| مقـالات
الأحقاف هي الاسم القديم لحضرموت، وفيها عاش قوم عاد الذين ذكرهم القرآن الكريم بقوله في سورة الأحقاف «واذكر أخا عاد اذ أنذر قومه بالأحقاف» وشاع اسم حضرموت وغلب على الأحقاف حتى جاء ثلة من أهل الخير فأنشأوا في مدينة «المكلا» جامعة أهلية سموها «جامعة الأحقاف» واتخذوا لها شعار مئذنة مسجد «الكاف» في مدينة «تريم» التي تضم مكتبة فيها آلاف المخطوطات وسميت أيضاً مكتبة «الأحقاف» وقد حفظ الله بها مخطوطات حضرموت من عبث الشيوعيين إبان حكمهم لحضرموت واعلانهم الثورة الثقافية بإتلاف جميع الكتب التراثية.
هيأ الله لي في 20/2/1421ه زيارة حضرموت بدعوة من مجلس أمناء جامعة الأحقاف لحضور حفل تخرج الدفعة الأولى من كلية الشريعة بمدينة «تريم» وقد كانت هذه الزيارة فرصة لي لرؤية جزء من البلاد العربية وسأكتب عن تلك الرحلة، وما فيها من مشاهدات وانطباعات في غير هذا المكان لعدم سعة المساحة.
جامعة الأحقاف جامعة أهلية خيرية أسسها ثلة من أهل الخير من المملكة والكويت وحضرموت، وأقاموا قواعدها على أسس من قواعد الدين القويم والأخلاق العربية الكريمة بهدف تيسير التعليم الجامعي لأبناء وبنات حضرموت الذين حرموا من التعليم بعامة والشرعي بخاصة فترة طويلة من الزمن مع اتاحة الفرصة لأبناء اليمن في المهاجر الذين لا تتوافر لهم فرص التعليم وفتح المجال لطلاب العالم الاسلامي وبخاصة في افريقيا ودول وسط آسيا المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفيتي وأبناء الجاليات الاسلامية في الغرب.
ويتولى مجلس أمناء الجامعة المكون من «11» عضواً توجيه السياسة العامة للجامعة وسياسة التمويل ثم يليه مجلس الجامعة الذي يقوم بتسيير كل شؤونها التنفيذية تعليمية ومالية وادارية وللجامعة شطران أحدهما في مدينة «تريم» التاريخية ويشمل كلية الشريعة ومعهد الحداد للعلوم الشرعية. أما الشطر الآخر ففي «المكلا» ويضم كلية العلوم، وكلية الادارة والاقتصاد، وكلية البنات، وكلية الطب، وكلية هندسة الحاسب الآلي وكلية الدراسات العليا وهناك كليات أخرى تحت الانشاء.
وتدرس طالبات كليات البنات في مبنى خاص بالبنات بعيداً عن الاختلاط المنافي للقيم الدينية والأخلاق العربية، وقد رأيت أثناء زيارتي لهذه الكلية من احتشام الطالبات فيها ما ينبغي ان يكون أسوة حسنة للتعليم النسائي الذي يتيح فرص العلم بعيداً عن تحطيم القيم من أجل التعليم، وفي هذه الكلية أقسام للحاسب الآلي والدراسات الاسلامية واللغة العربية والتدبير المنزلي مع عناية خاصة باعداد الطالبة لوظيفتها الأساسية أماً وربة بيت.
وأكثر الكليات في مبان مستأجرة،
ولكن هناك تصاميم لمشروع البدء في انشاء مباني الكليات في المكلا وتريم على مساحات شاسعة من الأراضي بما في ذلك انشاء مستشفى جامعي لكلية الطب وهو مشروع عملاق سينقل الجامعة نقلة كبيرة.
وتقوم الجامعة على تقاضي رسوم من الطلبة تتراوح بين ألفي دولار للكليات النظرية وأربعة آلاف دولار للكليات العلمية وعلى عوائد أوقافها وما يقدمه المتبرعون لإنشاء المباني أو كفالة طالب بدفع رسوم دراسية أو التبرعات العامة من أهل الخير، ويشرف على كل ذلك مجلس الأمناء،
والجامعة نموذج ناجح لتوظيف المال من باذليه في سبيل محاربة الأمية والجهل والتخلف.
* للتواصل ص. ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
|
|
|
|
|