أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th March,2001 العدد:10404الطبعةالاولـي السبت 29 ,ذو الحجة 1421

القرية الالكترونية

اول فيروس سياسي من نوعه يثير قلق الصهاينة
«الظلم» اول فيروس فلسطيني يكشف مذابح الاحتلال الصهيوني
الفيروس غير مؤذ ويدعو للتوقيع على رسائل احتجاج موجهة للامم المتحدة
* * القاهرة مكتب الجزيرة عبد السلام لملوم:
مرة اخرى عادت أخبار الحرب الالكترونية بين العرب واسرائيل على شبكة الانترنت لتأخذ مكانها في صدر وسائل الاعلام العالمية بعد ظهور اول فيروس فلسطيني يصرخ في وجه الاحتلال الصهيوني ويفضح المذابح الوحشية التي يرتكبها الجنود الاسرائيليون ضد الابرياء والعزل في الأرض المحتلة من خلال التذكير بتلك الأحداث.
الفيروس الفلسطيني الجديد يحمل اسم Injustice «الظلم» وقد أطلقت عليه بعض شركات برامج مكافحة الفيروسات اسم VBS.Staple.A وينتمي الى فصيلة الفيروسات الدودية «Worms» ويحمل شفرة واحدة تحدد عدد الرسائل التي سيتم ارسالها من كل جهاز يصاب به ويصل حجمه الى 12 كيلو بت فقط ولغته الأساسية هي الانجليزية ويصيب انظمة تشغيل ويندوز بمحتلفة اصداراتها .
وقد بدأ في الانتشار يوم الثلاثاء الماضي عبر برنامج البريد الالكتروني والمعروف باسم أوت لوك من خلال رسالة تحمل عنوان RE,Injustice أما موضوع الرسالة فهو عبارة عن جملة طويلة تقول Dear did usend the» attachment message. I was not expecting this from you ومعناها «عزيزي.. هل أرسلت الرسالة المرفقة.. أنا لم أكن أتوقع هذا منك».
وهناك ملف مرفق مع الرسالة يحمل اسم injustice.txt.vbs وعندما يقوم المستخدم بفتح هذا الملف ينشط الفيروس المكتوب بلغة فيبوال بيسك ويقوم بنسخ نفسه في دليل نظام التشغيل ثم يرسل نفسه الى 50 مستخدما توجد عناوينهم في دفتر عناوين اوت لوك ويقوم ايضا بارسال نفس الرسالة الى اكثر من 29 مؤسسة وهيئة حكومية وأهلية في اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، على رأسها المواقع الرسمية للحكومة الاسرائيلية. وبعد ذلك يقوم الفيروس بفتح ستة نوافذ في المتصفح انترنت اكسبلورر ويجبرها على دخول مواقع بعضها تابع لمنظمات فلسطينية مثل حماس وصابرا وشاتيلا وبعضها تابع لجماعات دولية اسلامية مثل جماعة الأمة تتخذ من لندن مقرا لها وهذه المواقع تدعو زوارها للتوقيع على رسائل احتجاج الكترونية ضد الجرائم الاسرائيلية موجهة الى المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة وهذه المواقع هي:
www.sabrashatila.org
palestineinfo.org
www.petitiononline.com/palprt/ petition.html
http://hanthala.virtualave.net
freesaj.org.uk
http://www.ummah.net/unitv/Palestine/ index.html
ثم يقوم الفيروس بعد ذلك باظهار مربع حوار يحمل عبارة تقول «لا تقلق .. هذا الفيروس غير مؤذ.. ولن يتسبب في حدوث اي أضرار لنظام التشغيل.. انه مجرد دعوة لمساعدة الشعب الفلسطيني للعيش في سلام على ارضه» ثم تظهر الرسالة الأساسية التي يحملها هذا الفيروس وهي مكتوبة باللغة الانجليزية ويقول عنوانها «ساعدونا لوقف سفك الدماء» أما موضوع الرسالة الطويلة فتقول «أرجو ان تتقبل اعتذاري على ما سببته لك من ازعاج .. وتذكر انه قد تكون في نفس مكاني يوما من الأيام .. نحن نحتاج كل مساعدة ممكنة .. لقد قتل الجنود الاسرائيليون بدم بارد الطفل الفلسطيني محمد الدرة 12 عاما بينما والده كان يحاول عبثا حمايته بجسده .. وهو نتيجة طبيعية لاستخدام الجنود الاسرائيليين المفرط للرصاص الحي وبدون تمييز وقد شاهد الصحفيون وشهود عيان هذه الجريمة الوحشية الهمجية .. وعندما حاول عضو الصليب الأحمر الفلسطيني بسام البليسي انقاذ حياة الطفل البريء .. عاجله الجنود الاسرائيليون برصاصهم الذي أودى بحياته على بعد خطوات من جسد الطفل الشهيد.. لقد قُتِل الدرة والبليسي بدم بارد .. بينما اصيب جمال والد محمد بعاهة مستديمة وتم ذبح اكثر من 40 طفلا فلسطينيا بنفس هذه الطريقة الوحشية .. وتم التكتم على هذه الجرائم ومنع وسائل الاعلام من متابعة هذه المآسي .. وهذه الجرائم لا يمكن ان تنسى او تغتفر».
