| العالم اليوم
* جاكرتا د ب أ:
ذكرت تقارير وشهود عيان أن عمليات التطهير العرقي استمرت امس الجمعة في جزيرة بورنيو الاندونيسية حيث قتل 17 شخصا على الاقل على الرغم من اتفاق سلام بين زعماء قبيلة الداياك الاصليين والمهاجرين من جزيرة مادورا. وذكر شهود العيان أن الغوغاء من رجال قبيلة الداياك استمروا في التجوال في شوارع مدينة كابواس وما حولها في إقليم وسط كاليمنتان باحثين عن مستوطنين مادوريين لقتلهم وحرق منازلهم.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية أنتارا أن 17 شخصا على الاقل من المهاجرين المادوريين قتلوا في كابواس منذ نشوب عمليات التطهير العرقي مرة أخرى يوم السبت الماضي.
وذكرت وكالة الانباء أن قوات الامن قامت بإجلاء نحو 733 من المهاجرين المادوريين من كابواس امس الجمعة ونقلتهم على متن شاحنات إلى إقليم جنوب كاليمنتان.ومن المقرر نقلهم من هناك بالسفن إلى شرق جاوة حيث يوجد أكثر من 50 ألف آخرين من اللاجئين المادوريين من بورنيو والذين تم نقلهم خلال الاسابيع الاخيرة.
وذكر أحد المراسلين المحليين لوكالة الانباء الالمانية «د.ب.أ» في حديث هاتفي «الوضع في كابواس متوتر والعنف ينتشر خارج المدينة .. استمرت عمليات حرق المنازل امس».
ويذكر أن ما يصل إلى 500 شخص، معظمهم من المادوريين، قد قتلوا في إقليم وسط كاليمنتان منذ بدء المواجهات في 18 شباط فبراير في مدينة سامبيت والتي أثارت موجة من أسوأ عمليات التطهير العرقي في الفترة الاخيرة. فقد قام أفراد قبيلة الداياك الذين عرفوا في السابق بصيد الرؤوس بذبح مئات الرجال والنساء والاطفال في إقليم وسط كاليمنتان وقطع رؤوسهم باعتبارها نصرا وشق جثثهم وأكل قلوبهم في طقوس قبلية مروعة.ويذكر أن زعماء الداياك والمادوريين وقعوا أمس الخميس على اتفاق بشأن التسوية السلمية لخلافاتهم عقب اجتماع في جاكرتا مع نائبة الرئيس ميجاواتي سوكارنو بوتري. يشار إلى أنه خلال فترة حكم الدكتاتور السابق سوهارتو التي استمرت 32 عاما، هاجر عشرات الالاف من المهاجرين من جزيرة مادورا المكتظة بالسكان والتي تقع قرب جاوة واستقروا في بورنيو مما أثار التوتر مع السكان الداياك الاصليين.ويشكو الداياك من أن المهاجرين يستحوذون على كافة الوظائف وأنهم انتهازيون، بينما يقول المهاجرون أن السكان المحليين كسالى وغير متعلمين.
وقد تفجر التوتر في شكل مواجهات ثلاث مرات منذ عام 1997 وراح ضحيته نحو ألفي شخص غالبيتهم من المهاجرين المادوريين. وقالت ميجاواتي في تصريحات لها للمراسلين عقب اجتماعها مع زعماء الداياك والمادوريين «كفانا هذا، فلا يجب أن يستمر العنف الذي راح ضحيته العديد والعديد من الاشخاص في تلك المناطق».
ونقلت عنها صحيفة جاكرتا بوست قولها «أتمنى باعتباري نائبة الرئيس وكإنسان أن يعقب هذه المحادثات إجراءات ملموسة على أرض الواقع».
|
|
|
|
|