أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th March,2001 العدد:10404الطبعةالاولـي السبت 29 ,ذو الحجة 1421

القرية الالكترونية

وحي المستقبل
النشر الإلكتروني
د.عبد الله الموسى
بمناسبة انعقاد الندوة السعودية للنشر العلمي التي عقدت في رحاب جامعة الملك سعود والتي ركزت على قضية النشر الالكتروني «Electronic Publishing» أو «epuplishting» وحيث طرح في هذه الندوة العديد من الأبحاث والدراسات وخاصة المتعلقة في مجال النشر الالكتروني ولكي يكون القارئ على اطلاع حول مفهوم النشر الالكتروني فقد احببت ان اقوم بشرح مبسط حول مفهوم النشر الالكتروني الذي يعني استخدام التقنية الحديثة لنشر كتاب او مجلة او موضوع معين للقارئ بواسطة الحاسب الآلي سواء عبر الأقراص الضوئية او عبر الانترنت. والهدف الأساسي من هذا هو اتاحة الفرصة للمؤلف او الناشر للوصول الى القارئ بطريقة سريعة ورخيصة هذه التقنية كغيرها من التقنيات الحديثة سببت الكثير من المشاكل لاصحاب النشر التقليدي المتمثل في قلة بيع الكتب وبالتأكيد فان اثر هذا وصل الى القارئ من حيث سرعة وصول المعلومة والتأثر بها.
وهناك مفهومان للكتاب الالكتروني احدهما المفهوم الضيق والآخر هو المفهوم الواسع ومن خلال الطرح الموجود على الساحة يتضح ان المفهوم السائد هو المفهوم الضيق الذي ينحصر في ايداع كتاب معين وحفظه على قرص ضوئي «CD ROm» يساعد القارئ على البحث والقراءة والطباعة والنسخ ونقل النصوص من مكان لآخر وقد يتم اخراج هذا الكتاب على شكل نص Text جامد او على شكل قواعد بيانات بحيث تصنف مواضيع الكتاب حسب ابواب معينة وتساعد القارئ على البحث عن موضوع ما في هذا الكتاب، مثلا قامت احدى الشركات بتخزين فتاوى ابن تيمية على قرص واحد لا يتجاوز حجمه عشرة غرامات، والمتصفح في هذ القرص يتضح له انه تم ترتيب الفتاوى حسب الأبواب وحسب المواضيع ويستطيع الباحث الحصول على اي فتوى خلال لحظات.
وفي الحقيقة فان هذا جهد جيد ومميز لكن ليس هذا هو منتهى المعلوماتيين في الاستفادة من ثورة التقنية في اثراء الثقافة. وفي الحقيقة فان عيوب هذا النوع من الاقراص هو صعوبة القراءة من الشاشة مباشرة ويستفيد من هذا العمل بشكل ممتاز الباحثون والأكاديميون ويساعدهم على تسهيل الوصول الى المعلومة باسرع وقت وبأقل جهد.
أما المفهوم الثاني وهو المفهوم الواسع فيعني اشمل من ذلك وهو بمثابة دمج النص والصوت والصورة والحركة في آن واحد وهو ما يطلق عليه البعض بالكتاب الدينامي Dynamic Book وهذا الكتاب يعطي القارئ حرية تامة في اختيار مسار رحلة قراءته حيث يمكن ان يتنقل من عرض النصوص والمعادلات الى عرض الأشكال والصور الى الصور الحية والى نماذج المحاكاة Simulation يتفاعل معها القارئ بصورة ممتزجة . وبالتالي يمكن ان يتصفح الكتاب بأي صورة سواء عن طريق السماع او عن طريق المشاهدة او عن طريق القراءة وهذا المفهوم لا يتعارض مع سابقه بل انه مكمل له ويزيد عليه ببعض الخدمات الاخرى، وبكلمة اخرى فان هذا المفهوم هو اوسع من المفهوم السابق على كل الأحوال وهو الاتجاه الجديد في الكتاب الالكتروني. وهذا يذكرنا بالمكتبة الالكترونية التي بدأت تنتشر حديثا وهي تشتمل على «المكتوب، والمنطوق، والمسموع، والمتحرك».
والخلاصة هي ان الكتاب الورقي الذي هو منبع الثقافة سيتحرر من أسر التنظيم الخطي Linearity الى كتاب الغد الذي سيتم نشره على قرص ضوئي «CD ROM» ويستطيع القارئ ان يتفاعل مع النص بأساليب عدة ثم ان الكتاب سوف يخاطب جميع الحواس التي يتمتع بها الانسان «السمع والبصر والفؤاد» وبالتالي فان استيعاب المستفيد لهذه الآراء سوف يكون اكثر واسرع، لكن مع ذلك سيبقى الكتاب المقروء أساساً في صناعة الثقافة البشرية.
واذا كان من توصية في هذه المناسبة فانه من المعلوم ان من اهم المشكلات التي تواجه الباحثين في المملكة قضية النشر العلمي للبحوث الأمر الذي أدى باعضاء هيئة التدريس الى النشر في مجلات خارج المملكة بسبب تأخر النشر في المجالات السعودية والذي يؤدي احيانا الى عدم الاستفادة من البحث العلمي الذي هو مناسب لزمانه ومكانه فهل تبادر الجامعات السعودية لاعتماد النشر الالكتروني للأبحاث العلمية؟
همسة
رغم ان هذه المحاضرة مهمة لجميع القطاعات وخاصة دور ومكتبات النشر والتوزيع الا ان حضور اصحاب المكتبات والنشر كان معدوما، ومع ذلك يشتكون من قلة بيع الكتب؟ ليتهم حضروا واستفادوا لانفسهم وأفادوا مجتمعهم باحضار الجديد في مكاتبهم؟
almosa@ALMOSA.NET

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved