| مقـالات
تعامل بعض من الصحف العربية والمحلية على وجه الخصوص مع الارقام ومع البيانات الاحصائية امر محير وفيه الكثير من الغرابة التي قد يفسرها بعض المتابعين من القراء بعدم الاهتمام، فهناك جريدة تتحدث عن اعداد الطلاب في مستويات التعليم المختلفة في المملكة فتقول ان اعدادهم تصل الى اربعة ملايين ونصف المليون طالب وطالبة وفي نفس اليوم تجد جريدة محلية اخرى تتحدث عن الموضوع نفسه فتخفض الرقم بمليون ونصف وتقول ان اعداد الطلاب ثلاثة ملايين وصحيفة ثالثة ترى ان عددهم يصل الى اربعة ملايين وقد نجد صحيفة رابعة تضع الرقم ثلاثة ملايين ونصف وهكذا .
تتحدث الصحف عن اعداد الاجانب او العمالة الوافدة الى دول مجلس التعاون الخليجي فنرى احدى الصحف تضع لهذه العمالة رقماً هو احد عشر ونصف مليون عامل اجنبي في دول الخليج ثم جاءت صحيفة اخرى في نفس يوم صدور الصحيفة الاولى لتتحدث عن ثمانية ملايين فقط أي ان الفرق بين ما ورد في الصحيفتين اكثر من ثلاثة ملايين، وهكذا .
ان الارقام والبيانات الرقمية الاحصائية امر في غاية الاهمية، والتباين وبالذات التباين الكبير الذي قد يصل في احيان كثيرة الى اجزاء المليون بل الى المليون ومضاعفاته يعطي للقراء وللمتابعين من غير القراء انطباعاً عاماً بعدم الدقة وبعدم الاهتمام بالقارئ. كما ان هذه الا مبالاة تعمق التصور لدى بعض الشعوب الاجنبية بأن العرب لا يهتمون بالارقام ومن ثم بالمعلومات وهو بكل اسف تصور غير صحيح الا ان عدم اهتمام الوسائل الاعلامية وخصوصاً الصحافة يؤكد هذا التصور ويعمقه لدى هولاء .
المفترض ان يتعود ناقل المعلومات التي تحتوي على ارقام اواي بيانات احصائية على الحرص والدقة المتناهية في نقل الارقام من المصدر، واذا تبين ان احد المصادر غير دقيقة في إعطاء البيانات الاحصائية فيجب حذف هذا المصدر وعدم الاعتماد عليه في المستقبل .
انه لمن المضحك المبكي في نفس الوقت ان نجد هذا التباين الكبير في المعلومات البيانية الرقمية في بعض وسائل اعلامنا العربية على وجه العموم وصحافتنا المحلية على وجه الخصوص وهي بكل اسف تؤكد لكل المراقبين والمتابعين من غير العرب اننا شعوب لاتهتم البتة بالارقام والاحصائيات ومدلولاتها، رغم ان العلماء العرب والممسلمين هم اول من توصل الى معرفة الكثير من العلوم الرياضية والاحصائية .
مصادر المعلومات وخصوصاً المعلومات البيانية او الرقمية مهم جداً التأكد من صحة ما يرد من هذه المصادر، ومهم جداً توثيق المعلومات والبيانات الاحصائية الحقيقية والصادقة من خلال مراكز المعلومات الصحفية بحيث يمكن الرجوع اليها بسهولة وبسرعة عند الحاجة .
ان اعداد المعلومات البيانية وجمعها ومن ثم تصنيفها وبعد ذلك الرجوع اليها عند الحاجة في ظل الخدمات الحاسوبية اصبح امراً ميسوراً، ولم تعد عملية توثيق المعلومات تعتمد على المجهودات الفردية للصحفيين بل اصبحت مراكز المعلومات الصحفية التي هي الان ذاكرة كل الصحف العالمية، المصدر الاول لحفظ المعلومات ومن ثم العودة اليها.
لنجعل الدقة في كل المعلومات، والمعلومات الرقمية على وجه الخصوص واجبة على جميع الصحفيين مراسلين ومندوبين وقبل ذلك على من يقدمها للصحافة من المسؤولين في كل القطاعات .
|
|
|
|
|