| العالم اليوم
قبل أن يصل آرييل شارون إلى واشنطن صباح اليوم بدأت عمليات غسيل لتاريخه الأسود إذ انهمك اليهود الأمريكيون في إقامة مهرجانات واجتماعات لتحسين سمعة شارون ليتم تسويقه إلى الإدارة الجديدة التي قد تتناسى ان الادارة الأمريكية الجمهورية السابقة تعد الادارة الجمهورية الجديدة امتداداً لها فالرئيس ابن الرئيس السابق ونائبه كان وزيراً للدفاع فيها ووزير الخارجية رئيس هيئة اركان جيوشها وحتى وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر الذي وضع اسم «شارون» على القائمة السوداء ورفض استقباله بصفته وزيراً للاسكان.. حتى بيكر هذا الذي يعد مستشاراً قانونياً وسياسياً في ظل لبوش الابن لابد وأن يكونوا غير مسرورين بفتح أبواب البيت الأبيض لشارون.
لكل هذا عملت الجمعيات اليهودية العاملة في أمريكا على تكثيف الاجتماعات والمهرجانات لمسح الصورة السوداء المترسخة لدى ساسة أمريكا عن شارون وزادت وتيرة موظفي العلاقات العامة والاعلاميين من اليهود والذين يعملون لدى اليهود كما سبق شارون مستشارون ووزراء اسرائيليون في مقدمتهم شمعون بيريز «مرتب المؤامرات» حسب وصف باراك ورابين من أجل تمهيد الأرض الأمريكية وجعل «بلاط قاعات الاجتماعات في واشنطن آمنا لاتنزلق قدما شارون عندما يطؤه».
شارون الذي وضع جدولا حافلا بلقاءات أركان الادارة الأمريكية حيث يلتقي اليوم وزراء الخارجية والدفاع ومستشارة الأمن القومي وغداً الرئيس جورج بوش الابن يحمل مخططا يريد تسويقه عند الأمريكيين طامعاً في ان يظل الأمريكيون على انحيازهم لاسرائيل حتى في ابادتها للشعب الفلسطيني تجويعاً.. وقتلاً وكلمة السر لهذا المخطط، الطلب من الأمريكيين ان يضغطوا على ياسر عرفات ليوقف العنف والمقصود هنا طبعاً وقف الانتفاضة الفلسطينية وزيادة في استعداء البيت الأبيض وتحريض بوش وأركان إدارته فإن شارون ومن سبقوه من الوزراء يتهمون حرس عرفات والشرطة الفلسطينية بأنها هي التي تخطط وتنفذ الهجمات على الاسرائيليين أما من قتل الفلسطينيين أطفالاً وشباباً والذي يشاهد كل يوم من خلال محطات التلفزيون على أيدي جنود مدربين في جيش محترف فان ذلك مايحاول شارون التغطية عليه ظناً منه بأن الأمريكيين عميان لايرون وان سفارتهم لا ترفع تقارير بذلك رغم ان سفيرهم من أبناء دين شارون ..!!
المهم شارون يريد موافقة بوش وادارته على خطته في مقايضة الأمن للاسرائيليين بالغذاء للفلسطينيين وبوش يعلم ان صبر الفلسطينيين والعرب والمسلمين بدأ ينفد مثل نفاد الغذاء من المدن الفلسطينية.. فهل يمنح بوش «صك التأييد» لشارون ليجدد الانحياز التقليدي لاسرائيل...؟!!
هذا ما سنحاول الحديث عنه غداً..
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|