| عزيزتـي الجزيرة
عجباً لمن غفل عنها وقد ورد الامر بها في القرآن والسنة، عجباً لمن بخل عنها وبخل على نفسه بها.. بل عجباً لمن اعرض عنها ولمّا يعلم فضائلها واهميتها.
إنّها «الصدقة» باب عظيم من ابواب الخير والإحسان، وحسنةٌ بل من اعظم الحسنات بها يزول الفقر وتندفع بها الحاجة وميتة السوء وبها تفتح ابواب الفضل والرحمة على المنفق قبل المنفق عليه. بها يصبح المجتمع كعقد انتظمت حباته فلا تعلو حبة على حبة بإخراجها تزكو النفوس وتصفو من الاكدار وتتطهر القلوب من امراضها.
والله ثم والله لو علم العبد مافيها من عظيم الفضل والبركة لما تركها حتى ولو كان فقيراً تصرف له الزكوات.
كيف لا؟ وقد اخبر المولى جل وعلا في كتابه الكريم ان من انفق في سبيل الله فانه سبحانه يخلفه في الدنيا الى جانب ما اعد له من ثواب جزيل في
الآخرة، فقد قال سبحانه « وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين» تفكر اخي القارئ في قوله سبحانه «يُخلِفه» كلمة عامة تشمل كل مايخطر بالبال في الدنيا والآخرة وقد قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية «اي مهما انفقتهم من شيء فيما امركم به وأباحه لكم فهو يخلفه في الدنيا بالبدل وفي الآخرة بالجزاء والثواب».
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «قال الله تبارك وتعالى
يا ابن آدم انفق انفق عليك» الله اكبر إخبار من الله وما أعظمه من إخبار بأن من انفق في سبيل الله شيئاً فان الله سينفق عليه تفكر اخي مرة اخرى في قوله سبحانه في الآية فهو يخلفه هل قال سبحانه ماهو هذا الخلف؟! أماديٌّ هو أم معنوي؟كلا وربي بل سكت واطلق حتى يعم
الخلف كل شيء قد يخلف الله على العبد مالاً اعظم بركة من ماله، وقد يخلف الله عليه بالحفظ في نفسه او ماله او اهله من الهلاك والفساد وقد يكون الخلف بتفريج كربة او قبول دعوة وكل ذلك من عظيم فضل الصدقه والإنفاق في سبيل الله.
فكما ان الصدقة من مفاتيح الرزق فهي ايضاً من مفرجات الكرب بإذن الله. وقد ورد في الحديث «داووا مرضاكم بالصدقة».
ومن فضائلها ان العبد اذا قدم بين يدي دعائه صدقة كان ادعى لقبوله والله اعلم.
ولا نقول هذا من فراغ فان للصدقة شأناً عظيما ولكن لا اجد احسن مما قاله الصنعاني:
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره
فجرب تجد تصديق ماقد ذكرناه |
شيخة غنام القريني
المزاحمية
|
|
|
|
|