| عزيزتـي الجزيرة
لن أبدأ مقالتي بكيل عبارات المدح والثناء كما يفعل الجميع فذلك إن فعلته أو فعله غيري لا يكفي يمين الله، فقد كنت هذا العام أنسى نفسي فأقف مذهولاً هنيهات وأنا أرى الآلاف من مختلف القطاعات في كل أجهزة الدولة يسعون هنا وهناك وفق خطط محكمة ومدروسة لمباشرة اختصاصاتهم والقيام بمهامهم وواجباتهم بكل جد وهمة وإخلاص في أجواء أقل ما يقال عنها أنها تشكل مناسبة انعدم مثيلها ونظيرها في أرجاء العالم بأسره، ففي مثل هذه الظروف يندر أن تستطيع دولة أن تقوم بهذه الإنجازات وأن تهيىء لمثل هذه الجموع «بالملايين» في هذا الحيز الصغير كل هذه الخدمات في مثل هذا الوقت الضيق بنفس المستوى لكل منهم، بل لابد ان يكون هناك نقص، ولكن ولله الحمد تضافرت أيدي رجال من أبناء هذه البلاد فحققت على مر السنين والأعوام معجزات لا يملك من يكتب التاريخ أو يعاصره، إلا أن يسطر ذلك بأحرف من ياقوت ونور وجوهر.
فواجب على كل حاج ومتمتع بهذه الخدمات أن يحافظ عليها وأن يراعي حقوق الله في أدواتها، فلا يسيء استخدامها ولا يعمد إلى تخريبها فإنما وضعت لخدمته هو واخوانه من المسلمين اجمعين، وان يحث غيره على ذلك، وان يضرب أروع الأمثلة على المسلم الحقيقي ليقبل عمله ويشكر سعيه ويشارك في الاجر والمثوبة في المحافظة على مقدرات سخرت للتيسير عليه وعلى إخوانه من الحجيج.
ونحمد الله عز وجل أولاً وآخراً أن يسر لنا في هذه البلاد حكومة راشدة تتخذ من شرع الله نبراساً ومنهجاً، تعرف حقوق الأمة، وأن يجعل من أبناء «عبدالعزيز بن عبدالرحمن» هذا الرجل العظيم الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء خير خلف لوالدهم الذي ما انفك يوصي أبناءه بعقيدتهم حتى آخر أيام حياته - رحمه الله - رحمة واسعة، وحفظ لنا بلادنا وحكامنا من هذه الأسرة الكريمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذين يشاركون شعبهم نبضهم وأحاسيسهم ومشاعرهم بل ويتفاعلون مع كل شعوب الأمة الإسلامية فوق كل أرض، وتحت كل سماء.
بدر بن ناصر الشهري
عضو لجنة استقبال ضيوف خادم الحرمين الشريفين من آسيا لحج عام 1421ه
تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|