| العالم اليوم
توافقا مع مسار الأحداث، وتجانساً مع اهتمامات القارىء العربي يمكن ان نطلق على الأسبوع الحالي الذي بدأ أمس الجمعة «باعتبار أن الجمعة عندنا نحن المسلمين أول أيام الأسبوع».. نطلق عليه اسبوع القمة العربية، وخلافا لكل القمم العربية الأخرى، فان القمة العربية الدورية الأولى التي تستضيفها العاصمة الاردنية عمان، تحظى باهتمام ليس من المواطنين العرب، بل من المسئولين انفسهم قادة ووزراء، فبعد اجتماعات متعاقبة لوزراء الخارجية العرب، والوزراء الاعضاء في لجنة المتابعة امكن وضع جدول اعمال يقترب وإلى حد كبير للطموحات العربية، فبالاضافة الى القضايا السياسية التي دائماً ما يصاحبها وصف «القضايا المصيرية» وهي بحق كذلك.. رغم انها تتكرر وأصبحت ضيفة دائمة على جداول اعمال القمم العربية العادية والطارئة منذ بدأ القادة العرب في عقدها إلا ان هذه المرة يزاحم «القضايا المصيرية» على جدول اعمال القمة الدورية الاولى «قضايا حيوية» ان صح التعبير.
كثرة قضايا العرب المصيرية والحيوية تضخم جدول الاعمال بحيث اصبح من المتعذر ايراد نقاطه، فكان الأجدى تقسيمه الى محاور حيث ضمت المواضيع السياسية لبحثها في المحور السياسي، والمواضيع الاقتصادية في المحور الاقتصادي، ووضعت مواضيع تفعيل العمل العربي المشترك وتنشيط اجهزة ودور جامعة الدول العربية، واليات العمل العربي المؤسساتي في محور «تفعيل اليات العمل العربي».
وفي هذه السلسلة من المقالات التي نبدأها اليوم ونختمها ان شاء الله في يوم اطلاع القراء العرب على قرارات القمة سنتناول فيها على مدى الستة ايام في ستة مقالات، ما تتضمنه المحاور الثلاثة، والرؤية التحليلية لمواطن عربي عاصر تعثر حل القضايا المصيرية، ويأمل أن يجد القادة العرب وقتاً لبحث القضايا الملحة.. واعني بها القضايا المستقبلية.
لنبدأ بالمحور السياسي، ودون الخوض في كل القضايا السياسية والبنود العديدة التي حواها جدول الاعمال التي تتحدث بدءاً بالقضية الفلسطينية وتفرعاتها مروراً بجزر الامارات العربية المحتلة من قبل ايران والوضع في الصومال والاخطار التي تواجه السودان وتبعات الغزو العراقي للكويت الذي اصبح يسمى بالحالة الكويتية العراقية الى الوضع في جزر القمر.
ولأن موقف العرب من الجزر الاماراتية معروف وكذلك من الاخطار التي تهدد السودان والوضع في الصومال وجزر القمر، فان اهم ما يحويه المحور السياسي، هو القضية الفلسطينية التي تشعبت واصبح حتى العرب يجمعونها تحت مسمى قضايا الشرق الأوسط.
اضافة الى الحالة بين الكويت والعراق فان تركيزنا سيكون على هذين الموضوعين القضية الفلسطينية.. وتبعات الغزو العراقي للكويت الذي اصبح يسمى عند العرب بالحالة بين الكويت والعراق.
وغداً نواصل
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|