| عزيزتـي الجزيرة
تعوّد البعض على الإكثار من النقد والهجوم غير المبرر على عدد من الإدارات الخدمية بالدولة، فأصبحت هذه الإدارات هدفاً دائماً لانتقاداتهم وهجومهم وفي معظم الأحوال يكون ذلك من غير أي مبرر، ويمتد هذا النقد غير البناء في معظمه من وسائل الإعلام إلى مجالسهم الخاصة، فهذه الإدارات أصبحت مادة دسمة ومطية يعلق عليها هؤلاء البعض كل إخفاق أو خطأ، ويخيل إلى كل من يقرأ أو يسمع حديث هؤلاء أن أي مشكلة بين زوجين لابد أن يكون لهذه الادارات أو إحداها على الأقل دور فيها، والغريب في أمر هؤلاء أنهم يتحدثون بلهجة العارف ببواطن الأمور والخبير في كل الشؤون ولغة الحريص على شؤون العباد، والحقيقة عكس ذلك.
والدفاع المدني إحدى هذه الإدارات التي تتعرض باستمرار للنقد والهجوم من هؤلاء فهو من تلك الإدارات التي تتلقى القسم الأكبر من الذم والتجريح في رجاله والقائمين عليه.
وهنا لانود القول ولا يستطيع حتى رجال الدفاع المدني ادعاء الكمال فالكمال لله وحده، ولا نستطيع القول ان الدفاع المدني هو هيئة فوق النقد أو خالٍ ومبرأ من كل نقص، لكن الدفاع المدني وما قدمه رجاله من تضحيات وما يبذلونه من جهود مقدرة لايستحق منا ومن الجميع إلا الإشادة والتكريم والتشجيع علي بذل المزيد. الدفاع المدني لمن لايعلم ولا يريد أن يعترف إدارة مناط بها مواجهة الكوارث والحوادث كبيرها وصغيرها وكذلك الوقاية منها وإنقاذ المتضرر وممتلكاته، أي أنهم مسؤولون عن حماية أرواحنا وممتلكاتنا بعون الله في حالات الشدة والكوارث.
فرجال الدفاع المدني نجدهم معنا في جميع الحوادث فهم يهبون لإنقاذ أي فرد من أفراد المجتمع في حال تعرضه لخطر ما فهؤلاء الأصدقاء أعني رجال الدفاع المدني نجدهم عند الحريق ونجدهم عند الشخص العالق ونجدهم يحملون آلياتهم ومعداتهم عند حدوث الفيضان والأمطار والسيول وعند انهيار المباني وهم موجودون وقت الزلازل وكذلك مواجهة الحرائق وما أصعب مواجهة النار كفانا الله وإياكم شر ذلك، فرجال الدفاع المدني يقومون بمواجهة أخطر المواقف ويقدمون أغلى التضحيات، وكم من رجال في الدفاع المدني استشهدوا خلال أداء واجبهم وكم منهم من تعرض للإصابة الجسيمة، فهل يستحق هؤلاء التقليل من شأنهم من جانب هؤلاء البعض الذين ذكرناهم في مقدمة هذا الحديث.يا هؤلاء كل الإدارات الخدمية وغير الخدمية تتحرك لأداء واجبها والقيام بوظيفتها وتكون سرعة حركتها حسب توفر إمكاناتها وحسب ظروفها وظروف الحالة والخدمة المطلوبة، وفي معظم الأحوال لاتتحرك إلا بعد توجيهات من المسؤولين بشرط توفر الإمكانات.
أما رجال الدفاع المدني فإذا تلقوا بلاغاً من أي شخص يتحركون لمواجهة الموقف دون استئذان من أحد، فهم يقتحمون مكان الحادث حتى وان كان داخل مطبخ صغير في أحد المنازل، وهم يهبون حتى لو كان البلاغ من طفل صغير، وأحياناً كثيرة يتلقون بلاغات كاذبة، ولم نسمعهم يرفعون أصواتهم بالشكوى والتذمر.لهذا فإدارة الدفاع المدني ورجالها يستحقون الإشادة لا التقريع والنقد الهدام، لكن السؤال الذي يجب ان نطرحه هو لماذا كل هذا الهجوم والنقد على إدارة الدفاع المدني؟ الإجابة في نظري لان من يهاجم الدفاع وغيرها من الإدارات الخدمية الناجحة فهو إما انه لديه ضبابية في الرؤية أو هو من ممتهني النقد والتجريح بمناسبة وبدون مناسبة ،من هنا ندعو رجال الدفاع المدني والقائمين عليه ألا يلتفتوا لمثل هؤلاء فهم محل التقدير والإشادة باعتبارهم فصيلاً وطنياً متقدماً لأداء واجباته تجاه مجتمعه ووطنه بتجرد ونكران الذات.
وعلى أصحاب الكلمة الصادقة والصادحين بالحق ان يتولوا الرد على هؤلاء وعليهم يقع واجب الدفاع عن الدفاع المدني وغيره من الإدارات التي تعمل دون ضجيج لان صمتهم في ظل استمرار أولئك المتشدقين في نقدهم وهجومهم من الممكن ان يترك آثاراً سيئة على العاملين بهذه الإدارات ويمنحهم إحساساً بالظلم ويصيبهم بالإحباط مما ينعكس على أدائهم.
لكن هذا لا يمنع ان نقدم لهم التوجيه والعمل على لفت نظرهم إلى كل تقصير.
وفي الجانب الآخر على إدارة الدفاع المدني وغيرها من الإدارات ان تعمل على الاتصال والتواصل مع وسائل الإعلام حتى يتسنى لها عكس وإبراز جهودها وتضحيات افرادها وتعريف الناس بدورها وأهميته، وكذلك يجب عليها التركيز على الإعلام في مجال توعية الناس بكيفية الوقاية من وقوع الحوادث ومنعها وكيفية التصرف عند وقوع الحادث والبعد عن المخاطر، وغير هذا من مجالات التوعية المطلوبة.
بل المطلوب من القائمين على أمر الدفاع المدني تطوير إدارة للإعلام والعلاقات العامة ودعمها بكافة الاحتياجات حتى تتمكن من القيام بدورها المنشود.
سعود الشيباني
|
|
|
|
|