| تحقيقات
*
* تحقيق/ داود الجميل:
كانت الفكرة السائدة لدى الغالبية العظمى من افراد مجتمعنا خلال سنوات مضت عدم قبول السعودي والشباب على وجه الخصوص لأي اعمال حرفية او مهنية ولا يمكن ان يتصور احد نفسه وقد دخل هذا المجال سواء في الدراسة او الممارسة الطبيعية لمثل هذه المهن التي يرى الاغلبية انها من اختصاص الآخرين. ولكن في السنوات الاخيرة تغيرت هذه الفكرة وتلك النظرة لهذه الاعمال وبدأ الشباب السعودي في الانخراط في سلك التعليم في مجال هذه المهن، واليوم نشاهد الكثير من شبابنا ولله الحمد وقد انخرطوا في الدراسة في المعاهد المتخصصة بتخريج مؤهلين في هذا المجال وكلهم أمل وطموح في خدمة بلدهم في مهن كانت محصورة على الآخرين وأظهروا بفضل الله وكرمه نجاحاً ملحوظاً في حياتهم العملية والعلمية... ومن هذا المنطلق قامت الجزيرة بزيارة للمعهد الثانوي الفني «تجاري ، صناعي» في محافظة الزلفي هذا الصرح العلمي الجديد الذي حظيت به المحافظة اسوة بغيرها من محافظات المملكة والذي لقي منذ افتتاحه اقبالاً منقطع النظير من الشباب السعودي الذين كانوا ينتظرون هذه الفرصة من ابناء المحافظة وغيرها واستطلعت آراء عدد من الطلبة حول انطباعهم وهم يدخلون في هذا المجال الجديد في حياتهم «والمستغرب في نظر البعض» وأهم المعوقات التي تعترض مسيرتهم ونظرتهم للمستقبل الذي ينتظرهم بعد التخرج. كما التقينا مدير المعهد المهندس/ خالد بن عبداللله العليوي وعدد من المعلمين وخرجنا بالتحقيق التالي:
دوافع التوجه للتخصص
حول الدوافع التي دفعت اولئك الطلبة للانخراط في احد قسمي المعهد وهما قسم «الكهرباء» وقسم «السيارات» والقسم الجديد «التجاري» يقول الطالب فهد بن عبدالمحسن الفهيد «قسم السيارات» ان ما دفعني لدخول هذا المجال قناعتي التامة في هذا التخصص بانه علم نظري وعملي وانه تطوير للمجتمع وتقدمه بحيث يعتمد بعد الله على سواعد ابنائه بابداعاتهم في العمل المهني. ويقول الطالب : فيصل بن علي المخاوي ان هوايتي لهذا العمل منذ الصغر دفعتني للاتجاه لهذا المجال وحبي الشديد لهذه الصنعة ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم حثنا عليها بقوله «صنعة باليد أمان من الفقر» او كما قال عليه الصلاة والسلام وحتي اخدم نفسي ووطني الغالي. اما الطالب/ محمد بن احمد المسلم فيقول : هناك رغبة ملحة عندي لهذا المجال ولقناعتي بمستقبل مضيء باذن الله ويوافقهم الطالبان سليمان بن عيسى الهويشل وسلطان بن محمد المطير ويضيفان: اننا نرغب ان نكون يداً عاملة ونافعة في مجتمعنا ونمتثل قوله تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم.. وحتى يتم الاستغناء عن الايدي العاملة الوافدة في مجال ميكانيكا السيارات. ويؤكد الطالب مساعد بن علي العبدالقادر ان هناك قناعة تامة بندرة الايدي العاملة في بلادنا في هذا المجال والتي لا يمكن تغطيتها الا بالسعوديين وهذا من الدوافع التي تدفعنا للدراسة في هذا المجال بالاضافة لمواكبة السعودة وكذلك الحاجة الماسة لهذا التخصص في مختلف مجالات الحياة اليومية.
* وجاءت اجابات طلبة قسم الكهرباء بآراء تتفق كثيراً مع زملائهم طلبة قسم المركبات من حيث الدوافع التي دعتهم للالتحاق بتخصصاتهم حيث يقول الطالبان حمدان بن عبدالله الحمدان وبدر بن محمد السكران ان اهم الدوافع هي الرغبة في هذه المهنة والتجديد والابتكار فيها وسد حاجة الوطن في هذا المجال وانهاء بعض الاعمال الخاصة بنا فيما يحض تلك المهنة بانفسنا وعدم الاعتماد على الغير. اما الطالب عبدالعزيز نوار العتيبي فيرجع ذلك لرغبته الشديدة في مزاولة العمل المهني الميداني والاستفادة من المعلومات التي لديه في هذا المجال مع استغلال هذه المهنة لإصلاح ما يحتاجه هو شخصياً بنفسه ويقول الطالب/ متعب بن عبدالله الخضيري: ان الكهرباء هامة جداً في حياتنا المعيشية والعملية في الوقت الحاضر واحب العمل في هذه المهنة التي لا نستغني عنها اليوم ولان اي اختراعات جديدة في المستقبل لا بد ان تستمد طاقاتها من الكهرباء ولهذا فالكهرباء هي الماضي والحاضر والمستقبل، ويوافقه الرأي الطالب/ احمد بن عبدالعزيز العبدالله ويضيف ان تشجيع الاهل كان له دور ايضاً في اختياري هذا المجال واطالب بتشجيع الشباب السعودي ووضع الحوافز لهم للالتحاق بمثل هذه التخصصات.
* اما طلبة القسم التجاري فلم تذهب آراؤهم بعيداً عن آراء زملائهم طلاب قسم «المركبات والكهرباء» اذ يقول الطالب/ احمد بن حمدان الجريسي ان اهم الدوافع خدمة الوطن العزيز والرغبة في اكمال مراحل التعليم في هذا المجال للحصول على مستقبل افضل عند مواصلة الدراسة. اما الطالب/ حمود بن سلطان التركي فيقول ان ميولي الى التخصصات العملية في المجال التجاري دفعتني للالتحاق بهذا القسم بجانب الرغبة في الحصول على مؤهل متخصص يفيدني في حياتي الخاصة والعامة بالاضافة الى تجنب المعاناة التي يلاقيها خريج الثانوية العامة من حيث القبول في الجامعات وغيرها. بينما أوضح الطالب/ بندر بن ناصر العصيمي ان مادفعه لهذا الاتجاه رغبته في مساعدة والده في المحل التجاري الذي يملكه بعد التخرج بإذن الله حتى يرتاح بعد ان امضى سنوات طويلة يكد ويكدح من اجلنا وأرد بعض الجميل له.
وحتى اكتسب المعلومات التي تعينني بعد الله على الدخول في المجال التجاري من خلال الدراسة في هذا القسم. اما الطالب فهد بن عبيد المطيري فيقول: الدوافع التي دفعتني لدخول هذا التخصص هي الرغبة الملحة لدي لكي اتعرف على التخصصات التجارية بما فيها الاعمال السكرتارية والمحاسبة في مجال الاعمال التجارية او الادارية وحتى يكون كل منا ملماً وعارفاً في مجال عمله بالصورة المطلوبة التي تسهل مهمته وتساهم في نجاحه في مجال عمله.
نظرة للمستقبل
ينظر اغلب الطلبة في المعهد للمستقبل بنظرة كلها تفاؤل بمستقبل مشرق باذن الله اذ يقول الطالب/ احمد العبدالله اننا يحدونا الامل بعد توفيق الله بمستقبل زاهر في حياتنا سواء اثناء الدراسة او بعد التخرج وندعو الله ان يوفقنا وزملاءنا في تحقيق ما نصبو اليه ولكل منا طموحه والمستقبل يدعونا للتفاؤل. ويؤيده الطالب عبدالعزيز العتيبي والذي يتمنى اضافة تخصصات اخرى مثل الالكترونيات والميكانيكا العامة وتشجيع الطلبة بالحوافز .
ويقول الطالب متعب الخضيري نحن ننظر لمستقبل بلدنا الحبيب المملكة العربية السعودية فمستقبل هذا البلد هو مستقبلنا نحن الاجيال القادمة فهنا نهضة صناعية وتقدم علمي وتكنولوجي والآن المصانع والشركات السعودية ولله الحمد في كل مكان والسعودة قادمة في التخصصات الفنية والعلمية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حكومتنا الرشيدة اعزها الله وأدامها وهذا سر تفاؤلنا.
ويضيف الطالب «بدر السكران» ان وجود مجالات مختلفة يمكن للطالب استغلالها بعد التخرج تساهم في طموحنا وتفاؤلنا بهذا المعهد وتخصصاته ومؤهلاته باذن الله ويقول الطالب/ حمدان الحمدان: ان طموحي لا يقف عند حد معين ولكني اتمنى ان اكون معلماً في مجال تخصصي
اعلّم الاجيال القادمة مثل هذه المعاهد الشريفة.
اما الطالبان/ محمد المسلم وفيصل المخاوي فيؤكدان ان لهذا المعهد مستقبلا واعدا ومشرقا من حيث خدمة الوطن وحاجته لمثل هذه الخدمات والمعهد يؤهلنا ان شاء الله لذلك.. اما الطالب/ فهد الفهيد فيقول ان الاتجاه المستقبلي في اسواق العمل تتجه نحو الاعمال المهنية وبالنسبة لطالب المعهد فإن انتشار المعاهد في المملكة والمدرسين الاكفاء ذوي الخبرة يساعد الطالب على الاستمرار والانتساب للمعاهد الصناعية لتعدد المجالات امامه حيث ان الخريج يجد المستقبل امامه مفتوحا للعمل المهني حيث السوق يتطلب فنيين وخبراء في هذا المجال وباستطاعة الخريج انشاء مركز لصيانة السيارات وتطويرها. ويضيف الطالب سلطان المطير: ان مستقبل الطالب في مثل هذا المعهد مستقبل مشرق وباهر ان شاء الله من الناحية التشجيعية من الجهات المختصة وذلك بفتح مجال الاعمال المهنية امام ابناء هذا الوطن الغالي وايجاد الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص وتشجيع الخريج بافتتاح مجمع صناعي.
أما الطالب «مساعد العبدالقادر» فيقول انظر لطالب المعهد بنظرة تفاؤلية لمستقبل مشرق ومزدهر باذن الله للمواطن وللوطن وللشاب الطموح ومن ناحية طموحنا فهو العمل على خدمة ورفعة هذا الوطن العزيز ودفع عجلة التقدم والتنمية نحو الامام بتكاتف الجميع. ويضيف الطالب / سليمان الهويشل: ان كل طالب لديه العزيمة والاصرار من اجل تحقيق اي هدف يصبو اليه فإنه سيحقق ان شاء الله وهذا ما ينطبق علينا طلبة المعهد وبعد التخرج يكتسب كل طالب مهارات جيدة في مجال تخصصه تؤهله للخدمة في مجاله، ولا يختلف طلبة القسم التجاري في آرائهم عن زملائهم في قسمي الميكانيكا والكهرباء فيما يخص نظرتهم للدراسة في المعهد ومستقبلها والطموح الذي يحدوهم للمستقبل.
يقول الطالب / حمود التركي: مستقبل خريج المعهد مشرق باذن الله نظرا لأهمية التخصصات التي يخرجها المعهد والحاجة اليها في القطاعين العام والخاص ونطمح «كطلبة» في ضمان مواصلة الدراسة بعد الدبلوم بالكليات المتخصصة للحصول على البكالوريوس ومنحنا الاولوية بالنظر لتخصصاتنا ويرى الطالب/ احمد الجريسي: ان المعهد مؤسسة علمية تشكر عليها حكومتنا الرشيدة ممثلة بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وخطوة مباركة في توجيه الشباب وتنمية مواهب الطالب العلمية والفنية، ويشاطره الرأي الطالب / بندر العصيمي والذي يقول : ان المعهد فرصة للشاب السعودي الطموح لدخول مجال جديد في حياته، ويقول الطالب/ فهد المطيري : ان خريج المعهد سيساهم في خدمة اقتصاد بلده بدلاً من الاجانب والمستقبل اليوم لخريجي مثل هذه التخصصات بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.
آراء في المؤهلات والحوافز
تباينت آراء طلبة المعهد في اقسامه الثلاثة فيما يتعلق بالمعهد كمؤسسة تربوية تعليمية من حيث مدة الدراسة والتخصصات ومؤهل الخريج والحوافز التي يلقاها اثناء دراسته:
يقول الطالب محمد المسلم: اعتقد ان مدة الدراسة ثلاث سنوات يقضيها الطالب في المعهد متلقياً العلوم ومطبقاً لها في تخصصه لا بأس بها كصيانة فقط وبالنسبة للتخصصات فهي محدودة جداً فقد يضطر الطالب للالتحاق باحدها رغم مخالفتها لميوله اما الحوافز فهي كثيرة منحتها الدولة لطلاب هذه المعاهد منها المكافأة الشهرية والتميز الوظيفي ومنها قروض تمنح لمن يريد العمل من خريجي المعاهد وهذه كلها عوامل مشجعة ويؤيده في هذا الرأي الطالبان فيصل المخاوي وسلطان المطير ويرى الطالب فهد الفهيد نفس الرأي من حيث مدة الدراسة ويطالب بزيادة التخصصات لتطوير خبرة الطالب وكفاءته، وفيما يتعلق بالمؤهل العلمي فيأمل ان تتاح الفرصة للخريجين الاوائل بالانتساب الى كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية.
