| الثقافية
جلست في أحد مجالس الشباب فسألت: عن احد الزملاء القدماء لي في السابق، فقال لي احدهم : يا اخي فلان انسان مثقف ثقافة عالية ولم اجد احدا يوازي ثقافته ثم انه لا يجد فرصة لمجالستنا دائما او حتى المرور علينا بين لحظة واخرى، فقلت: هل بامكانك ان تحدثني عن اتجاهاته الثقافية فقال لي : انه لا يترك فناناً او فنانة او مغنياً او مغنية الا ويعلم عنهم كل شيء صغيراً كان ام كبيراً حتى انه يعلم عن حياتهم الخاصة الشيء الكثير، اما اين يقضي الجزء الاكبر من وقته فقال: انه يجلس من خمس ساعات يومياً الى عشر ساعات في مقاهي الانترنت؟ فقمت احدث نفسي جميل ان يكون من مرتادي الانترنت، فسألته عن المواقع التي يدخل اليها فقال: انه لا يدخل الا على مواقع مشبوهة وهو يجيد المحادثة مع الآخرين ويجيد الدخول والخروج الى هذه المواقع بدقة، واخذ يحدثني عن ذلك الشاب وهو في تصوره انه مثقف وان هذه هي الثقافة.
حقا ان ذلك الشاب يمثل شريحة من شبابنا اليوم وينحو هذا النحو وهي مجموعة اهتمت بأشياء غير اساسية في حياتهم ولا حتى مهمة لهم من خلال ما يتزودون به.
نحن قوم مسلمون وعرب لنا ثقافتنا الاسلامية والعربية وجميعنا يعلم مصادر تلك الثقافة واهمها واصلها هو القرآن الكريم ثم السنة النبوية الشريفة ثم موارد ثقافتنا العربية والموروث عن القدماء من العلماء الاوائل والشعراء وما نتج عنهم من امهات الكتب ومن شعر ونثر التي ينقصها الاطلاع عليها ويهمنا الالمام الوافي بثقافة ديننا قبل الاهتمام بثقافات الاخرين وقبل الاهتمام بتلك الاشياء التي اهتم بها ذلك الشاب.
ونحن شباب اليوم نريد من انفسنا ان نكون ملمين بتلك الثقافة ونريد شبابا يظهر بالوقت المناسب عندما تعرض قضية معينة تهم واقعنا الاسلامي والعربي او قضية لغوية او علمية او تاريخية ظهوراً واضحاً يتكلم عن هذه القضية المعروضة من واقع ثقافته التي اكتسبها من خلال مشواره العلمي او اطلاعه الخارجي من خلال القراءة او حتى الاستفادة من العمل ان كان يهتم بالقضية المعروضة.
ونريد شباباً عندما يسأل من قبل كائن من كان حتى العوام وهو في نظرهم انه شاب جامعي قد اكتسب القدر الكبير الا يقول لا ادري!!
او ان يجيب اجابة ناقصة او بعيدة عن محور القضية!!
ان خير معين على جلب تلك الثقافة والالمام بها هي القراءة التي يجب علينا كشباب بعيدين كل البعد عن جو القراءة ان نعود انفسنا عليها وان كان بعض الشباب يكره تصفح الكتب فان المجال متاح له الآن من خلال المواقع الثقافية الواسعة على الانترنت وهذه المواقع يمكن ان يتصفح الشباب بعض الكتب من خلالها تلك هي المواقع التي تحصل بها الفائدة العظمى ليست تلك التي دخل اليها ذلك الشاب!
وهذه المواقع هي التي تفيده وتفيد غيره.
ثم اني لا اطالب بأن يكون الشاب موسوعة ثقافية تمشي على الارض لا، ولكن بقدر استطاعته كما قال تعالى :«لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» (286) البقرة ولا اذهب الى محاربة نوع من انواع الفن اومحاربة الاطلاع على ثقافات الشعوب الاخرى، لكن اليس من الاصح والاولى الالمام بثقافتنا نحن قبل ان نفكر بالبحث عن ثقافات واهتمامات الآخرين.
تركي نزال الشمري
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم اللغة العربية
القصيم
|
|
|
|
|