| مقـالات
كنت قبل اسابيع في زيارة لوكالة الاثار والمتاحف بالمتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وقد اشعرتني تلك الزيارة الصباحية القصيرة، بمدى الاهتمام الذي صرنا نعطيه للاثار والمتاحف، فبعد ان كان المتحف الموجود سابقا جنوب شارع الخزان، يعلوه الغبار، ويحفه الاهمال ونقص الرعاية او انعدامها، حتى اننا كنا نتحدث عنه وكأنه متحف مدرسي، مثله مثل المكتبات المدرسية حتى الجهود التي كان يقوم بها بعض المولعين بالمكتشفات الاثرية مثل الدكتور عبدالرحمن الانصاري والدكتور سعد الراشد، كنا نرى خبرا عنها وكأنه فلاش تصوير، سريع وقصير، ثم بعد ذلك لا شيء، اما وكيل وزارة المعارف لشؤون الاثار في ذلك الوقت الدكتور عبدالله المصري، فقد كنت ازوره في وزارة المعارف او المتحف، وكنت اشعر ان لديه عشرات المشاريع التي تصب في كل ما من شأنه تطوير المتاحف والعناية بها ودعم المكتشفات الاثرية والتنقيب عن الاثار، كل هذه المشاريع كانت معطلة، لقلة الدعم وللنظرة القاصرة للاثار!
اما الان فان من يدخل الى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، سوف يجد اننا بدأنا من حيث انتهى غيرنا، عناية فائقة بالمعروضات، اماكن نظيفة ومنظمة، مطبوعات وكتب خاصة بما لدينا ولدى غيرنا من كنوز اثرية، وهناك اجتماعات وانشطة متعددة لاعطاء الاثار ما تستحقه من عناية واهتمام، كنا نفتقدها لسنوات عديدة، لماذا؟ لم اكن ادري تماما، واذا دريت فانني كنت استغرب، وبخاصة ان الاثار سجل لما كانت عليه هذه البلاد الكبيرة، والثرية بتاريخها واثارها ومعالمها، منذ الاف السنين.
عدم الاهتمام باثارنا من حيث الرعاية والتنقيب وتسليط الاضواء، والتشديد على من يقومون بتهريبها، جعل الكثير من المواقع عرضة للنهب والسلب، وغير بعيد ذلك الوقت، الذي كان فيه الرحالة الاجانب والمستشرقون، يجوبون الجزيرة العربية طولا وعرضا ولا يخرجون منها، الا وقد عبأت ركابهم ما خف حمله وغلا ثمنه من اثارنا!
لقد فرحت عندما قرأت عن المؤتمر الصحفي الذي عقده سعادة الدكتور سعد الراشد وكيل وزارة المعارف لشؤون الاثار والمتاحف، الذي اعلن فيه عودة (14) قطعة اثرية الى حضنها الدافئ في المتحف الوطني، وكل ما اتمناه ان تشكل وكالة الاثار والمتاحف لجانا تجوب المتاحف العالمية التي تضم عشرات ان لم نقل مئات القطع الاثرية التي نهبت في الاوقات السابقة من بلادنا، التي لا تقدر قيمتها بثمن ويعود تاريخ بعضها الى قبل الميلاد!
وان نعطي المزيد من الاهتمام لتكثيف العناية بالمتاحف القليلة الموجودة في بعض المدن، فالاثار ثروة، مجرد الوقوف عليها سيدر لبلادنا وللمدن التي تحويها دخلا ماليا، غير تسليط الضوء على بلادنا ومعالمها واثارها.. خصوصا ونحن نسعى الان لتكثيف الاهتمام بالسياحة، من خلال هيئة مستقلة ومن خلال برامج وتسهيلات من شأنها ان تجعل من بلادنا مزارا سياحيا على مدار العام.
|
|
|
|
|