| الثقافية
تحاور «فاطمة بنت السراة» الذاكرة الشعبية لتطرح رؤيتها، ولتحاول رسم طريق لنفسها، منذ أول اصداراتها «ستة أقدام صغيرة» في 1415ه حيث ترسم عبرها صورها المشهدية والسردية ذات المنحنى البنيوي على كل ما هو نسق في العقلانية، في وحدة مادية تتكىء على مرافىء الذاكرة، لتكتب عبرها دلالات فنية تعبيرية تختلط مع قيم المحلية باتجاه قضايا العصر، في أسرار حكايا «مهى وريم وأروى» وألسن خرساء. إن قلق الشخصيات في لغة »فاطمة بنت السراة» السردية يظهر جليا في «لا يدق» حيث تعتلي الجراح على الكلام فلا يعود إلا صمت كثيف، ورغبة دفينة في البوح، تحاول من خلالها القاصة أن تعرض صورا متتالية من تجربة المعاناة البشرية في حوار يشرق من خلاله وهج الحلم وصوت شفاف يدعو للأمل.
وتحضر الملحمة المحلية طاغية عبر مشهدية بصرية في روايتها «صالح النجدي وزهراء الجنوبية» حيث المرأة وايقاعات المعنى في دلالات وعلاقات سردية متشاكبة. ومع «الرجاء التزام الوقار» يأتي قلق الأسئلة في «حكايات طويلة» زادها التحليل والتبسيط والتوصيف والرفض، يمتلىء النص هنا بالأحداث والأقدار والفضاءات المفتوحة على تراكم الأسئلة والوعي. وفي «خطوات نحو الشمس» تقدم «فاطمة بنت السراة» تجربة روائية هي أشد حضورا، عندما تطرح قضية «الخلاف والاختلاف»، وفي مجموع توظيفي يركض باتجاه مصداقية العدالة الانسانية تأتي «عندما تهمهم القطط» سرد تسكنه التجربة والخيبة ومفاجآت القادم المجهول المتوشح بالأسئلة مرة أخرى.
هذه الأعمال الابداعية الستة، تحفل بالموهبة والخبرة والقوة، تقتحم بها «فاطمة بنت السراة» في حضور طاغ، ساحة الرواية المحلية عبر سرد واقعي يدلف الى عمق العقد والمعاناة، يحرر الوعي ويفك أسر الاستفهام والسؤال في صور ومشاهد تعبيرية تشكيلية، لونتها القاصة بألوان تضج بها المدينة والقرية والبشر المشوبون بالأوجاع والآمال والانتظار، «فاطمة بنت السراة» اسم يؤسس مكانة خاصة، وموقعا يسكنه الابداع في التجربة المحلية النسائية في مجال القصة والرواية.
|
|
|
|
|