| المجتمـع
* جولة عبدالله الملحم:
لا يختلف اثنان في أهمية كونه يربط بين دول مجلس التعاون الخليجي شمالاً وجنوباً إلا ان هذا الطريق البري الهام والمعروف بطريق الرياض سلوى مرورا بالأحساء لايزال يشكل بعبعاً مخيفاً للمارين به، نظراً للصعوبات المتوقعة والذي تكتنفه بدليل الحوادث المرورية المفجعة التي باتت سمته، حتى انه يندر أن تجد بيتاً في الاحساء لم يطرقه الحزن لوفاة قريب او صديق. حال هذا الطريق لم يتغير منذ سنوات طويلة.
"الجزيرة" كان لها جولة سريعة لهذا الطريق ورصدت انطباعات السائقين المارين به فماذا قالوا؟.
الطريق أكثر من خطر
الشاب سعد مفرح السعيد علق قائلاً: أعتقد جازما بأن هذا الطريق محفوف بالمخاطر، فالطريق ضيق وذو مسار واحد والأدهى والأمر بأن هناك أجزاء منه تكثر فيه النتواءات وهو ما يجعل السائق في حيرة من امره وقد يفقد السيطرة أثناء قيادته نظراً لرداءة الطريق.
الجمال في الانتظار
وأضاف السيد سعود محمد الراجح طالب بجامعة الملك سعود بالرياض قائلاً: المشكلة التي تواجه مرتادي الطريق هو الجمال السائبة التي تهدد الجميع وبالذات اثناء الليل، بدليل الحوادث المفجعة والتي نسمع بوقوعها بين الفينة والأخرى. وقد حدث لي موقف شخصي قبل ثلاثة أعوام عندما قصدت العمرة خلال شهر رمضان المبارك حيث تعرض الاوتوبيس الذي نستقله للاصطدام بأحد هذه الجمال السائبة وما أكثرها، وقد فوجئنا بعد الحادث بدقائق بوصول سيارة مسرعة تجاه الاوتوبيس وكنا نتوقع ان السيارة جاءت لنجدتنا ولكن للأسف فمن كان بها هم أصحاب الجمل وكان همهم الأول ازاحة الوسم الموجود على الجمل لاخفاء هوية صاحبه.
لا وجود لأمن الطرق
ويتحدث السيد صالح مسفر المري قائلاً: ولعل ما يزيد من خطورة هذا الطريق كونه غير مغطى بدوريات امن الطرق، فالطريق من الرياض عن طريق خريص مروراً بالاحساء وحتى سلوى او البطحاء وذلك بالاتجاه الى قطر او الإمارات العربية او سلطنة عمان يفتقر لهذه الخدمة الهامة رغم أهمية الطريق والتي لا تخفى على أحد.
وأضاف المري بقوله: لا أدري حقيقة ما هي المعايير التي من خلالها يتم تغطية الطرق البرية بخدمات أمن الطرق، فإذا كان أحدها أهمية الطريق وحيويته فهذا الطريق يقفز في الأهمية على مستوى المملكة، فيكفي انه طريق دولي وحقيقة استغرب ويستغرب معي الكثيرون في عدم شمولية الطريق بدوريات أمن الطرق حتى الآن، فالكثير من ضحايا الحوادث المرورية قضوا نحبهم لعدم توفر المسعف لهم، وأذكر ان احد الزملاء تعرض لحادث مروري على بعد 65 كلم من الاحساء باتجاه سلوى إلا ان المسكين ظل ينزف حتى فارق الحياة، ناهيك عن المشاكل التي قد يتعرض لها العابرون له فلو تعرضت سيارة لعطل ما فصاحبها قد يصاب بالاحباط والقلق خاصة في وجود اسرته معه.
بيت القصيد أن هذا الطريق الهام بحاجة ماسة وسريعة كغيره من طرق المملكة لخدمات أمن الطرق.
لا وجود للوحات الإرشادية
وأوضح السيد جعفر عبدالله الراسي قائلاً: قد تكون هناك ملاحظات هامة تتعلق بهذا الطريق ألا وهي افتقاره للوحات ارشادية فالمسافر المتجه من الرياض صوب الاحساء أو إحدى دول الخليج قطر او سلطنة عمان او الإمارات قد يواصل سيره باتجاه الدمام وهو معذور في ذلك فللاسف الشديد لا توجد لوحات ارشادية على امتداد الطريق السريع الذي يربط الرياض الدمام تشير للطريق الموصل للاحساء، والطريف حقيقة ان "هجرة سعد" والتي تقع في بداية الطريق المتجه للاحساء قد حظيت بنصيب الأسد من اللوحات الإرشادية وهي التي لا يزيد عدد سكانها عن 100 نسمة في حين لا وجود للوحات عن الاحساء والتي تشكل 24% من مساحة المملكة ويصل عدد سكانها إلى أكثر من مليون نسمة، وعن طريقها تصل المملكة بدول مجلس التعاون الخليجي، واردف قائلاً: هناك لوحة واحدة فقط!! تشير لطريق الاحساء، على بعد 500 متر من الطريق المؤدي للأحساء، من هنا فإن الكثيرين لا يلاحظون هذه اللوحة اليتيمة!! ويواصلون المسير باتجاه الدمام.
من هنا فالاحساء وبحكم موقعها الاستراتيجي وأهميتها يتطلب الأمر نصب اللوحات الارشادية الدالة على طريقها في بداية طريق الرياض الدمام السريع بدلاً من اللوحة الوحيدة والتي وجودها كعدمها.
الطريق ضيق
وتحدث محمد علي الدرويس "55 سنة" قائلاً لعل المشكلة الكبيرة التي يعاني منها العابرون لهذا الطريق كونه ضيقا وغير محمي من الجانبين ونظرا لوجود العديد من الهجر على مقربة منه فإنه تحول إلى شبه ميدان مفتوح للجمال السائبة، وانعكس هذا الوضع الخطير على ارتفاع الحوادث المرورية المفجعة لعل آخرها قبل أيام قليلة إثر الحادث المؤسف الذي تعرض له خمسة من شباب الاحساء كانوا في طريقهم لعملهم في مدينة الرياض عندما اعترض طريق سيارتهم جمل سائب واسفر هذا الحادث عن مصرع شابين على الفور في حين لايزال بقية الركاب في حالة حرجة. ولعل ارتفاع نسبة الحوادث على هذا الطريق على مستوى المملكة يؤكد الحاجة الماسة لازدواجيته وحمايته بالاسلاك اسوة بالطرق الأخرى.
|
|
|
|
|