعدم التساهل او التفريط فيها حتى لا يكون ذلك سببا في تضييع حج المشاركين معها او نقص اجورهم وثوابتهم لان المسؤولية عند الله كبيرة والاثم عظيم.
رابعا: الاهتمام بالجانب الدعوي في حملاتهم وهذا بحمد الله نلحظه في غالب تلك الحملات ولكن نريد المزيد من تلك البرامج والانشطة والتنويع فيها ليكون ادعى للجذب والتأثير باذن الله تعالى فكم من انسان استقام واهتدى بسبب كلمة سمعها او كتاب اهدي اليه او مطوية قرأها او نصيحة وجهت اليه.
خامسا: عدم البالغة في الترف سواء من جانب الاكل او الشرب او السكن او الخدمة فالحاج لم يأت الى هنا لاجل السياحة والمباهاة انما جاء ليؤدي هذه الشعيرة على الوجه الاكمل ويرى اخوانه المسلمين ويتعرف على ظروفهم عن قرب ويتذكر نعم الله الكثيرة عليه ليشكرها حق شكرها ومن مظاهر شكر المسلم في ماله عدم انفاقه فيما لا حاجة له فيه وانما توفيره لمساعدة الفقراء والمحتاجين من اخواننا المسلمين في انحاء العالم.
|
|
|
|
|
