| مقـالات
ما دام أن اسمه الضمير.. فلا شك انه لا يعلم مدى إخلاصه من عدمه.
ولا يمكن ان يدرك إنسان ماذا يخبئ هذا الضمير. وما ينوي صاحبه فعله.. والناس يضحكون في الوجه. لكنك لا تعلم ماذا سيكون بعد هذا الضحك حتى قريبك الذي يتظاهر بحبك.. قد تجده يوما ما قد أطلق لسانه ضدك.
وزميل دراستك الذي عشت معه أحلى أيام الشباب لا يأنف.. هذا الضمير لديه ان ينشر غسيل صباك..
والذين يؤتمنون على مصالح الأمم.. تجد كلامهم معسولا.. يوحي بالصدق والأمانة.. لكن لا بد يوما من الأيام ان يجد الناس في الستار الذي يدعون أنهم يحتمون به من الزلل والحنث. يجدون فيه بعض الثقوب.. والضمير.. قد تغلبه العاطفة..
فيتقدم في الامتحان القليل في كسبه المعرفي لأن المشرف عليه.. يعرفه جيدا ويعرف أصله وفصله.. كما يقال علماً ان أصل الآدميين منذ خلقهم الله هو التراب. لكن لا بد وأن تجد في الناس من يعيش عيشة جاهلية. فيفرق بين الناس ..
ويرى انه شيء آخر وانه خلق من طينة أخرى.. ألم يقل إبليس.. إنه خلق من نار وآدم خلق من طين فكيف يسجد له؟! لقد تكبر الملعون.. فطرده الله من رحمته. ولو كان عند بعض من يفرق بين الناس شيء من الضمير الحي. لما نهجوا نهج إبليس..
والمجتمعات على اختلاف أنواعها وألوانها تجد فيها ومنها سوء التصرف وسوء التدبير.. فرئيس دولة عظمى كأمريكا مثلاً لا يقلل من قيمته أن يضاجع موظفة في البيت الأبيض..
لكن ان يتقبل هدية من أحد الكبار لديهم.. فهذا قد يهز مركزه. ويحيله للتساؤل.. أليس هذا تناقضا يخص الضمير.. سبحان الله. البشر يحاولون تكييف القيم والمثل الحسنة.. حسب رغباتهم وأهوائهم.. ومن أضل ممن قاده هواه فأورده المهالك..
الضمير.. مضغة.. إذا فسدت فسد العمل كله. وإذا صلحت صلح العمل كله. والإنسان ميزان صلاحه وفساده هذه المضغة.
ومن الناس من تسهَّل له الإجراءات..
عند المراجعة لأي دائرة حكومية.. أو مستشفى حكومي. أو حتى إنجاز صك.. لكن بعضهم يظل تحت وطأة هذا الضمير إلى ان يقيض الله له.. واحدا ممن ضمائرهم فعلا حية. فالضمير..
يحيا ويموت.. تراه حيا وهو ميت وترى من تصرفه المعوج الموت يمشي في ركابه.. حتى أتفه الأمور تخضع لحياة هذا الضمير وموته.. والله لو ظل هذا الضمير حيا.. لكان فعلا للحياة طعم..
لأن الحياة بدون طعم لا تسمى حياة..
فمتى يصحو الضمير.. هذا؟ متى؟؟
|
|
|
|
|