|
| مقـالات
أحسنت حكومة طالبان صنعاً اذ لم تلتفت الى الذين هرولوا مطالبين بوقف تحطيم تمثالي «بوذا»، ومضت في أداء مهمتها حتى النهاية بعد ان رمت بالقفاز في وجه المفاوضين، متحدية ان تصدر فتوى شرعية «بالاجماع» تبرر الابقاء على التمثالين . وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» قد اعتبرت ما تقوم به الحكومة الأفغانية «جريمة» ضد تراث الشعب الأفغاني وضد الثقافة الانسانية بشكل عام، واستطاعت مع الأسف ان تجيش العديد من الشخصيات والأقلام والمنابر الاعلامية «الاسلامية» لتبني وجهة نظرها والضغط على صاحب قرار الإزالة للتراجع عنه، وترسخت حجج فريق المدافعين «مجاملة» للمنظمة الدولية او «تسييساً» للرأي في ان «بوذا» لم يكن الا رجلا صالحا في قومه وانه ليس بإله يعبد ولا نبي يتبع، وهو ادعاء فاسد ومردود لأن البوذية عقيدة لم يزل لها على الأرض اتباع وان لم يكونوا من أهل المنطقة الجغرافية الموجود بها التمثالان .. والا فلماذا اقيم لبوذا أضخم تمثالين في العالم «36ر55 مترا»؟!
والمسلمون «الحقيقيون» في بقاع الأرض مندهشون لا لتحطيم التمثالين بالطبع ولكن لأن واحدة من منظمات الأمم المتحدة تبنت الوقوف «ببسالة» في وجه تكسير الأصنام، بل واستعدت العالم على هذا الفعل وناشدت الرؤساء والعلماء ان يوقفوه، بينما لم تتخذ الأمم المتحدة ومنظماتها حتى الآن اجراء «جادا» للوقوف في وجه تكسير عظام الأبرياء من البشر في فلسطين والشيشان وكوسوفو وغيرها بل انها لا تزال تؤيد المناداة بوقف انتفاضة «المقهورين» قبل حماية دمائهم واعراضهم ولقمة عيشهم!!!
وليس هذا بجديد، اولا لأننا تعودنا سياسة الكيل بمكيالين دون رد فعل مناسب لوقف هذا الظلم البين، وثانيا لأنه ربما تكون من وظائف المنشأة الأممية تفعيل منهج العولمة بالسعي الى طمس الهويات والخصوصيات الانسانية والعقيدة أهمها، لكن وجه الغرابة ان يهرع نفر منا لمناصرة الباطل بعزم شديد في الوقت الذي لم يفعلوا فيه شيئا حقيقيا موثرا لنصرة اخوة لهم في الدين والوطن الكبير.
واني وغيري كثير بلا شك لننظر بمزيد من الهلع الى البلاءات الشائعة الآن على الأرض من الحوادث البشعة للطائرات والقطارات والسيارات، والزلازل الشديدة المتواترة، والفيضانات الكثيرة المدمرة، وامراض الماشية التي تفشت في مصدر غذائي هام للانسان من لحوم الأبقار والأغنام.. أفيكون هذا الا انذار إلهيا لبني البشر وقد ساد بينهم الباطل واحتمى بقوة غاشمة، بينما لا يجد الحق من يناصره؟!!
|
|
|
|
|
