|
| الثقافية
موحشة .. ظلمة الليل.. برودة الشتاء.. والصمت القاسي.. سوى من قطرات المطر التي تداعب مخيلتي وتبدد شيئاً من الرهبة التي امتزجت بها دماء نفسي..
في هذا الجو كنت احاول النوم.. لكن بلا جدوى.. محاولاتي كلها باءت بالفشل.. وبدأت البرودة تتسلل الى جسدي شيئاً فشيئاً.. اخذت ارتجف لكن.. لا ادري . اهي رجفة برد.. ام رجفة خوف..؟! وبينما انا كذلك اذا بخيوط نيرة تخترق ركام السحب التي تلبدت في كبد السماء.. وبعد لحظات ظهر القمر كنصف دائرة.. ابحث عن نصفه الآخر.. اقلب بصري في السماء فلا اجد شيئاً.. تبسمت.. حتى القمر يعيش ساعات الفراق..؟!.. سعدت بالقمر كما سعدبي.. احسست في قربه يؤنسني يبدد وحدتي.. لكن سعادتنا لم تكتمل كنصف القمر الذي لم يكتمل.. فماهي سوى لحظات حتى مرت سحابة سوداء كسابقتها اقلت القمر معها وذهبت به بعيداً.. حيث يبحث عن نصفه الآخر.. شعرت بشيء من الالم والهزيمة امام جبروت الوحدة.. كررت محاولاتي في النوم ولم تكن افضل من سابقتها.. عندها ايقنت انه لا مفر من تلك الهواجس.. اعددت قهوتي وجلست بالقرب من النافذة.. بدأت اندمج مع دوامات الافكار.. وبين سجلات الذكريات.. استقبلتني صفحة الفراق.. فاأمطرتها بوابل من الدمع.. عله ينبت زهور اللقاء في ارض الفراق.. اطلت النظر في هذه الصفحة.. عرفت اني لن افارقها.
.. ولم تشأ لي الايام بعد ان اقلبها.. تمعنت فيها.. قرأت ما بين سطورها.. فرأيتها مخضبة بدماء الآلام.. ودموع الشقاء.. وآهات الاحزان.. هي صفحة لا تماثلها اي صفحة في سجل الذكريات هي قصة عذاب.. واحساس متعب.. هي زفرة اسى.. وشوكة بين زهور الحياة.. هي هي هي..
اتمنى لو يحكم عليها بالاعدام.. وتمزق من بين صفحات الذكريات.. كما مزقت الشمس هدوء ليلتي .. وسكون المخلوقات من حولي.. وبددت اشعتها ظلام الكآبة عن نفسي.
شروق القرناس
|
|
|
|
|
