| وَرّاق الجزيرة
يصادف الذاهب الى الديار المقدسة في طريقه قديما الكثير من المواقف والطرائف التي تستحق التسجيل وها نحن نقيد بعضا منها للقراء الكرام تسلية لهم؛ ومذكرين للجميع أن من المهم على كل منا أن يسجل ما يمر به في رحلاته وتنقلاته فلعله يكون في يوم من الأيام ذكرى مهمة وقد كان في وقته من المواقف العصيبة التي لا يفرح بها ولا تنسى.
ست الركب
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852ه) عن أخته ست الركب وسبب تسميتها بهذا الاسم: ولدت في رجب سنة سبعين في طريق الحج؛ وكانت قارئة كاتبة أجوبة في الذكاء وهي أمي بعد أمي.
قراءة الكتب على ظهور الدواب
هذا هو بعينه ما حصل للملك عبدالعزيز رحمه الله فقد روى يوسف ياسين شيئا من ذلك؛ حينما صحب الملك عبدالعزيز في رحلته الشهيرة لمكة المكرمة سنة (1343ه) ولندع الحديث له حيث قال واصفا هذه الرحلة التي عرفت فيما بعد بالرحلة الملكية:
فإذا مشينا نادى السلطان (ابن الشيخ) فيحضر أحد طلاب العلم من أبناء الشيخ ويأخذ بزمام ناقته أحد الخدم فيتناول من حقيبته لأول الأمر (صحيح مسلم) ويقرأ فيه ما شاء الله أن يقرأ.
وبعد ذلك يأخذ تاريخ ابن الأثير فيقرأ فيه، وكان يقرأ لنا في الطريق منه السيرة النبوية التي كان لها في نفوسنا أثر عظيم يدعونا للتأسي بأعمال الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وأصحابه الذين لاقوا من النصب والتعب في سبيل نشر الدعوة الاسلامية ما لاقوا.
وقال أيضا في وصف درس آخر في الرحلة نفسها؛ وعلى ظهور المطايا أيضا!:
فيصلون الظهر والعصر؛ ثم ينادي مناد:(الرحيل الرحيل) فإذا استوينا على ظهور المطايا نودي (ابن الشيخ) فتناول من حقيبته كتاب «الترغيب والترهيب» وقرأ فيه طائفة طيبة؛ ثم تناول كتاب ابن مفلح فقرأ منه ما شاء الله أن يقرأ؛ ثم بعد ذلك يتحدث رجال الركب قليلا .
نعمة الأمن!!
قال الشيخ ابراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن:
ومن عجيب ما رأيت أننا لما نزلنا من الريع الى الميقات «السيل؛ انكسرت السستة أي أضلاع الحديد التي تكون مؤخرة السيارة حوالي الكفرات فأقمنا لذلك آخر النهار (17 ذي القعدة) فصلينا المغرب وقد اشترينا شاة للذبح؛ فضاعت بين تلك الجبال؛ وفي وقت الصلاة ذهب بعض الرفقة وضربوا يمنة ويسرة لطلبها حتى اهتدوا الى خيمة أعراب بين تلك الحجارة فسألوهم عنها والقوا التبعة عليهم وانثنوا راجعين؛ وبينا نشد الرحل للسير إذا بأعرابي جاء بالشاة من مسافة ثلاثة كيلوات يقودها بحبل في رقبتها وسلمها الينا تالله إنها لغريبة عجيبة فمنذ عشرين سنة والحجاج كانوا صيدا للحرامية؛ ولا يدري الانسان متى يختطف بعيره؛ متى يختطف رحله؛ وتنهب الأواني والقدور؛ وهي فوق ظهور الابل؛ وهذه السنة يؤتى بعنز من أقاصي جبال الحجاز تقاد بالليل؛ ويخبط صاحبها الهوام والحجارة خوفا من سطوة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل فيؤتى بالضالة التي ألجأها المبيت الى بعض البيوت فيا للعجب العجب إنها لنكتة يجب علينا أن نحلي بها تاريخنا.
|
|
|
|
|