| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
اطلعت على ما كتبه د. صالح الدويش في عدد الجزيرة رقم 10355 وتاريخ 9/11/1421ه حول اقتراحه فتح جامعة للعلوم التربوية للحاجة الماسة اليها وأن كليات المعلمين المنتشرة في مناطق المملكة يمكن أن تكون نواة لهذه الجامعة، وأود أن أثني على هذا الاقتراح فأقول:
ان الجامعة التربوية هدف سام يحب السعي الى تحقيقه لأن القضايا والمستجدات على المجتمع تتطلب الاستعداد المبكر المتقن لمواجهتها فظروف الحياة في الوقت الحاضر تختلف جذرياً عن ظروف الحياة في الماضي وهذا التغيير هو ما يلحظ على شبابنا في الوقت الحاضر فسمته وتفكيره واهتمامه كل هذه الأمور تجد أثر مستجدات العصر عليه وهذا أمر متوقع فالانسان مدني بطبعه يتأثر ويؤثر في الحياة فصورة العالم اليوم بين يديه منظورها ومكتوبها ومسموعها.
واذا لم يتزايد الاهتمام بقضايا الشباب المتجددة في مراكز بحثية متخصصة تستطيع قراءة المشكلة قراءة فاحصة من قبل أهل الاختصاص ثم تقدم العلاج لها. سواء كان ذلك وقائياً أو مباشراً لها فان الأمور قد تتجاوز حدها المعقول في هذا الأمر.
ومن هنا فان فتح هذه المؤسسة العلمية الأكاديمية التي تعنى بالتربية هي أول الحلول لعلاج أوضاع الشباب ودراسة مشاكلهم وقضاياهم، كما أن قيام مثل هذه المؤسسة واستمرارها على هذا النهج ليس رد فعل عاجلا لظاهرة بل خطة مستقبلية لعمل عظيم.
وكما أورد د. صالح الدويش ان القضايا التربوية التي تهم مرافق الدولة ستسكن بها لذا فاني أجدها فرصة لأقول ان القطاعات المختلفة في الدولة والتي تعنى بقضايا الشباب ومشكلاتهم هي مرافق غير متخصصة لذلك لكن ظروف عملها هي التي أدخلتها بقضايا الشباب والتربية وستجد في هذه الجامعة هدفها المنشود في تشخيص المشكلات وعرض العلاج لها وبحكم أنها مؤسسة تربوية هادفة فان ما ستعده من رؤية تربوية ستقوم بمتابعته وتنفيذه وهذا يضفي عليها أهمية خاصة. وليست هذه الفكرة وليدة جديدة في الحياة فمن المعلوم ان لدى بعض الدول جامعات متخصصة في التربية من ذلك بلد مثل كوريا.
ثم أن خصوصية المملكة في منهجها وتميزها فيه يتواءم مع هذه الفكرة فبناء الشباب والحفاظ عليهم وحمايتهم هدف سام تسعى اليه الدولة بكل خططها ومرافقها.
وقد يحتج البعض ان كليات التربية موجودة في الجامعات الأخرى فنقول نعم ولكنها تبقى متناثرة ومتباعدة وضمن منظومة غير متجانسة مع كليات الجامعة وهذا يضعف دورها ويشتت من اهتماماتها وخططها كما أن النظام الذي تسير عليه وهو التتابعي يقلل استفادة الطلاب من برامجها ولا أحد يجهل أهمية التخصص في الموضوع الواحد فيعنى بالتركيز عليه والاهتمام به وهذا يولد الابداع فيه.
وأما ما ذكره د. الدويش ان كليات المعلمين هي الجامعة المقترحة فأقول نعم انها كليات متخصصة في التربية ولديها معرفة ودراية واضحة في أحوال الطلاب ومشاكلهم وقضاياهم المختلفة لأن مخرجاتها خاصة بالمعلمين وليس هناك مجال آخر ينافس هذا الهدف، كما أنه من المفترض ان لديها الماماً واسعاً بقضايا الشباب في بيئات مختلفة لتناثرها في جميع مناطق المملكة وقد اطلعت على تقرير نشرته وزارة المعارف عنها ولاحظت أنها قبلت هذا العام ما يزيد على 5090 طالباً وهو عدد يفوق ما قبلته ثلاث جامعات أخرى في المملكة كما ذكر التقرير ان عدد طلابها يصل إلى ثمانية وعشرين ألف طالب وهو ما يساوي عدد الطلاب في أربع جامعات سعودية.
وهذا ما يؤكد ويدعم الفكرة ا لتي تدعو الى اتخاذ هذه الكليات الجامعة التاسعة في المملكة ولهذا فانني اجدها فرصة ملائمة ان أطلب من وزارة التعليم العالي تبني هذا الأمر للوصول معه الى الأهداف التالية:
أولاً: تزامن الاهتمام بالقضايا التربوية مع المستجدات التي تلاحق شباب هذا الوطن.
وثانياً: اعتبار هذه الجامعة مركزاً تربوياً عالمياً تقام فيه المعامل والمراكز التربوية وتشارك المراكز العالمية في بحوثها وتجاربها في هذا المجال.
وثالثاً: عرض تجربة المملكة المتميزة في برامجها التربوية بطريقة عصرية متميزة يستفيد منها العالم.
ورابعاً: استيعاب عدد كثير من خريجي المرحلة الثانوية حيث من المتوقع ان تقبل ما تقبله خمس جامعات سعودية.
وختاماً فإن قيام هذه الجامعة لا يتطلب سوى متابعة وزارة التعليم العالي لأنها قائمة بطاقاتها البشرية والمادية حالياً.
ولكم تحياتي
د. صالح بن أحمد بن جاسر
|
|
|
|
|