| عزيزتـي الجزيرة
فإن مما يوجب الشكر لله تتابع مواسم الخير التي تسر قلب كل مؤمن وتسعد بها النفوس المسلمة ومع اطلالة العام الهجري الجديد تطل علينا معه مناسبتان كريمتان تعتبران نتيجة خيّرة وابداعا كريما وشجرتين مثمرتين رواهما نبعان من ينابيع الخير والعطاء والحس الانساني الأصيل والعمق الايماني الذي لا يأتي دائما إلا بكل خير يسهم في بناء المجتمع المسلم وتواصله وتماسكه، إنها جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، ومسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين اللتان اسهمتا بفضل الله ثم بفضل الدعم السخي والشخصي من سموهما في تشجيع الناشئة من أبناء المملكة على حفظ كتاب الله الكريم واعداد جيل صالح بإذن الله مسلح بكتاب الله الكريم.
مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين انها مسابقة تشدك منذ ان تقرأ عنوانها وذلك لاختصاصها بفئة من مجتمعنا محرومة ومغيبة عن أنظار الناس حتى قيّض الله لها الأمير سلطان بن سلمان الذي أودع الله فيه نفسا مؤمنة رحيمة وحسا انسانيا مرهفا وجهت اهتمامها للعناية بتلك الفئة رغم مشاغله ومسؤولياته المتعددة ومن إيمانه العميق واتجاهه للعنايةبتلك الفئة رأى أن مما يشيع في نفس المعوق السعادة والطمأنينة إحياء الجانب الإيماني في نفسه وتوثيق صلتها بالله سبحانه وتعالى لترضى بما قسم الله لها فتغدو لبنة صالحة في المجتمع وعضواً فاعلاً فيه يخدمه بحسب قدرته وطاقته المتيسرة له.
يقول سموه الكريم: "لئن كان الغرب يلجأ في علاجه لنفسية المعوق وتهدئتها الى الموسيقى فإننا نحن المسلمين لدينا ما هو أجل وأعظم وأبلغ من الموسيقى، لدينا كتاب الله الكريم الذي يبعث في النفس الرضا والاطمئنان والسعادة"، إن مهمتنا هي تعميق صلة الطفل المعوق بربه وتربيته تربية إيمانية تشيع في نفسه التعلق بالله والاعتماد عليه ورضاه بما قسم الله له منتظراً في ذلك الأجر والثواب من ربه على ما ابتلي به.
وإن هذه المسابقة وقد عبرت اربع دورات اثبتت انها تتقدم بكل حيوية لتمد مظلتها الى جميع مراكز ومدارس رعاية الاطفال المعوقين جسديا وعقليا واستطاعت عبر سنوات قليلة تحقيق اهدافها في شد هذه الفئة وربطها بكتاب الله وبث الحماس والتنافس بين أفرادها ولذلك ارتفع عدد المتقدمين من البنين والبنات عاما بعد عام حتى بلغ هذا العام ما يربو على مائة وسبعين من البنين والبنات يشاركون في هذه المسابقة ويقدمون من مسافات بعيدة وهم معوقون ولكن نفوسهم منطلقة وقلوبهم متعلقة بذكر الله والأهم من ذلك هو لجوء المراكز والمدارس الخاصة بتلك الفئة الى تكثيف الدروس القرآنية وتسجيلات المدرسين والمدرسات المتخصصين في القرآن الكريم مما كان له الفضل بعد الله في التقدم الحاصل في مستوى حفظ القرآن الكريم لتلك الفئة ومن هنا فإن الدعوة دائمة ومستمرة الى تخصيص حصص لتدريس القرآن الكريم من خلال مدرسين ومدرسات ممن يحملون هذا التخصص في تلك المراكز والمدارس التي تعنى بتعليم وتربية تلك الفئة.
إن مبادرة الأمير سلطان بن سلمان وهو صاحب مبادرات انسانية ومبادرات في شتى ميادين العلم والمعرفة قد هيأ لتلك المسابقة اسباب النجاح وبلوغها اهدافها بإذن الله كما ان احتضان جمعية الأطفال المعوقين بالرياض لتلك المسابقة وادارتها والقيام باجراءاتها التنفيذية قد هيأ لها الاستقرار والثبات ويسر التواصل مع الجهات المستفيدة منها مما أسهم في انجاحها.
إن هذه المسابقة لتشدنا إليها كل عام وإذ نلتقي بوجوه غالية من أبنائنا المعوقين على مائدة كتاب الله الكريم ونستمع إلى تلاواتهم رغم ما يصاحبها من صعوبة في النطق إلا أن لها صدى في النفس وخشوعا في القلب ودمعة تترقرق في العيون.. فما أرحم الله وألطف به من خبير بصير بعباده.
إنني في هذه العجالة، ولما حظيت به من شرف الخدمة في هذه المسابقة، وفي ظل توجيهات سموه الكريم لأسأل الله ان يثيبه على كل بسمة أضفاها على تلك الوجوه البريئة وعن كل معاناة رفعها عن أسرهم وعن كل دمعة ذرفت إشفاقا عليهم من عيون أهليهم وذويهم وممن رآهم من قرب أو عن بعد.
اللهم واجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، ووفق الجميع لكل خير.
الشيخ عبدالعزيز السبيهين
أمين عام مسابقة القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية، عضو الأمانة العامة لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين.
|
|
|
|
|