وعلى عكس ما يحدث في فيروسات الكمبيوتر الاخرى استقبلت شركات مكافحة الفيروسات نبأ انتشار الفيروس الفلسطيني الجديد بهدوء خاصة انه لا يسبب اي خسائر في انظمة التشغيل او ملفات البيانات الموجودة على القرص الصلب في اجهزة الكمبيوتر لكنه يحمل رسالة سامية صارخة تدعو شعوب العالم اجمع للتدخل ووقف سفك الدماء الفلسطينية على ايدي جنود الاحتلال الاسرائيلي الذي يقتل الأطفال بدم بارد.
ووصف خبراء الفيروس بانه اول فيروس «سياسي» يحدث تأثير ايجابيا واسع النطاق في نفوس المستخدمين ويدفعهم الى التعاطف مع مصمم الفيروس لانه يحمل رسالة احتجاج مهذبة على الجرائم التي ترتكبها القوات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يدافع عن حقوقه المشروعة.
وقال ديفيد بيري مدير قسم الأبحاث والتعليم في شركة تريند ماكرو انه الفيروس الأول من نوعه الذي يحمل دوافع سياسية ويبدو هادئا في نفس الوقت بصورة تجبر الآخرين على احترام رسالته والتعاطف معها لأن مصمم الفيروس صاغ رسالته الاعلامية بذكاء شديد وقام باصابة هدفه بشكل مباشر خاصة انه يعيد الى الأذهان ذلك المشهد المأساوي الذي شاهدناه جميعا على شاشات التلفزيون لمقتل صبي فلسطيني وهو في أحضان والده الذي كان يحاول انقاذه بجسده من رصاص الجنود الاسرائيليين.
واوضح بيري ان مصمم هذا الفيروس ويعتقد انه فلسطيني لا يمكن ان يكون مراهقا في السابعة عشرة من عمره يسعى الى اللهو عن طريق ازعاج الآخرين لكنه شخص محنك لديه حس سياسي اهله لاستخدام هذا السلاح الجديد وهو يعرف مسبقا نتيجة استخدامه.
ودعا بيري المستخدمين الى عدم الانزعاج من هذا الفيروس المسالم جدا لانه لا يتسبب في اي أذى للمستخدم او لجهاز الكومبيوتر لكنه مجرد دعوة تستهدف لفت انتباه العالم لمساعدة الشعب الفلسطيني لنيل حقه المشروع والحياة في أمان وسلام.
أما سوزان اوريتش المتحدثة باسم تريند ماكرو فقد وصفت مصمم الفيروس بانه شخص شديد الذكاء وعلى درجة عالية من الثقافة والخبرة وقد بذل كل جهده ليخرج هذا الفيروس بصورته غير المؤذية حتى يحدث التأثير المطلوب من رسالته الاعلامية المرفقة وقد نجح في ذلك.
وقالت هذه هي المرة الاولى التي أشاهد فيها فيروسا يدفع الناس دفعا الى التوقيع على عريضة احتجاج ضد شيء ما. انني استقبل في بريدي مئات الرسائل يوميا ولكنها تدعوني للتوقيع على عرائض من هذا النوع ولكن هذا الفيروس المهذب ربما يدفع المستخدمين الى اتخاذ خطوات اكثر ايجابية تجاه القضية التي يتحدث عنها مصمم الفيروس.
واشار ايان هانروف خبير الفيروسات في شركة بي سي سيرفس ان هذا الفيروس من النوع الحميد ومعدل انتشاره متوسط وقد سارعت بعض شركات مكافحة الفيروسات الى تصنيفه بطريق الخطأ على انه متوسط الخطورة والحقيقة انه لا يمثل اي خطورة على المستخدمين العاديين لكنه حتما سيتسبب في حالة من الذعر داخل اسرائيل والموالين لها بسبب رسالته السياسية المقنعة جدا من جهة نظره .
وقال ان الفيروس مجرد حلقة الحرب الالكترونية التي تدور رحاها بين الطرفين عبر شيكة الانترنت منذ فترة طويلة وتبادل خلالها كل طرف تدمير المواقع التابعة او المالية للطرف الآخر معربا عن اعتقاده بان الفيروس سيكون له تأثير اكثر وقعا من اي سلاح آخر يتم استخدامه في هذه الحرب.وكعادتهم حاول الصهاينة قلب الحقائق رأسا على عقب ووصف المتحدث باسم شبكة نيت فيجن الاسرائيلية وهي اكثر مورد لخدمات الانترنت في اسرائيل الفيروس بانه دليل جديد يثبت للعالم عنف الفلسطينيين ورغبتهم في تشويه اسرائيل بكل الوسائل غير المشروعة وزعم المتحدث ان الفيروس محاولة دعائية رخيصة لن يكون لها اي تأثير يقوم بها الفلسطينيون في محاولة لاستدرار عطف العالم الذي ادرك حقيقتهم وبدأ في الانصراف عنهم.


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved