| العالم اليوم
* القدس رويترز:
ما أبعد شقة الاختلاف في وجهات النظر السياسية بين ارييل شارون وشمعون بيريس ومع ذلك فسيمسك الرجلان خلال أيام أو أسابيع بأعنة السلطة في اسرائيل رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية.
وسيشكل شارون )73 عاما( وبيريس )77 عاما ( ما يسمى حكومة )وحدة( من حزبيهما وهما حزب الليكود اليميني وحزب العمل الذي ينتمي إلى يسار الوسط مع تخلي اسرائيل في مواجهتها للانتفاضة الفلسطينية عن خمس سنوات من حكم قادة اصغر سنا.
ويصف الفلسطينيون شارون بأنه داعية حرب ويتهمونه بالتعامل بوحشية معهم كعسكري وكرجل سياسة. بينما حصل بيريس على جائزة نوبل عن اتفاق أوسلو للسلام الذي توصل إليه عام 1993م مع الفلسطينيين وعصفت به الأحداث الآن.وسيتضح ما إذا كان عملاقا السياسة الاسرائيلية يستطيعان العيش معا في سلام ويحققان آمال اسرائيل الأمنية في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية التي مضى عليها خمسة شهور.
وقال تشيمي شاليف المحلل المخضرم في صحيفة معاريف ) لأنهما في مرحلة غروب حياتهما السياسية فلا مجال للطموحات الشخصية التي من شأنها ان تعكر العلاقات بين من هم أ صغر سنا(.
وأضاف لرويترز: )كل منهما يريد ان يسجل اسمه في كتب التاريخ فبيريس يريد تأكيد الاسم الذي حققه بالفعل بينما يريد شارون محو ما سجل مقرونا باسمه(.
وشارون الذي أرغمه تحقيق في مذبحة للفلسطينيين على أيدي حلفاء اسرائيل اللبنانيين على الاستقالة من منصبه كوزير للدفاع في عام 1983م شق طريقه من الصفر من جديد وتولى زعامة ليكود عام 1999 خلفا لبنيامين نتنياهو الذي هزم في انتخابات رئاسة الوزراء في وقت سابق في ذلك العام أمام ايهود باراك.
ثم هزم شارون باراك في انتخابات رئاسة الوزراء الشهر الماضي بأكبر فارق للأصوات في تاريخ إسرائيل مفسحا الطريق في الوقت نفسه لصعود بيريس مرة أخرى في حزب العمل كصاحب دور رئيسي في دراما سياسية لا تنتهي أبدا في اسرائيل.
وقال شاليف «كلاهما )شارون وبيريس( زعيمان بحكم الواقع. كانا قد خرجا من دائرة الأضواء فعليا. لكن الزعماء الأحدث سنا خيبوا الآمال ومن ثم فقد استدعيا لينهضا بالمسؤولية».
ويبدو نتنياهو )51 عاما( وباراك )59 عاما( حتى الآن حديثي عهد بالعمل السياسي مقارنة بشارون وبيريس اللذين قاما على مدى عشرات السنين بدور بارز على المسرح العسكري والسياسي في اسرائيل.
ووصف رعنان جيسين مستشار شارون منذ فترة طويلة نتنياهو وباراك بأنهما من )خيول العرض( بينما يمثل شارون وبيريس جيلا قديما من )خيول العمل( وقال إنهما قادران معا على إخراج اسرائيل من مأزقها الحالي.
وأضاف ) هناك ما يمكن ان يقال عن السن والخبرة. والحقيقة النابعة من التجربة هى أنه كان لدينا في الأعوام الأخيرة رئيسا وزراء صغيران متهوران احدهما من اليمين والآخر من اليسار على رأس حكومةذات قاعدة ضيقة وقد فشلا كلاهما(.
ويقول مساعدون ان شارون وبيريس التقيا قبل نصف قرن عندما كان بيريس مساعدا لدافيد بن جوريون رئيس الوزراء آنذاك وكان شارون ضابطا شابا بالجيش طلب بن غوريون تحليله لعمليات عسكرية.
وقام شارون وبيريس بدور رئيسي في تشكيل حكومتي )وحدة( بين ليكود والعمل اكبر حزبين في اسرائيل عام 1984 و 1988.
وأحزت الأولى نجاحا من خلال القضاء على معدل تضخم سنوي زاد على 100% وسحب الجزء الأكبر من القوات الاسرائيلية من لبنان الى )منطقة أمنية( على الحدود وإحياء العلاقات مع مصر شريك إسرائيل في السلام والتي توترت بسبب غزو شارون للبنان في عام 1982.
وانهار تحالف ليكود والعمل الثاني في عام 1990 بسبب تصارع الآراء حول تحقيق السلام بين العرب واسرائيل وهو أيضا السبب الذي يحتمل ان يقضي على التحالف الجديد. وأطلق المنتقدون آنذاك على حكومة )الوحدة الوطنية( اسم حكومة الشلل الوطني.
وتؤيد الخطوط الارشادية لحكومتها الجديدة المقترحة استراتيجية تفاوض لتحقيق السلام مع الفلسطينيين على أساس مبادلة الأرض بالسلام لكنها تتغاضى عن الخلافات الكبيرة بين الحزبين حول حجم الانسحاب الذي يبدي كل منهما استعدادا لقبوله.
وقال شاليف )تتوقف أمور كثيرة على نوع العلاقات التي سيطورانها وما إذا كانا قادرين على تطوير علاقات ثقة شخصية تعلو على خلافاتهما الايديولوجية الواضحة(.
وأضاف ) اتوقع إذا مضت الأمور مع الفلسطينيين نحو مزيد من التصعيد ان يكون شارون واقعا تحت اغراء وربما ضغط لأن يمضي أبعد من الخطوات التي أقدم عليها باراك ولا أعرف كيف سيكون رد فعل بيريس. فالتوازن سيكون دقيقا للغاية(.
|
|
|
|
|