| عزيزتـي الجزيرة
سعادة/ رئيس تحرير جريدة الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اطلعت كغيري من قراء هذه الجريدة التي تحمل الريادة في متابعة كل ما يهم المواطن مهما كانت صفته وتنقل الخبر أين كان موقعه ومنها الخبر المنشور يوم السبت الموافق 22/12/1421ه في العدد 10397 في صفحة شؤون محلية الذي نقله مدير مكتب الجزيرة بمحافظة المجمعة الأستاذ/فهد الفهد حول اصطدام حافلة متجهة إلى سورية وتقل )26 راكباً( مع سيارة صغيرة وانحراف الحافلة إلى إحدى محطات الوقود الواقعة على الطريق ووفاة )7 أشخاص( من ركابها ازداد عددهم فيما بعد إلى أكثر من ذلك.
حيث يعتبر هذا الحادث حلقة ضمن مسلسل طويل من المآسي التي تقع على هذا الطريق وتفاعلاً مع هذا الحادث الذي اقشعرت له الأبدان أردت أن أعبر بما لدي حول بداية هذا الطريق الذي يعتبر مصدر رعب وازعاج لكل من يسلكه حتي يتجاوز البداية التي حوادثها لاتعد ولا تحصى.
فالطريق المشكلة يبدأ من تقاطع شارع الملك فهد بشارع الفيحاء متجها نحو الشمال سالكا طريق المجمعة الارطاوية حفر الباطن ولمسافة ثمانية كيلومترات تقريبا حيث يقع على هذا الطريق سوق الغنم لمدينة المجمعة وتوابعها سوق الفحم سوق الحطب والاعلاف وخمس محطات وقود ومنطقة صناعية وحي سكني غرب الطريق وحي سكني شرق الطريق واكبر صالة افراح في المحافظة.
ويوجد في هذه المسافة القصيرة عشر فتحات )تقاطع( أغلبها فتحت بطرق غير نظامية بحتة وفتحها كان لمصالح خاصة دون مراعاة المصلحة العامة وهي الاضرار التي قد تنتج عن هذه الفتحات التي غطتها وأعمت النظر إليها المصالح الخاصة فبهذا السبب راح في هذه الفتحات الصغيرة ضحايا عديدة.
وما وقع يوم الجمعة الموافق 21/12/1421ه الساعة الحادية عشرة والربع صباحاً لأحد باصات النقل المتجهة إلى سورية والذي كان على متنه )26( ستة وعشرون راكبا من حادث شنيع بسبب خروج أحد الساكنين في الحي الغربي فتجاوز الطريق من إحدى الفتحات إلى الحي الشرقي لأداء صلاة الجمعة مما حدا بسائق الباص الذي كان مسرعا بالارتطام بصاحب السيارة الصغيرة ومن ثم الانحراف متجها إلى محطة الوقود المقابلة للفتحة مرتطماً بأعمدة المظلة الأولى والثانية التي شطرت الباص إلى ثلث وثلثين متوسطة داخل الباص وتساقط الركاب يميناً وشمالاً نساء ورجالاً شيوخاً وشباباً وأطفالاً بمنظر تتفطر له القلوب وتدمع له العيون ويتساءل كل من شاهد هذا الحادث: من المسؤول عن هذا؟ هل هي الشرطة أم البلدية أم المواصلات أم المحافظة أم المواطن؟
وقد نتج عن هذه الكارثة وفاة )7( سبعة اشخاص فوراً وإصابة الباقين منهم من حالته حرجة ولطف الرب سبحانه وتعالى بعباده ان المحطة قد تم اقفالها للصلاة قبل الحادث بخمس عشرة دقيقة فقط وإلا لكانت كارثة لاتعرف نهايتها.
كما ان أكثر قائدي السيارات في هذين الحيين من كبار السن ممن ضعف بصره وارتعشت اطرافه وقل سمعه أو من صغار السن الذين فرط أولياء أمورهم بتسليمهم سيارات وهم لايعرفون للحياة قدرا ولا قيمة ولم يبلغوا سن النضوج أو من العمالة التي لاتعرف القيادة إلا في بلادنا مع الأسف كما أن السيارات التي يركبونها مضى عليها من الزمان ما الله به عليم فلا أنوار خلفية والأمامية شمعة واحدة والفرامل شبه معدومة والعزم للسيارة ضعيف، مع قلة تغطية هذا الطريق من الناحية المرورية وهو بأمس الحاجة إلى تغطية مستمرة ودائمة ولاسيما أنه بداية طريق دولي فمن المؤسف جدا ان ترمى المسؤولية من جهة إلى جهة أخرى وان تزهق أرواح أناس أبرياء ليس لهم أي ذنب وليس ذلك اعتراضا على قدر الله فكل نفس ذائقة الموت ونؤمن إيماناً صادقاً بأن الموت حق وانه هو نهاية المطاف وانه شيء حتمي لامفر منه حتي ولو كنا في بروج مشيدة ولكن أن تذهب أرواح بسبب اهمال أو تقصير فهنا تكمن المشكلة.
فلابد من قصر العشر فتحات إلى فتحة واحدة فقط وباشارة على أن تقتصر خدمات محطات الوقود على الجانب الذي توجد به المحطة دون وجود فتحة مقابل كل محطة مع وضع سياج على جانبي الطريق وفي الوسط.
هذا مع المتابعة المستمرة والدقيقة لهذا الطريق من الناحية المرورية والتركيز والسؤال المستمر عن رخص القيادة والنواقص التي بالسيارة ونقل سوق الأغنام وسوق الفحم والحطب والأعلاف من أماكنها الحالية بعيدا عن هذا الطريق الدولي إلى مكان أقل خطورة لمعرفتنا أيضا بمهارات سائقي ومرتادي هذه الأسواق والعمل على ايجاد طريقين يربطان الحي الشرقي والغربي الواقعين على هذا الطريق بمدينة المجمعة يكونان بعيدين جدا عن هذا الطريق الدولي. ونقل الصناعية الواقعة على هذا الطريق إلى المنطقة الصناعية التي تقع في مدخل مدينة المجمعة والبعيدة عن الخطوط الرئيسية والدولية.. إنني أناشد بسرعة النظر في ذلك.
سعود بن عبدالله الشلهوب
محافظة المجمعة
|
|
|
|
|