ويقول الطالب / العبدالقادر مدة الدراسة مناسبة تماماً لفترة التعلم العلمي والنظري مقارنة بسن الطالب التي وصل اليها عند التحاقه بالمعهد ومن حيث التخصصات فلا بأس بها لانها من متطلبات العصر الحديث وقوام النهضة الحديثة وان كنت اتمنى وجود قسم الكترونيات وتفعيل منهج التكنولوجيا والعمل به لان الحياة تسير قدماً في خطط التكنولوجيا والمؤهل مناسب اذا قارناه بما حصل عليه الطالب من علم ومعرفة في دراسته اما المكافأة والحوافز فهي معقولة وتنم عن حرص المسؤولين في الدولة حفظهم الله على تهيئة المناخ المناسب والظروف الملائمة للتحصيل العلمي في هذا المجال. وأيد الطالب «الهويشل» زملاءه في الرأي من حيث مدة الدراسة والمؤهل والتخصصات في المعهد وكذلك من حيث الحوافز ويزيد على ذلك التشجيع المعنوي الذي يلقاه الطالب اثناء دراسته. ويتفق طلبة القسم التجاري «التركي الفهيد العصيمي الجريسي المطيري» مع زملائهم طلبة قسم المركبات «الميكانيكا» من حيث نظرتهم للمعهد سواء اثناء الدراسة او بعد التخرج وابدوا قناعتهم لمدة الدراسة والمؤهل الذي يحصلون عليه وكذلك المكافأة والحوافز التي تصرف لهم في دراستهم او بعد تخرجهم وعند التوظيف، اما طلبة قسم الكهرباء فلم يذهبوا بعيداً في آرائهم عن زملائهم ويضيف الطالب «الخضيري» ان الثلاث سنوات تمكن الطالب تماماً من ان يستوعب المنهج كاملاً خاصة في السنوات الاولى والمنهج يشمل اشياء هامة جداً نستخدمها ونحتاجها في حياتنا اليومية في المنزل وفي خارجه وفي المصنع والشركة وتعطي فرصة للابتكار والاختراع للموهوبين فيما يرى الطالب «الحمدان» ان التخصصات غير كافية لانشاء مستقبل كبير من حيث السعودة فحبذا توسيع هذا المجال لاتاحة الفرصة لاكبر عدد من ابناء هذا الوطن للدخول في هذه المجالات المتعددة ويضيف من حيث الحوافز مفضلاً تخصيص جائزة لأفضل طالب ولأحسن اختراع كل في مجال تخصصه.
الوظائف أهم العوائق
تكاد تتفق اجابات طلبة المعهد في اقسامه الثلاثة فيما يتعلق بأهم العوائق التي تواجه خريجي المعهد بعد تخرجهم منه والتي تركزت على محدودية فرص التوظيف امامهم اذ يقول الطالب / فهد الفهيد: ان اكثر العوائق التي تواجه الخريجين ايجاد العمل المناسب والذي يتلاءم مع طموحاتهم في تطبيق معلوماتهم العملية والعلمية لتطوير المهنة ويقترح الفهيد تأمين قروض للخريجين بحيث يستطيعون تطبييق افكارهم واختراعاتهم وابداعاتهم. ويقول الطالب/ مساعد العبدالقادر: ان العوائق تختلف باختلاف التخصص وفيما يخص تخصص «الكهرباء» فأهم عائق هو اشكالية الحصول على وظيفة فورية بعد التخرج ومعلوم ان التأخر في التعيين يؤثر سلبياً على عمل الطالب لابتعاده عن الجو العلمي والعملي وفقده حساسية التعامل مع الاجهزة الكهربائية بجانب ذلك كثرة الايدي العاملة الوافدة مما يقلل من فرص الحصول على عمل للخريجين وأرى ان تكون هناك توعية شاملة لاصحاب الشركات الخاصة بدورهم المهم في عملية السعودة والاكتفاء الذاتي بالشباب السعودي الطموح بالاضافة إلى إقامة صناديق اقراض للخريجين ذوي الطموح لانشاء ورش كهربائية خاصة بهم وان كانت موجودة فتفعيل دورها وتسهيل الحصول على القرض. ويرى كل من فيصل المخاوي وسلطان المطير ان العوائق قد تكون محدودة ويأملون ان تكون الفرص مناسبة لأعداد الخريجين.
ومن جانبه يؤكد الطالب «الهويشل» ان ذلك يختلف باختلاف موقع الخريج ففي المحافظات الصغيرة تكون الفرصة اقل منها في المدن الكبيرة ويقول ان التعامل مع كبريات الشركات والمؤسسات واصحاب رؤوس الاموال بفتح المجال امام شباب الوطن فان العوائق تزول باذن الله.
ويقول الطالب «احمد الجريسي» يواجه خريجو المعاهد الثانوية الفنية عدة عوائق من عدة جوانب من حيث التنسيق بين المؤسسات وتوفير المادة والاخذ بيد الخريج لتوفير العمل له ومنحه المدة الكافية لابراز مهاراته في العمل في مجال تخصصه ويؤكد الطالب «حمود التركي» ان مشكلة التوظيف هي اهم عائق يواجه خريجي المعاهد او الكليات الفنية ويشاطره الرأي زميله بندر العصيمي الذي يقترح ان يقترض الخريج مبلغاً ويفتح له ورشة حسب تخصصه.
اما الطالب فهد المطيري فيرى ان من العوائق عدم الثقة في الخريجين من لدن الشركات والمؤسسات التي تتوافق مع تخصصاتهم وعدم منحهم الفرصة وتجربة الكوادر الوطنية على انها قادرة على انجاز اعمال لا يقدر عليها العامل الوافد كما يجب على المعاهد التعاون مع الشركات والمؤسسات لفتح المجال امام طلابها ويطبق الطالب لدى المؤسسة او الشركة حتى يكتسب الخبرة، كذلك الاتفاق مع المصالح الحكومية التي تتوفر فيها مثل هذه التخصصات واحلال المواطنين مكان غير السعوديين. فيما يقول الطالب : احمد العبدالله ان تأخير وجود فرص التوظيف للخريجين من هذه المعاهد يساهم في تذمرهم وبالتالي ابتعادهم عن الدراسة بها. ويقول الطالب/ عبدالعزيز العتيبي: ان هناك عددا من العوائق تواجه الخريجين مثل قلة المجالات الصناعية التي تتيح الفرصة لشباب المعاهد وقلة العائد المادي لكثرة الايدي العاملة الاجنبية ويرى انه من الواجب على كل خريج الاعتماد على نفسه والبحث عن العمل في اي مكان داخل مدينته او خارجها ويطالب بالحد من استقدام العمالة الاجنبية في مثل هذه التخصصات وتشجيع الايدي العاملة السعودية عبر وسائل الاعلام والاهتمام بتوظيفهم. ويرى الطالب «الحمدان» ان نظرة المجتمع للشاب السعودي المؤهل في مثل هذه المجالات نظرة تختلف «مع الاسف» عن نظرتهم للاجنبي كذلك هناك الكثير من الشركات لا تعلن عن الوظائف الموجودة لديها من خلال وسائل الاعلام ويطالب بتكثيف الدعم الاعلامي لصالح شباب الوطن والمناداة باتاحة الفرصة لهم حتى يثبتوا جدارتهم وتوعية المجتمع. ان مستقبل الوطن ينبغي ان يكون بسواعد ابنائه الذين تربوا على ارضه ومن جهتهما لا يرى الطالبان عبدالله الخضيري وبدر السكران وجود عوائق امام الشباب السعودي المتخرج من المعاهد الفنية ويؤكد الطالب «الخضيري» ان خريج المعهد مطلوب فعلاً في اماكن كثيرة ويرى ان معظم تخصصات المعهد للحاضر والمستقبل.
آراء المسؤولين عن المعهد
ثم استطلعنا آراء المسؤولين والقائمين على المعهد من عدة جوانب منها ما يتعلق بالمعهد كمؤسسة تعليمية ودوره في تأهيل شباب الوطن في تخصصات معينة كانت حتى وقت قريب في شح من الكوادر الوطنية المؤهلة ومنها ما يتعلق بالشباب السعودي ومدى توجههم لمثل هذه المؤسسات التعليمية ونجاحهم فيها وما يناط بمعلم المعهد من مسؤوليات تجاه طلابه وترغيبهم في الاستمرار بالدراسة في هذا المعهد:
يقول مدير المعهد المهندس/ خالد بن عبدالله العليوي: ان المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني اخذت على عاتقها مسؤولية نشر مرافقها التعليمية في المجالات التي تدخل ضمن اختصاصها وذلك في كافة مدن ومحافظات بلادنا العزيزة بهدف اتاحة الفرصة امام اكبر عدد من ابناء الوطن للاستفادة من هذه المرافق والانخراط في التخصصات ونحوها مما هو داخل في اختصاص المؤسسة وتلبية لرغبات الكثير من شباب بلادنا ومن هنا جاءت فكرة افتتاح هذه المرفق التعليمي في محافظة الزلفي والذي واجه اقبالاً جيداً من شباب المحافظة والمحافظات المجاورة لها حيث ضم المعهد في بداية عهده قسمي السيارات والكهرباء ومن ثم تم افتتاح القسم التجاري الجديد والملاحظ ان الشباب السعودي وجد ضالته في البحث عن المجال المناسب ذلك لان مجال الدراسة في المعاهد الثانوية حدد مسار تخصص الطالب حسب ميوله ورغباته. فيما يتعلق بمستقبل خريج المعهد من حيث فرص العمل يقول العليوي: العمل الفني يختلف عن العمل المكتبي سواء من حيث الوقت او من حيث الجهد او المكان. فمن الشباب من يرغب في تحديد موقع العمل ووقته المحدد بفترة واحدة وكذلك الشباب المتخرج من المعاهد الفنية خاصة والخريج بشكل عام يحتاج الى وقفة كفاح لإثبات الجدارة وزرع الثقة خاصة لدى القطاع الخاص فمتى اثبت جدارته وجديته وحرصه فسوف يفرض وجوده وينال مبتغاه وكلما زادت خبراته مع مؤهله زادت العروض عليه.
ويؤكد المهندس/ العليوي فيما يخص موقف القطاع الخاص مع المعهد وطلابه بأنه موقف ايجابي جداً ومن واقع تعاونه مع المعهد في مجال التدريب فقد اتيحت الفرصة لهم للتعرف على المستوى الفني والعلمي لطلاب المعهد وكذلك اتيحت لهم فرص التدريب الفعلي والتعرف على جو العمل الحقيقي الذي يجعل كلا من الطرفين على علم بما هو مقدم عليه ونتج عن ذلك تقديم عروض وظيفية للمتدربين من الطلاب ولكن ما يتقاضاه الطالب من مرتب هو ما يحتاج الى دراسة. وحول العوائق التي تواجه طلاب المعهد اثناء الدراسة يقول مدير المعهد انه لا بد من وجود عوائق في هذه الحياة ومن العوائق ما هو اجتماعي او تعليمي ونسعى مع الزملاء في المعهد لتذليلها ولكن هناك عائق يواجه الشباب وهو تدني المستوى في المواد العلمية واللغة الانجليزية.
آراء المعلمين
وفيما يتعلق بتوجه الشباب السعودي نحو هذه التخصصات يقول الاستاذ/ فهد بن محمد الهويشان: ان شبابنا يكاد يكون معرضا عن هذه التخصصات عدا فئة قليلة منهم ويوزعهم الى قسمين: قسم انخرط في المجالين الفني والمهني رغبة في الحصول على المزايا التي تقدمها الدولة وفقها الله سعياً منها لاستقطاب الشباب السعودي اضافة الى انهم لديهم تصور بان دراستها اسهل من التعليم العام وهؤلاء يعتبرون عبئا على الاقتصاد الوطني. اما القسم الثاني وهم الذين تفتخر بهم الدولة فهم الذين انخرطوا في التعليم المهني والفني لرغبتهم الصادقة فيه وعدم الاعتماد على العمالة الاجنبية والتي تهدم اقتصاد الوطن من خلال مليارات الريالات التي يتم تحويلها للخارج.
اما الاستاذ سليمان بن محمد الصريخ فيرى ان الاقبال متزايد من شبابنا للدراسة في هذه التخصصات المهنية وبرغبة اكيدة لتعلم العديد من تقنيات هذا العصر والاعداد المتزايدة تؤكد هذه الرغبة وكما يعلم الجميع ان المجالات المهنية هي الركيزة الاساسية لهذا العصر. ويضيف الاستاذ / خالد بن عبدالعزيز النصار ان توجه شبابنا لهذه الاعمال ضرورة ملحة لحاجة البلد الماسة للسواعد الوطنية في هذا القطاع العام اذ من المعلوم ان الجزء الاكبر من تلك المليارات من الريالات التي يتم تحويلها سنوياً خارج البلاد انما هي من نتاج الاعمال المهنية عن طريق العمالة الوافدة واعتقد اننا بسواعد ابنائنا قادرون باذن الله على حماية اقتصادنا مع انني اعتقد ان توجه الشباب السعودي للانخراط في هذه المعاهد انما هو عائد لامور ثلاثة اما عدم توفيق بعض الطلبة في مواصلة دراستهم في التعليم لصعوبة بعض المواد التي تواجههم كالرياضيات مثلاً واما لوجود مكافأة تصرف لطلاب هذه المعاهد تشجيعاً لهم من المؤسسة وتحفيزاً لهم واما ان يكون لرغبة اكيدة لدى البعض وهم قلة لدراسة هذه التخصصات وخوض غمارها واكتساب الخبرة فيها.
فيما يرى الاستاذ/ حمد الكريشان ان توجه الشباب لهذه المعاهد يعتمد على عدة حالات اما الحالة المادية او الحالة الاجتماعية او تأثير الاصدقاء او رأي الاقارب وذوي الخبرة السابقة واما ان يكون بدافع الميول.
من جانبه يؤكد الاستاذ/ خالد بن موسى الجهني ان بعض الطلبة يبحث عن اختصار الطريق للحصول على العمل ومن هنا نجد هذا التوجه من الشباب ويوافق الجهني زميله «النصار» من حيث تأثير الرغبة لتعلم هذه المهنة او البحث عن المكافأة او عدم محالفة التوفيق له في الدراسة في التعليم العام في توجهه لهذه التخصصات. ويقول الاستاذ/ يوسف بن فوزان الفوزان: ان توجه الشباب في وطننا العزيز لهذه المؤسسات التعليمية جيد ولله الحمد خصوصاً التخصصات الدقيقة مثل الاكترونيات وهذا التوجه في الحقيقة يكون لرغبة خاصة عند بعض الطلاب الذين لديهم مهارات وميول فنية مسبقة والبعض الآخر من الذين يكون عندهم رغبة في حب العمل الفني والحركة ويزداد التوجه عندما تتوافق ظروف خاصة عند الطالب كالرغبة في الانخراط المباشر في سوق العمل او الرغبة في الحصول على المكافأة المالية ويشاطره الرأي الاستاذ/ راضي بن عبدالمحسن الشاطري ويقول ان هذا التوجه من الشباب السعودي لهذه الدراسة المهنية والفنية يعد من اهم النتائج الايجابية للتوجه الذي نهجه المسؤولون في الدولة للوصول الى سعودة شاملة في شتى القطاعات والتخصصات.
اما المهندس/ علي بن محمد القشيميط فيقول:
اننا نلاحظ في الوقت الحاضر اهتماما كبيرا من شبابنا في هذا الوطن المعطاء في التوجه لدراسة التخصصات الفنية والمهنية التي وفرتها الدولة حفظها الله في جميع انحاء المملكة تدفعهم الرغبة الاكيدة في تعلم المهنة والتحصيل العلمي بهدف خدمة وطنهم في هذه المجالات وتأمين مستقبلهم بعد ان هيأت لهم حكومتنا الرشيدة كافة السبل الممكنة لخدمة هذا النوع من التعليم.
يقول الاستاذ/ خالد النصار حول تقبل الطلبة لمثل هذه المهن في المعهد انه كانت هناك مع الاسف نظرة ضيقة من قبل بعض شرائح مجتمعنا تجاه هذه العمل مما انعكس اثرها سلباً على تقبل الطالب لهذه الاعمال المهنية بالرغم من توفر القدرة لدى البعض للابداع فيها ولكن المطمئن انحسار هذه النظرة وتقوقعها مما ادى الى اقبال متزايد عاماً بعد آخر من كثير من شبابنا للدراسة في مثل هذه التخصصات وهذا ما لمسناه في السنوات الاخيرة.
فيما يؤكد الاستاذ/ سليمان الصريخ ان تقبل الشباب لهذه المهن ممتاز جداً وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم حرص حكومتنا الرشيدة على تشجيع الشباب السعودي الطموح بكافة الوسائل ونحن نرى الان شبابنا السعودي يعمل في شركات الكهرباء وغيرها من المجالات المهنية وهذه نعمة من الله ان نرى ابناء بلدنا يمارسون المهنة بانفسهم وعلى احسن وجه.
ويؤيده على هذا الرأي الاستاذ/ يوسف الفوزان ويضيف ان تقبل الطالب لهذه المهنة يؤدي الى النجاح وبتفوق متى ما اقترن ذلك بحرص المتلقي. اما الاستاذ / حمد الكريشان فيرى ان تقبل الطالب لهذه المهن مقرون بنظرة المجتمع لهذه التخصصات فإذا كان التخصص مقبولاً لدى المجتمع كان الاقبال عليه كبيرا والعكس. والمجتمع ينظر لهذه التخصصات نظرة سلبية وهذه نظرة ليست في مكانها في هذا العصر «العصر المتقدم في التكنولوجيا» واما شبابنا فلا ارى اي عوائق تعيقهم عن الانخراط في هذه المهن.
ويقول الاستاذ/ خالد الجهني: ان تقبل الشاب لهذه الاعمال حسب الهدف الذي التحق به من اجله وكل قاعدة لها شواذ. بينما يؤكد الاستاذ/ راضي الشاطري: ان الطالب يتقبل هذه الاعمال بصدر رحب قد يتجاوز بعضهم مرحلة التقبل او التلقي الى مرحلة البحث عنها.
اما الاستاذ / علي القشيميط فيقول: هناك اهتمام بالغ للطلبة ومصداقية لكسب مهنة يتعلمون منها ويؤمنون مستقبلهم حيث وفرت له جميع المتطبات من جميع النواحي وهذا عائد للطالب نفسه فيما يرى الاستاذ/ الهويشان ان شبابنا يعتبر من فضل الله من خيرة الشباب ولديهم طاقة وافكار لو تم استغلالها وصقلها فانها ستعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع وقد اثبتوا ان لديهم القدرة على العمل في جميع المجالات سواء الصناعية او الطبية او العسكرية او التجارية وحققوا نجاحات فاقت اقرانهم في الدول المتقدمة.
المعلمون وترغيب الطلبة
يؤكد معلمو المعهد ان كل معلم في مثل هذه المؤسسة التعليمية امام مسؤولية كبيرة فيما يخص ترغيب الطلبة في الانخراط والتوجه لها ودراسة تخصصاتها المهنية والفنية والتجارية والاستمرار في مواصلة الدراسة حتى نهاية المطاف وبذل كل السبل الممكنة في سبيل ذلك.
حيث يقول الاستاذ/ الصريخ للمعلم دور في ترغيب الطالب في الدراسة في المعهد وحثه على المواصلة لان العمل فخر له شخصياً «صنعة في اليد امان من الفقر» وإشعاره بان الشباب السعودي مطالب بالانخراط في هذه المجالات وممارستها لانها عمود العصر الحديث ولان التقنية الحديثة والتكنولوجيا من الاسباب التي يتوجب على الشباب السعودي معرفتها واتقانها ويذهب لنفس الرأي الاستاذ/ الشاطري والاستاذ/ القشيميط ويضيفان ان المعلم مطالب بتشجيع الطالب لمواصلة الدراسة في المعهد حتى بعد التخرج في الكلية التقنية تحقيقاً لمصلحته الشخصية اولاً ومصلحة وطنه ثانياً.
اما الاستاذ/ النصار فيقول: ان عملية ترغيب الطالب وتشجيعه على الاستمرار في هذه الدراسة والاتجاه اليها سواء في مثل هذا المعهد او المراكز المماثلة لا تقتصر فقط على المعلم بل تشمل المعلم والمجتمع وكذلك المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
فيما يرى الاستاذ/ الكريشان: ان دور المعلم في المعاهد او المراكز دور ثانوي فالدور الاول هو للمعلم في المرحلة الابتدائية والمتوسطة حيث يكون اكثر فعالية في ترغيب الطلاب في التخصصات المهنية وذلك بموجب تنسيق بين ادارة المرحلة الابتدائية والمتوسطة وادارة المعهد او المركز المهني ويؤكد ان يوضح للطالب المجالات التي يحتاجها المجتمع ولا تواجه تضخما في الخريجين وذلك في القطاعين العام والخاص بحيث يتوجه الطالب للتخصص الذي يجد فيه فرصته. اما الأستاذان الجهني والفوزان فيقولان ان المعلم لا يألو جهدا في حث الطالب على التعليم بصورة عامة والتعليم الفني بصورة خاصة نظراً لاهميته علي جميع المستويات وقد وضع المعهد برنامجاً خاصاً في الاسبوع الاول «الاسبوع الثقافي» من كل عام دراسي لتعريف الطالب بالمعهد وباقسامه المختلفة العلمية والنظرية واطلاع الطالب على مزايا الدراسة في كل قسم والمستقبل المشرق الذي ينتظره باذن الله.
من جهته يؤكد الاستاذ/ فهد الهويشان: ان المسؤولية تقع على المعلم في توعية الطلاب وتوجيههم للانخراط في التخصصات الفنية والمهنية وبيان ان سوق العمل في بلاده الغالية مفتوح اما الشباب السعودي وبمميزات لا يمكن ان توجد في اي سوق في اي دولة في العالم يدعم ذلك مانلاحظه ونقرأه في وسائل اعلامنا من حث ولاة الامر والمسؤولين في هذا البلد الكريم شبابنا على العمل في التخصصات التي ما زالت بلادنا بحاجة لها وتقديم كل ما يساعد الشاب السعودي وما يحتاجه في عمله في هذه المجالات.
|
|
|
|
|